سكان القنطرة غرب يطالبون الزاحفين بالعودة إلى منازلهم

مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»: صبرنا قارب على النفاد

TT

«ما تقومون به عبث وتخريف، مصر تحتاج إليكم»، هكذا صاحت «أم وليد» في وجه مجموعة من الشباب الذين تجمعوا لتناول الطعام في مطعم زوجها الذي يقدم وجبات سريعة في مدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية، وأضاف زوجها «أبو وليد» مخاطبا الشباب «أرجوكم، ارجعوا منازلكم من أجل مصر».

كلمات أم وليد وزوجها التي قابلها الشباب برفض شديد، تلخص الشعور العام الذي يسود «القنطرة غرب» أخر المدن الصغيرة التي يمر بها الشباب الساعون للوصول إلى رفح في ما يسمي بأحد الزحف، قبل أن يعبروا خليج السويس متجهين إلى مدينة القنطرة شرق أولى مدن سيناء، فالمدينة غير منقسمة حول تلك الدعاوى بل تتبنى وجهة نظر عامة مفادها أن تلك الدعاوى لا محل لها من الإعراب في مثل تلك الظروف. فالقنطرة غرب تستقبل العشرات من الشباب للتزود بالأكل والشراب اللازمين لاستمرار مسيرتهم التي يسموها بالمقدسة وهو ما ينقلب إلى نقاشات حادة بين البائعين والشباب يصل بعضها لحد التلاسن بين الطرفين.

وقال مصدر عسكري بسيناء لـ«الشرق الأوسط»: «صبرنا قارب على النفاد، ولن نسمح لأحد بالمرور».

ناصر أبو سامح (56 عاما)، تاجر ملابس يقول لـ«الشرق الأوسط» بحدة: «سيورطوننا في حرب دون داع، على هؤلاء الشباب أن يكونوا على قدر المسؤولية». وهو ما اتفق معه، وليد محمد (23 عاما) الذي قال للشباب المتوافد على مدينته: «ندرك وطنيتكم، ولكنكم تضرون لا تنفعون».

وليد الذي يعمل كبائع ملابس، كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن الهلع ينتاب أصحاب المحلات التجارية في القنطرة غرب من الفوضى المتوقع حدوثها، موضحا أن معظم أصحاب المحلات يقومون بإخلاء محالهم من المنتجات حاليا خوفا من الفوضى المحتملة.

من جانبها، وصفت سميرة منصور (40 عاما) وهي تعمل بائعة لمستحضرات التجميل المستوردة بالقنطرة غرب الموضوع بأنه حماس زائد عن الحد، داعية القوات المسلحة للتدخل بحزم ضد ما سمته جنون الشباب.

وتقلص إلى حد كبير عدد الشباب الوافدين إلى الإسماعيلية للمشاركة في أحد الزحف، نتيجة الإجراءات الأمنية الشديدة التي تتبعها القوات المسلحة في الطريق للإسماعيلية، حيث تم إيقاف عدد كبير من الحافلات في منطقة المنايف (7 كيلومترات) قبل الإسماعيلية ومُنع الشباب الذين كانوا على متنها من الدخول للمدينة. وتجمع عدد كبير من الشباب بالطريق الصحراوي وبدت عليهم معالم الإحباط الشديد بعد أن منعتهم القوات المسلحة من استكمال مسيرتهم لنيل الشهادة على حد قول بعضهم.

ورغم أن السواد الأعظم من الزاحفين إلى سيناء شباب في العشرينات من العمر، فإن رجلا مسنا في السبعينات من عمره لفت الأنظار إليه بجلبابه الأسود، إنه الحاج علي المرسي (74 عاما) الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قدمت للثأر لأخي الأكبر، الشهيد أحمد المرسي، وأنا عازم على ذلك ولن يمنعني سوى الموت».

وفي القنطرة شرق، على الضفة الأخرى لقناة السويس، كان الوضع أكثر هدوءا بعد أن حالت الإجراءات الأمنية دون وصول الشباب لها عبر المعدية الخضراء الشهيرة، فالقوات المسلحة تمنع المرور تماما عن الجميع باستثناء أهل المدينة. واستنكر أهل المدينة بشدة دعاوى الزحف إلى فلسطين.

ويقول أحمد المسعودي (30 عاما): «هذا الشباب لا يتمتع بالوعي، إنهم سيورطون مصر فيما لا تحمد عقباه».

بينما تساءل «فلسطيني»، وهو شاب فلسطيني الجنسية، عامل بأكبر مقاهي القنطرة شرق: «كيف يمكن تحرير فلسطين دون سلاح، هذا كلام فارغ»؛ في إشارة إلى أن الشباب الزاحف لتحرير فلسطين غير مدرب على القتال ولا يحمل السلاح أساسا. وأغلقت القوات المسلحة صباح أمس «السبت» كوبري السلام، الواصل بين جانبي خليج السويس، بشكل كامل في وجه كل العابرين باستثناء المنتمين جغرافيا لشبه جزيرة سيناء، وهو ما أدى لتكدس عدد كبير من الحافلات على مدخل الكوبري.

وكانت مجموعة من المعتصمين عند مدخل الجسر قد تخطت الحاجز الأمني بقوة التدافع في الصباح الباكر ووصلوا للضفة الأخرى إلا أنهم فوجئوا بقوة أكبر من القوات المسلحة منعتهم من إكمال مسيرتهم دون استخدام القوة.