وزير الدولة الجزائري بلخادم: الجامعة العربية لم تعد بيتا للعرب

أبدى استغرابه من سعي مجلس التعاون الخليجي لضم المغرب

TT

قال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري إن الجامعة العربية «لم تعد بيتا للعرب لأن الكثير من القادة العرب لا يملكون قرارهم». ودعا إلى «إعادة النظر في ميثاق الجامعة وآليات عملها حتى تضطلع بمهامها كاملة». وعبر بلخادم، من ناحية أخرى، عن «استغرابه» لسعي مجلس التعاون الخليجي، إلى ضم المغرب.

وذكر بلخادم وزير الدولة في الحكومة الجزائرية، إنه «يستغرب» طلب مجلس التعاون الخليجي انضمام المغرب إليه. واعتبر أن «الطبيعي هو أن يأتي الطلب من الدولة التي ترغب بذلك». وكان بلخادم، وهو أيضا الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث أمس في مؤتمر عقد بالعاصمة، تناول تأثير حركات الاحتجاج الشعبية الجارية في بلدان عربية، على الأنظمة القائمة.

وعلَق بلخادم على اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي درس التحاق الأردن به، فقال إن «الأمر ليس جديدا لأن هذا البلد طالب منذ سنوات بالانضمام إلى المجلس، لكن الجديد هو في التوقيت فلماذا الآن بالذات؟». ولم يوضح بلخادم ماذا يقصد بالتحديد، لكن الذين حضروا المؤتمر فهموا أنه يلمح إلى أن ذلك مرتبط باتساع رقعة سخط الشعوب على الأنظمة. وذهب بلخادم بعيدا في انتقاده الطريقة التي تعامل معها مجلس التعاون الخليجي مع موضوع ضم المغرب، فقال: «يتعين على هذا المجلس أن يغيَر اسمه بالنظر إلى موقع (جغرافيا) كل من الأردن والمغرب»، مشيرا إلى أن «منظومة الحكم في هذه الدول معروفة»، دون توضيح ما يقصد بالتحديد. وأضاف: «كل بلد سيد في قراره أما نحن فلدينا فضاء ننتمي إليه»، في إشارة إلى اتحاد المغرب العربي. ويعتبر حديث بلخادم في مسألة دعوة الرباط إلى الانخراط في مجلس التعاون الخليجي، أول رد فعل رسمي جزائري على القضية. ويأتي ذلك في سياق حركية غير معهودة في علاقات الرباط بالجزائر، ميزتها تصريحات من مسؤولين جزائريين فهم منها أن الحدود البرية المغلقة منذ قرابة 17 سنة، قد يعاد فتحها من جديد.

وانتقد عبد العزيز بلخادم بشدة تسيير جامعة الدول العربية، داعيا إلى «إعادة النظر في ميثاقها وآليات عملها حتى تضطلع بمهامها كاملة». وأضاف: «لا بد من إعادة النظر في مسألة التزام الدول (العربية) بما تقره في اجتماعاتها». وتابع: «الجامعة العربية لم تعد بيتا للعرب لأن الكثير من القادة العرب لا يملكون قرارهم». ولم يوضَح بلخادم من يقصد تحديدا، وحديثه في الموضوع يعكس نظرة جزائرية لوضع الجامعة العربية تحمل مقترحات بإصلاحها، طرحها بلخادم نفسه في القمة العربية التي عقدت بالجزائر في 2005، لما كان وزيرا للخارجية. وأهم ما في المقترحات تدوير منصب الأمين العام للجامعة بين البلدان الأعضاء، مما تسبب حينها في نشوب أزمة مع مصر.

وبخصوص الوضع في ليبيا قال بلخادم: «يجب ترك الأمر لليبيين أنفسهم لكي يقرروا ويختاروا بين تثبيت القذافي أو تغييره دون الاستقواء بالأجنبي وتدمير قدرات البلاد». واعتبر وجود ممثليات دبلوماسية في بنغازي «تكريسا للتقسيم» وهو «ما لا نريده».