مسيرات مركزية في الضفة وغزة.. ودعوات لزحف سلمي نحو الحدود.. ومواجهات عنيفة في القدس

أبو مازن في ذكرى النكبة: وجهتنا الأخيرة هي الوطن

متظاهر فلسطيني يقطع كوابل احدى كاميرات المراقبة في القدس المحتلة وذلك خلال جنازة صبي قتل برصاص المستوطنين في مواجهات اول من امس في حي سلوان، امس (إ. ب. أ)
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، عشية الذكرى الـ63 للنكبة، التي تصادف اليوم، إنه يريد لكل فلسطيني أن يرى فلسطين، مؤكدا أن العودة إلى أي مكان في فلسطين يجب أن تصبح ممارسة وليس شعارا فقط.

غير أن أبو مازن لم يعن العودة للقرى الأصلية التي هجروا منها عام 1948، وقال «إن العودة من أي مكان لأي مكان في فلسطين هي العودة للوطن». وأردف «أنا بعودتي إلى رام الله أو نابلس أكون قد وضعت قدمي على أرض الوطن». وأضاف خلال استقباله مؤتمر الملتقى التربوي الثقافي الفلسطيني الرابع، مطمئنا اللاجئين، «القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة.. الوطن هو وجهتنا الأخيرة».

وتابع «يجب أن أقول للعالم إنني في طريقي لممارسة حقي، كيف سيتم هذا ومتى سيتم، ما دام أنه توجد خطوات إلى الأمام فهنالك حركة، نحن نقول للعالم إننا نريد دولة على حدود عام 1967، وحلا عادلا لقضية اللاجئين متفقا عليه حسب مبادرة السلام العربية، إنما دولة فلسطينية من دون عاصمتها القدس فلن نقبل إطلاقا».

وجاء حديث أبو مازن عن ممارسة اللاجئين لحقهم بالعودة إلى وطنهم عبر اتفاق سلام، في وقت بدأ فيه عشرات الآلاف التجمع منذ أول من أمس في ميادين مختلفة في دول عربية، استعدادا للزحف على الحدود مع إسرائيل اليوم تعبيرا عن حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم. ومن المفترض أن تساند فصائل فلسطينية حركة مشابهة في غزة والضفة الغربية، تحت شعار واحد «الشعب يريد العودة لفلسطين».

وتحسبا لمثل هذا الاحتمال استنفرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عناصرها ومعها أجهزة أمن السلطة والأجهزة الأمنية في كل من الأردن ولبنان ومصر، لمنع أي احتكاك بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي.

غير أن مواجهات مبكرة، انفجرت، الليلة قبل الماضية في القدس المحتلة وكانت الأكثر عنفا في حي سلوان بين الفلسطينيين والمستوطنين تساندهم الشرطة الإسرائيلية، أدت إلى «استشهاد» صبي جراء إصابته برصاص مستوطنين وإصابة واعتقال آخرين. وكانت المواجهات قد تفجرت إثر دعوات شبابية لجمعة نفير في القدس، إيذانا بانطلاق انتفاضة ثالثة، وشيع الفلسطينيون بعد صلاة ظهر أمس، جثمان ميلاد عياش، 16 عاما، إلى مقبرة الرحمة في باب الأسباط، وأطلقوا عليه «شهيد النكبة».

وعززت الشرطة الإسرائيلية من وجودها في القدس وحولتها إلى ثكنة عسكرية مغلقة، خشية تفجر مواجهات أعنف اليوم في ذكرى النكبة. ومن غير المعروف ما إذا كانت الجماهير التي تدعو لانتفاضة ثالثة، وزحف سلمي باتجاه إسرائيل ستتمكن من الوصول إلى نقاط التماس مع إسرائيل سواء من خارج فلسطين أو من الضفة وقطاع غزة. ويبقى هذا رهنا بحجم هذه الجماهير واستعداد قوى الأمن الفلسطينية والعربية وتطورات الأمور على الأرض.

ومن المفترض أن يبدأ الفلسطينيون إحياء ذكرى النكبة اليوم بصلوات كبيرة فجرا في مساجد الضفة وغزة، إثر دعوة سابقة من ناشطين على الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، عززها أمس رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، الذي طلب من الفلسطينيين أداء صلوات فجر مليونية في كافة مساجد فلسطين، وذلك تزامنا مع الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية.

وستتوقف الحياة منتصف ظهر اليوم دقيقة واحدة في كل أنحاء فلسطين مع إطلاق صافرات الإنذار، ثم ستنطلق مسيرات مركزية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تؤكد أن حق العودة حق فردي لا يسقط بالتقادم أبدا، وستتحرك المسيرات بالاتفاق بين حماس وفتح وبمشاركتهما معا، لأول مرة منذ 4 سنوات، بفضل المصالحة.

وأكدت منظمة التحرير، أمس، وفصائل فلسطينية، تمسكها بحق العودة باعتباره أحد الثوابت الوطنية الذي لا بديل ولا تنازل عنه، وهو حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا بالاتفاقات، وهو حق تكفله قرارات الشرعية الدولية. واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني في بيان صحافي تاريخ 15 مايو (أيار) من عام 1948 «يوما أسود في تاريخ الفلسطينيين خاصة، والعرب والمسلمين عامة، فقد بين مدى الظلم الذي لحق بهم أمام صمت بل ودعم معظم دول العالم، وخاصة الدول الكبرى». وقالت حركة فتح إن حق العودة مقدس، لا يسقط بالتقادم ولا تلغيه القرارات أيا كان مصدرها. وأكدت منظمة التحرير تمسكها بحق العودة باعتباره أحد الثوابت الوطنية الذي لا بديل ولا تنازل عنه، وهو حق لكل فلسطيني هُجر وشرد من أرضه. وكان هذا بالضبط موقف كل من حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية الأخرى. أما إسرائيليا، فهاجمت مصادر إسرائيلية بشدة السلطة الفلسطينية، رغم اعتقادها أن اليوم سيمر بهدوء.

وقالت المصادر، إن سماح السلطة الفلسطينية بنشر مطبوعات وملصقات في مدن الضفة الغربية تؤكد حق العودة إلى أراضي 1948 في ذكرى النكبة، وتبنيها فعاليات كبيرة بهذا الاتجاه، يؤكد أن الرئيس الفلسطيني يتبع خطابا مزدوجا، ففيما يتحدث عن السلام باستمرار يقود تعبئة فكرية تناقض توجهات السلام وتدعو إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وقالت المصادر إن إسرائيل تشعر بالصدمة من أن «التحريض» على حق العودة كانت تقف وراءه السلطة ومنظمة التحرير وفتح وليس حماس أو الجهاد الإسلامي.