أوكامبو يستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق القذافي و2 من أركان نظامه

مسؤول بريطاني يطالب الناتو بتسريع وتيرة عملياته في ليبيا

الدخان يتصاعد من منطقة القصف الذي تعرضت له تاجوراء احدى ضواحي العاصمة الليبية طرابلس أمس (أ ف ب)
TT

قالت مصادر دبلوماسية أمس إن كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية مستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق العقيد معمر القذافي واثنين آخرين من أفراد نظامه، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ويتوقع أن يصدر لويس مورينو أوكامبو بيانا اليوم، وكان المدعي العام قد أكد أنه يفكر في إصدار مذكرات اعتقال لثلاثة رموز في نظام طرابلس، دون أن يحددهم.

وكان مجلس الأمن قد فوض أوكامبو في فبراير (شباط) الماضي بالتحقيق في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ونص تقريره الرسمي الأول على وجود «هجمات واسعة النطاق وممنهجة ضد السكان المدنيين، شملت عمليات قتل واعتقال وجرائم ضد الإنسانية».

وأضاف أنه على الرغم من صعوبات جمع الأدلة، وجمع القوات الأمنية لجثث المدنيين، فإن «هناك أدلة موثقة تفيد بوفاة ما بين 500 إلى 700 شخص في فبراير وحده». وقال إن «اتهامات محددة بجرائم حرب ارتكبت شملت استخدام أسلحة غير دقيقة مثل الذخائر العنقودية وقاذفات الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون وأشكال أخرى من الأسلحة الثقيلة في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، خصوصا في مصراتة». ويتوقع أن يعقد أوكامبو مؤتمرا صحافيا في لاهاي بعد ظهر اليوم.

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي أن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصفت أمس ثكنة عسكرية وأجهزة رادار بمنطقة بوكماش الليبية الواقعة على بعد 17 كيلومترا من معبر رأس الجدير الحدودي المشترك بين تونس وليبيا، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأوردت وكالة الأنباء التونسية أن «أعدادا كبيرة» من سكان بوكماش فرّوا إلى تونس عبر بوابة رأس الجدير إثر القصف الذي قالت إنه «أحدث حالة من الفزع والذعر في صفوف المتجهين نحو التراب التونسي، خصوصا من التجار التونسيين الذين ترك الكثير منهم سيارتهم ولاذوا بالفرار».

وأضافت أنه «في ضوء هذه الأحداث اتخذت السلطات الأمنية الليبية قرارا بعدم السماح للتجار التونسيين دخول التراب الليبي»من معبر رأس الجدير.

وذكرت الوكالة أن الكهرباء انقطعت الليلة قبل الماضية عن الجانب الليبي من معبر رأس الجدير، «ما جعل قوات الجيش الوطني (التونسي) في حالة تأهب واستنفار لما قد ينجم عن ذلك من تداعيات».

وقالت: «ترددت أنباء مفادها أن أسباب قطع التيار الكهربائي كانت جراء محاولة فرار شخصية من الشخصيات الليبية إلى التراب التونسي إلى جانب وجود شخصية ليبية مرموقة أخرى بإحدى مصحات جزيرة جربة التونسية».

وراجت شائعات حول وجود الزعيم الليبي معمر القذافي بإحدى مصحات جربة (500 كلم جنوب العاصمة تونس) لتلقي العلاج من جروح يعتقد أنه أصيب بها خلال قصف جوي شنته قوات الناتو على طرابلس يوم 30 أبريل (نيسان) الماضي وقتل فيه نجله الأصغر سيف العرب وثلاثة من أبناء هذا الأخير.

وفي سياق ذلك نقل عن الجنرال ديفيد ريتشاردز، رئيس أركان الجيش البريطاني قوله أمس إن الحملة العسكرية حتى الآن حققت «نجاحا كبيرا» لحلف الأطلسي، لكن لا بد من بذل المزيد من الجهد.

ونقلت عنه صحيفة «صنداي تلغراف» قوله: «إذا لم نرفع سقف الهجوم فإن هناك احتمالا في أن يؤدي الصراع إلى تمسك القذافي بالسلطة». وأضاف: «في الوقت الحالي لا يهاجم الحلف أهداف البنية الأساسية في ليبيا. لكن إذا أردنا زيادة الضغط على نظام القذافي فسنحتاج إلى التفكير بجدية في زيادة مدى الأهداف التي يمكننا ضربها».

وشيعت ليبيا أول من أمس جنازات تسعة أئمة قالت إنهم قتلوا في غارة شنها حلف شمال الأطلسي على مدينة البريقة في شرق ليبيا قبل ذلك بيوم. وتجمع نحو 500 شخص لحضور مراسم دفن سبعة من التسعة في جبانة قرب ميناء طرابلس، وردد البعض هتافات مناهضة لحلف الأطلسي.

وقال التحالف إن المبنى الذي قصف في البريقة كان مركزا للقيادة والتحكم، وأوضح الناتو في بيان: «نعرف الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين في ما يتعلق بهذا الهجوم، وعلى الرغم من عدم استطاعتنا التأكد بشكل مستقل من صدق هذا الادعاء فإننا نأسف لمقتل أي مدنيين أبرياء عند حدوث ذلك».

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن زورقا وصل إلى ميناء جرجيس بجنوب شرقي تونس، وعلى متنه ثلاثة ضباط انشقوا على قوات القذافي.