رئيس حركة تحرير السودان لـ«الشرق الأوسط»: العلمانية هي طريقنا لتوحيد السودان

عبد الواحد نور أطلق عليه الوسطاء «مستر نو» بدلا من «مستر نور» لمواقفه الرافضة.. وكشف عن خطط لإسقاط البشير

عبد الواحد نور
TT

أكد رئيس حركة تحرير السودان، كبرى الحركات المتمردة في دارفور، عبد الواحد نور في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن حركته دشنت مرحلة جديدة، أطلق عليها مرحلة «الانفتاح»، وذلك بتصعيد العمل لإسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، من خلال تنظيم مظاهرات شعبية في كل مدن السودان، وتصعيد العمل العسكري والتنسيق مع الفصائل الأخرى، وأحزاب الشمال، بعد أن أطلق على المرحلة السابقة لعمل حركته «مرحلة الانغلاق». وكشف نور عن مغادرته العاصمة الفرنسية باريس نهائيا والتوجه إلى أفريقيا لقيادة خطة تغيير نظام الحكم في الخرطوم. وأقر نور بحالة الانقسامات التي تشهدها الحركات بدارفور، وقال «النظام ساعد في ذلك، وصار بوسع كل ثلاثة أشخاص تشكيل حركة تحت شجرة، وما عليهم سوى إعلان ذلك». وكشف نور كذلك تفاصيل زيارته إلى إسرائيل ورؤيته للقضية الفلسطينية، واستعداده للتطبيع مع تل أبيب في حال وصوله للسلطة. وشدد نور على تمسكه بالعلمانية بديلا للنظام الإسلامي الحالي.

* غيابكم الطويل الذي استمر لمدة تقارب السنوات الخمس بفرنسا أثار كثيرا من اللغط، لدرجة أن البعض اعتبركم خارج لعبة السياسة في دارفور..

- غيابي كان جسديا ولظروف صعبة مرت بها حركة تحرير السودان، بعد رفض التوقيع على اتفاق أبوجا. لقد تعرضنا لضغوط من بعض دول الإقليم مثل إريتريا، وهي دولة صديقة لا نزال نكن لها كل الود، وحتى الحركة الشعبية مارست علينا الضغوط بعد اتفاقية السلام الشامل وتوترت علاقتنا بها، وتعرضت حركتنا في الوقت ذاته لحالة من الانشقاقات دعمها «المؤتمر الوطني» في سياق سياسته الأمنية، وكذلك الأصدقاء والحلفاء!.. ورفضت دول أوروبية مثل بريطانيا منحنا تأشيرة الدخول، وفي الوقت ذاته هددتنا الولايات المتحدة الأميركية بضمنا إلى قائمة المطلوبين في جرائم حرب دارفور. وخلاصة الأمر لم نجد سوى فرنسا التي منحتني تأشيرة دخول وعرضت علي اللجوء لكنني رفضت ذلك، وخلال تلك الفترة قررت الانغلاق وبناء الحركة من جديد، وقمت بزيارات لأستراليا وكندا وإسرائيل وأميركا وكل الدول الأوروبية لشرح موقفنا من اتفاقية أبوجا ولماذا رفضنا التوقيع عليها، وها هي الأيام تؤكد صحة موقفنا. كما استفدنا من مرحلة الانغلاق في بناء خط فكري وسياسي لحل مشكلة السودان.

* ما هي ملامح هذا الخط الجديد؟

- دارفور مشكلة لا تحل إلا في سياق حل الأزمة السودانية، ولا تحل الأزمة السودانية إلا بالتغيير الكامل لبنية الدولة السودانية، ومدخل هذا التغيير هو إسقاط «المؤتمر الوطني»، ومحاسبة قيادته على جرائم حرب دارفور، وبعد ذلك يتوجه السودانيون نحو بناء دولة علمانية ديمقراطية ليبرالية. ومن ثم المحاصصة العادلة للسلطة والثروة وإزالة التهميش الثقافي والاجتماعي والسياسي. وحيث تقول التغيير الكامل فإننا نقصد تغيير مفاهيم كثير من السياسيين، بمن فيهم الديمقراطيون الذين يتخوفون من طرح العلمانية مع أنها هي الحل، وبالطبع نقصد التقليديين كذلك والذين يختلفون عن «المؤتمر الوطني» اختلافا كميا وليس نوعيا.

* أنت من دارفور ومعروف أن أهل دارفور مسلمون ويرفض بعضهم مجرد الحديث عن السياسة بعيدا عن الدين!..

- لأنني من دارفور أقول ذلك، لأن دارفور أكثر أقاليم السودان تضررا من استغلال الدين في السياسة، وقد بدأ ذلك في زمن قديم حيث رفع شعار «من يزرع مترا في الأرض لصالح آل المهدي فله متر في الجنة»، ثم جاء نظام الإنقاذ واستخدُمت شعارات مثل «دارفور اللوح» و«دارفور القرآن»، لكنه ارتكب أكبر المجازر في القرن الحالي في دارفور ذاتها، واستغل أهل دارفور في بداية الأمر في الجهاد ضد الجنوب، وهنا أتحدث عن نوعية من أهل دارفور الأُوَل، وهم الصادقون والمتدينون والذين خدعوا بالشعارات، أما النوعية الثانية فهم المؤدلوجون من قيادات الحركة الإسلامية، والذين قادوا الجهاد في الجنوب وكردفان والنيل الأزرق، وهؤلاء تجب محاسبتهم مع قادة الإنقاذ، مع الاعتذار للصادقين والمتدينين من أهلنا في دارفور، وفوق كل ذلك العلمانية هي حل لكل السودان لإبعاد استغلال الدين في قتل الناس وإبادتهم وتقديمهم وقمعهم ومصادرة حقوقهم. إن الكثيرين يعلمون أن «الإنقاذ» حين حاربت أهل دارفور سولت لبعض قادة موتورين ينتمون لقبائل عربية، وأشدد أنهم لا يمثلونها.. سولت لهم محاربة «الزرقة» أو «الأفارقة» وأخذ أموالهم وسلب أراضيهم لتطهيرهم من الوثنية.

* خلال وجودك بفرنسا قمت بزيارة إسرائيل، هل جاءت الزيارة في هذا السياق العلماني والرؤية الجديدة؟

- زيارتي إلى إسرائيل جاءت بغرض مقابلة المئات من أعضاء حركة تحرير السودان هناك ومقابلة سودانيين شردتهم «الإنقاذ»، وهم من الشمال وأقصى الشمال ومن دارفور والجنوب والشرق، وواجبي يحتم علي زيارة أهلي ورفاقي أينما كانوا ومتى تيسرت الظروف، لقد زرنا هذا القطاع المهم وعرفنا مشكلاتهم، وشاركنا في حوار مهم حول التنظيم والمكتب هناك، والقضية السودانية.

* وماذا عن التطبيع مع إسرائيل؟

- التطبيع نوعان، هناك تطبيع اجتماعي، وللعلم فالسودانيون هناك تعلم بعضهم اللغة العبرية، ودخلوا الجامعات والبعض عمل، والبعض فتح مطاعم، وهناك من تزوج من إسرائيليات بمن في ذلك القادمون من الشمال النيلي، وهذا يعني وجود التطبيع الاجتماعي شاءت حركة تحرير السودان أم أبت، ولو هناك شخص مسؤول فهو الذي دفع هؤلاء نحو التشرد وضيق عليهم أرض بلاده، وذهب نحو إسرائيل.. أما الثاني فهو التطبيع السياسي، ونحن معه، وسوف نفتح سفارة إسرائيلية في الخرطوم حال وصولنا للحكم، وسوف نفتح سفارة سودانية في تل أبيب، لأن السياسة والواقع يفرضان علينا ذلك، وللعلم فإن هذا ليس خصما على موقفنا من القضية الفلسطينية، نحن مع حق الفلسطينيين في قيام دولتهم إلى جانب الدولة الإسرائيلية، ونرفض عملية تشريدهم وقتلهم وإبادتهم. إن الأمر مرفوض لنا في غزة والقدس وتل أبيب والضفة الغربية مثلما هو مرفوض في دارفور والجنوب وكردفان والشرق والنيل الأزرق.

* معروف أن عبد الواحد ذو خلفية إسلامية واضحة في أسرته وفي إقليم دارفور، فلماذا الإصرار على العلمانية؟

- أنا مسلم وأفتخر بذلك، لكنني أؤمن بأن العلمانية ليست كفرا، ومستعد للدخول في مناظرة فكرية للتأكيد على أن الدين الإسلامي لم يحدد أشياء دنيوية وتركها للعقل والحوار. نظام حكم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثلا حين منع تلقيح النخيل وفشل الموسم، جاءه من يحاوره في الأمر وأقنعه بأهمية التلقيح، فوافق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك أمر دنيوي ولا علاقة له بالوحي، وكذلك موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، وكذلك حين أمر جنوده بأن يعسكروا في منطقة محددة في غزوة بدر وجاءه من يسأل آلله أمر بذلك أم هي الحرب والمكيدة، فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم هي الحرب والمكيدة اقترح الصحابي أن تكون البئر خلفهم ليشربوا ويمنعوا الكفار من الشراب، وكذلك نظام الحكم والجدل حول الشورى والديمقراطية والحرية، والحرية هي جوهر الإسلام في وقت لا يرى فيه السلفيون سوى الحدود، وتطبيقها على الفقراء. مع العلم بأن بعض الحدود تم تجميدها بواسطة سيدنا عمر بن الخطاب في عام الرمادة (حد السرقة).

* نعود للمرحلة الحالية، لوحظ أن عبد الواحد بدأ في تنظيم مظاهرات سلمية ضد الحكومة.. هل تخليتم عن العمل العسكري؟ - نحن نسعى للإطاحة بحكومة البشير بكل الوسائل، والمظاهرات هذه واحدة من الوسائل، وشهدت مدن الخرطوم والفاشر وزالنجي ونيالا والجنينة والدمازين والقضارف مظاهرات نظمتها مع آخرين، ونحن لسنا وحدنا، هناك من توحد معنا، وهناك من ينسق أو يتحالف وسوف تستمر المظاهرات مثلما يستمر العمل المسلح، وقد أسقطنا طائرات، وخاض قادتنا مثل قدورة وطرادة معارك شرسة، وسوف نواصل بالتنسيق مع الآخرين، من أجل التغيير، ويمكنني أن أنسق حتى مع صلاح قوش مستشار البشير الأمني الذي أقيل قبل أيام.

* كيف تتحدث عن عمل عسكري وأنت خارج الميدان؟

- لا أحد يعرف إن كنت أذهب إلى الميدان أم لا لأن هذه أسرارنا، ثم إن حركة تحرير السودان هي حركة سياسية، ولها جناح عسكري، وهذا يعني أن وجودي الشخصي ليس مهما مكانه لأنني أدير معركة عسكرية تتطلب التخطيط والقادة الميدانيين، ومعركة سياسية تشمل العمل الدبلوماسي والاتصال والتفاوض.

* لكن يؤخذ عليك عدم وجودك مع المحاربين..

- من يأخذ ذلك؟ ومن يعلم وجودي أو عدم وجودي؟ لعلمك أنا كنت في الميدان منذ بداية تأسيس جيش تحرير السودان، ومكثت هناك سنوات وحاربت.. أما ذهابي لفرنسا فقد شرحت أسبابه، وها نحن في المرحلة الثانية، مرحلة الانفتاح، وها أنا في قلب أفريقيا، ولا أعلن عن تحركاتي ووصولي إلى الميدان.

* ماذا تقصد بالانفتاح؟

- أقصد أن المشكلة السودانية مشكلة شاملة ومعقدة، ونرفض حصر حركتنا في دارفور مع أن لدارفور خصوصيتها، وهي محل انطلاقنا، لكن السودانيين بما في ذلك الديمقراطيون يصرون على حصرنا في إقليم أو قبيلة، وهذا خطأ وهو أس الأزمة، وهو يقودنا إلى الحركة الشعبية ومؤسسها جون قرنق، وهو رجل وحدوي، لكن الناس يصرون على حصره في الجنوب، أو الدينكا، مع أن أفكاره أعظم من كل أفكار السياسيين الآخرين، وحين ينتفض أهل شرق السودان يقولون ناس الشرق، وهكذا المشكلة كبيرة وهي مرتبطة بالهوية، من نحن، قبل أن نكون عربا أو أفارقة، مسلمين أو غيرهم، من الشمال أم من الجنوب؟ ومشكلة كيف يحكم السودان.. ولا حل لذلك إلا بسودان علماني ديمقراطي العرق ليبرالي، وهذا لن لا يتحقق إلا بالحوار ومشاركة الجميع من دون إقصاء.

* نتحدث عن الحوار والجميع لكنك ظللت ترفض العمل الجبهوي وترفض التفاوض وترفض الحوار حتى أطلق عليك البعض لقب «مستر نو» بدلا من مستر نور!..

- (ضاحكا) أنا لست ضد الحوار أو التنسيق أو الوحدة، أو العمل الجبهوي، لكني رفضت ذلك لظروف وعندي لكل شيء شروطه، وأنا الآن أعلن استعدادي للتحاور مع كل الأطراف السياسية في كل السودان ومع رفاقي في دارفور، ومستعد للوحدة، أو الجبهة العريضة أو التنسيق، وقد بدأنا ذلك ولنا اتصالات، أما رفضي لاتفاق أبوجا فقد جاء لأنه لا يحل المشكلة، ولن تحل المشكلة إلا بإسقاط «المؤتمر الوطني» والدخول في عملية تغيير كاملة، ولقب «مستر نو» أطلق علي لأنهم لم يستوعبوا رؤيتي وقتها، وحتى المطالب التي كنت أتمسك بها وما زلت مثل تحقيق الأمن لأهل دارفور ووقف الإبادة عن طريق نزع سلاح الميليشيات الحكومية وعودة السكان لمناطقهم ووقف سياسات الاستيطان ونزع الأراضي ودفع التعويضات، هي شروط لأهل دارفور، ما زلنا نتمسك بها ونرفض أي تفاوض قبل أن تتحقق.

* إذن لماذا ستفاوض إذا تحققت الشروط؟

- هذه مسائل أمنية وإنسانية، لكن القضية سياسية والتفاوض سياسي.

* على ماذا تفاوض؟

- على التغيير.

* وهل يقبل نظام سياسي التفاوض من أجل تغييره؟

- من مصلحة السودان أنه لا بد من التسوية للسلمية لوقف نزيف الدم وتحقيق العدل والسلام، وسبق أن تفاوض نظام العنصرية بجنوب أفريقيا مع السود، وسمح بانفصال سلمي للسلطة وتحت عملية سياسية سلمية من دون إراقة دماء، أما «المؤتمر الوطني» فإن أراد السلام فليترك السلطة عبر إجراءات يتفق عليها، وإلا فإن التغيير سيكون له ثمنه.

* وإذا وافق الوطني على التفاوض هل يضمن هذا تفادي المساءلة والمحاسبة؟

- لا.. هذه حقوق ناس وبعض منها وصل إلى المجتمع الدولي مثل المحكمة الجنائية، ولا نملك الحق في العفو.. كل من ارتكب جريمة لا بد أن يحاسب.

* ما رأيك في انفصال جنوب السودان؟

- حين وقع الدكتور جون قرنق اتفاقية السلام الشامل كان يرى أن الاتفاقية في حد ذاتها عبارة عن إجراءات لتحقيق السلام وتفكيك الدولة القومية وهزيمة «المؤتمر الوطني» عبر انتخابات حقيقية ونزيهة، عبر ديمقراطية حقيقية لا مزورة، ويحقق ذلك وحدة السودان، لكن ذلك لم يحدث، و«المؤتمر الوطني» كعادته لم يلتزم، وخلق المشكلات، واضطر الجنوبيون للتصويت للانفصال غصبا عنهم، ونحن في الحركة وحدويون، لكنا نحترم خيار الجنوبيين ونعمل على علاقة أخوة واستقرار وسلام وتنمية. وهذا لن يتحقق في وجود «المؤتمر الوطني» الذي يحرك الميليشيات لنسف الدولة الجديدة.

* لكن «الوطني» يرى العكس، وهو أن الجنوب يستخدمكم في دارفور؟

- هذا غير صحيح، وأنا شخصيا ساءت علاقتي في الفترة الماضية بالحركة الشعبية، مع أن «المؤتمر الوطني» يروج أن الحركة ضمتنا، وهذه عنصرية، حيث يستكثر علينا الدفاع عن حقنا. نحن أصحاب قضايا ونتفق مع الحركة الشعبية في الرؤية العامة لكننا لسنا تبعا، أو أدوات.

* بعض أهل دارفور يتحدثون عن تقرير المصير..

- أنا مع السودان الموحد، لكني أحذر من أن ما دفع الجنوبيين للانفصال هو الاستعلاء والاستبداد و«المؤتمر الوطني»، وتقسيم الناس إلى شمال وجنوب، إسلامي ومسيحي، نحن وهم، وهو منهج سيدمر كل السودان. أنا لا أرفع شعار تقرير المصير، لكني لا أستطيع منع أحد من رفعه، وأحترم خيار كل شخص أو حزب وأتمنى أن نتوحد في الشمال كلنا، وحتى مع الجنوب مرة أخرى بعد سقوط «المؤتمر الوطني»، وإلا فمصير السودان كله في خطر.

* هناك خطوات من طرفكم لتوحيد الفصائل في دارفور، لكن لوحظ أن الفصائل متكاثرة ومنفصلة ويصعب توحيدها..

- نعم هناك خلافات في دارفور لكنها ليست بعيدة عن حالات الخلافات السودانية، فانظر إلى الحركة الإسلامية، و«الأمة»، و«الاتحادي»، و«الشيوعي»، كلها مختلفة، ودارفور ليست استثناء، وأنا أتفق معك حول خلافات دارفور، وقد أسهم «المؤتمر الوطني» في ذلك، وأسهمت الأمم المتحدة بقدر، وبعض دول الإقليم بقدر آخر، وأصبح كل ثلاثة أشخاص في مقدورهم تشكيل فصيل من تحت شجرة، وهم لا يملكون سوى إعلان اسم التنظيم، ومع أن هذه المسألة مضرة بالقضية، والسلام، فإن بها إيجابيات، فلكل شخص الحق التعبير عن موقفه، وعن نفسه.

* هناك تقارير ذكرت أن باريس أبعدتك، ما هي الحقيقة؟

- باريس لا يحكمها «المؤتمر الوطني» حتى تبعد شخصا يستوفي شروط الإقامة. أنا عدت وحدي بعد أن جددت إقامتي هناك، ورفضت عرضا باللجوء واستغربوا لذلك، ولا تزال تربطني علاقات قوية بالمسؤولين في فرنسا والناشطين والشعب الفرنسي الذي أتوجه إليه بكل التقدير والشكر على استضافتي خلال السنوات الماضية.