مصر تمنع وصول مجموعات «الزحف» إلى رفح.. ومحتجون يحاصرون سفارة إسرائيل في القاهرة

الفلسطينيون تظاهروا على حدود بلادهم.. والجامعة العربية دانت جرائم الاحتلال

TT

منعت السلطات المصرية عشرات النشطاء المصريين أمس من الوصول إلى مدينة رفح على الحدود بين مصر وغزة للمشاركة فيما عرف بـ«يوم الزحف» إلى الأراضي الفلسطينية في ذكرى النكبة، حيث تم إعادتهم مرة أخرى إلى مدينة العريش بسيناء. وبينما شددت مصر من إجراءاتها الأمنية على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة تحسبا لوصول مجموعات أخرى، حاصر المئات من المتظاهرين مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة وطالبوا بتحرير فلسطين وطرد السفير وقطع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، فيما عبرت الجامعة العربية عن غضبها وإدانتها لجرائم الاحتلال بحق المتظاهرين العرب على حدود كل من لبنان وسوريا وشمال قطاع غزة والقدس المحتلة.

وقال شادي أيوب منسق مجموعات «يوم الزحف» بالعريش، إن «العشرات من المتضامنين توجهوا صباح أمس داخل حافلات من مدينة العريش إلى رفح على الحدود مع غزة، إلا أن قوات الجيش منعتهم من الوصول إلى المنطقة الحدودية»، حيث كانوا في طريقهم إلى الحدود للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم النكبة. وأضاف أن «هناك اتصالات ما زالت تجري من أجل السماح لهم بالعبور، وأنه في حالة فشل الوصول إلى رفح ستقام الاحتفالية بمدينة العريش التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن قطاع غزة».

وقد شهدت كل النقاط المرورية التي نصبها الجيش حوارات ونقاشات ساخنة للغاية بين الطرفين حول السماح للنشطاء بالمرور، وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «التعليمات الصادرة لنا تتلخص في أن نجعل الشباب يدرك أننا لا نقل عنهم وطنية، لكننا لن نسمح لهم بالعبور».

وأغلقت القوات المسلحة تماما المعدية بين مدينتي القنطرة غرب والقنطرة شرق على الضفة الأخرى لقناة السويس، وكان ما يقرب من 300 شاب قد وصلوا إلى القنطرة غرب ليل السبت استعدادا للعبور صوب العريش، لكنهم عادوا مرة أخرى لكوبري السلام لينضموا إلى الاعتصامات الشبابية المتواصلة منذ السبت.

وقالت مصادر حدودية مصرية إن المئات من الفلسطينيين تظاهروا أمس أمام بوابة رفح من الجانب الفلسطيني، على الحدود بين مصر وغزة، في ذكرى يوم النكبة.. بينما أكد شهود عيان أن إسرائيل شددت من إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع مصر.

وفي غضون ذلك، أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي في الاتجاهين بعد العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. وأوضح مسؤول بالمعبر أن المعبر مفتوح الآن لعبور الفلسطينيين في الاتجاهين، وأن حركة السفر والتنقل تسير بشكل طبيعي على الرغم من توقع وصول مجموعات الزحف لتحرير القدس إلى المعبر (أمس) للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم النكبة. وأضاف المسؤول أن إجمالي الفلسطينيين الذين عبروا المعبر منذ إعادة افتتاحه عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك قد بلغ 30 ألفا و495 فلسطينيا في الاتجاهين.

وقد شارك المئات من المصريين والفلسطينيين المقيمين داخل سيناء في مظاهرة ضخمة عقب صلاة الظهر انطلقت من مسجد الرفاعي بوسط المدينة وطافت عدة شوارع تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والمصرية ورددوا هتافات تطالب بالسماح لهم بالوصول إلى الحدود مع غزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وبعد ساعتين من التظاهر قرر المتظاهرون الوصول إلى رفح سيرا على الأقدام حيث وصل المتظاهرون إلى منطقة الريفة ثم نزلوا بعد أن منعتهم السلطات المصرية من التوجه لرفح.. وقرروا استكمال المسيرة سيرا على الأقدام وهم يرددون هتافات «زاحفين بالملايين لتحرير فلسطين»، فيما لم يتمكن المئات من المصريين من المشاركة في المسيرة بسبب منع وصولهم إلى مدينة العريش، بعد أن وضع الجيش المصري عدة نقاط تفتيشية بدءا من جسر قناة السويس وحتى مدينة العريش المصرية.

ومن جانب آخر، قامت مجموعات مجهولة مساء أول من أمس بتفجير مقام «الشيخ زويد» (شمال سيناء)، باستخدام عبوات شديدة الانفجار. وأكد شهود عيان أن مجموعة من المسلحين الملثمين اقتحموا المقابر ووضعوا عبوات ناسفة داخل المقام، مما أحدث انفجارا شديدا.. ولم تنسب أي من الجماعات المسلحة بسيناء مسؤولية التفجير إلى نفسها، كما لم ينتج عنه أي إصابات بشرية.

وفي القاهرة، نظم عدد من النشطاء والقوى السياسية وشباب الثورة أمس وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية في ذكرى مرور 63 عاما على نكبة فلسطين، أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وتجمع المئات من المواطنين أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة وحاصروها مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب.

كما طالب المتظاهرون بفتح معبر رفح الحدودي بشكل دائم بين مصر وقطاع غزة، لرفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين، مرددين هتافات تعبر عن مطالبهم، من بينها «على القدس رايحين شهداء بالملايين - أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير». وأحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلي، وصمموا علما لفلسطين يصل إلى ما يقرب من 100 متر، قاموا برفعه على مطلع كوبري الجامعة، مرددين «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، كما صلى المتظاهرون صلاة الظهر والعصر جمعا أمام مبنى السفارة. من جهتها، كثفت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة من وجودها بالمنطقة المحيطة بالسفارة، وقامت بنشر عشرات الجنود بالمنطقة، بالإضافة إلى آلية عسكرية في مواجهة المبنى، تحسبا لوقوع أي اشتباكات أو محاولة اقتحام من قبل المتظاهرين لمنطقة حرم السفارة.

وفي الإسكندرية، توجهت مسيرات حاشدة عقب صلاة الظهر أمس قوامها عشرات الآلاف من المواطنين من أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل وسط مدينة الإسكندرية إلى مقر القنصلية الإسرائيلية بمنطقة «كفر عبده»، حيث فرض المتظاهرون حصارا مشددا على مقر القنصلية دعما لـ«الانتفاضة الفلسطينية الثالثة».

وعلى الصعيد الرسمي، وصل إلى القاهرة أمس عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء مراد موافي حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر تطورات الأوضاع بالمنطقة في ضوء اتفاق المصالحة الفلسطينية ودعوات تنظيم مظاهرات ومسيرات إلى الحدود الشرقية لمصر.