متحدث في العمال الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»: نواجه القوات التركية في إطار الدفاع عن النفس

معارك عنيفة على الحدود.. وأوجلان يتوعد بحرب شاملة إذا لم تحل القضية الكردية بعد الانتخابات

TT

منذ يومين تدور رحى معارك عنيفة على الحدود التركية العراقية بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي أسفرت لحد الآن، وحسب مصادر في الحزب، عن مقتل خمسة من عناصره مقابل خمسة جنود أتراك وجرح اثنين منهم.

وفي اتصال مع دوزدار حمو المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات الدفاع الشعبي للحزب الكردستاني المعارض لتركيا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «قوة تابعة للحزب كانت بصدد العبور إلى داخل تركيا أول من أمس تعرضت إلى هجوم قرب منطقة (يت مال) الحدودية بمختلف الأسلحة التركية الثقيلة والخفيفة وامتدت الهجمات إلى منطقة (شرناخ وجوقزرة) وما زالت المعارك العنيفة تدور هناك».

وأضاف المتحدث أن «الجيش التركي كان بادئا بالهجوم حيث قصف بالمدافع الثقيلة القوات التابعة لنا أثناء عبورها، ثم اتسع القصف المكثف للمنطقة فواجهتها قواتنا وحدثت معارك أسفرت لحد الآن عن سقوط خمسة قتلى بين صفوف مقاتلينا وخمسة من أفراد الجيش وجرح اثنين آخرين، واستخدم الجيش التركي في تلك المواجهة جميع أسلحته من المروحيات والمدافع الثقيلة والمدرعات وما زالت المعارك مستمرة في تلك المنطقة».

ونفى المتحدث الرسمي ما أوردته وسائل الإعلام التركية بالاستيلاء على مخازن للأسلحة والمتفجرات العائدة للحزب، وقال «لم يحدث ذلك، كما أننا بالمقابل لم نتمكن من الاستيلاء على أية معدات عسكرية للجيش التركي بسبب كثافة القصف المدفعي واستمرار الطلعات الجوية للمروحيات الحربية وتمشيطها للمنطقة».

وقال حمو «رغم المبادرات العديدة التي أطلقها الحزب من أجل تحقيق السلام في تركيا، ولكن الجيش هناك حاول مرارا الهجوم على مقاتلينا الذين ما زالوا يواجهون القوات التركية في إطار الدفاع المشروع عن النفس، ولم يكونوا هم البادئين بالهجوم».

وأشار المتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع الشعبي إلى أنه «منذ شهرين وقع 23 من عناصر الحزب قتلى في المعارك مقابل 12 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الجيش التركي».

من جهته، توعد زعيم الحزب المعتقل في جزيرة إيمرالي عبد الله أوجلان الحكومة التركية بحرب شاملة إذا لم تحل القضية الكردية بعد الانتخابات التشريعية المقرر لها يوم 15 من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال أوجلان في كلمة أرسلها إلى المؤتمر السنوي لحزبه عبر محاميه «إن قيادة الحزب بجبل قنديل عليها أن تستعد لتدابير جديدة لمرحلة ما بعد الانتخابات المرتقبة، فإما سيحصل اتفاق كبير، وإما ستندلع حرب كبيرة، فإذا حصل الاتفاق فسيكون أول اتفاق تاريخي كبير في تاريخ الكرد بتركيا، وإذا لم يحصل ذلك لن يكون هناك حديث عن الدفاع السلبي أو الإيجابي».

وأضاف أوجلان «كنت أقول دائما بأن الأمور ستتطور نحو الحل السلمي والديمقراطي، وقد حاولت مرارا تهدئة قيادة جبل قنديل لإتاحة الفرصة أمام تركيا لاستكمال خطوات السلام، ولكن الأتراك لن يستطيعوا خداعي بعد الآن، فأنا لم أعد كما كنت في السابق وهذا ليس تهديدا لأحد، فقد تحدثت في اللقاء الأخير وبتفصيل مع الهيئة المكلفة بالحوار معي ونبهتهم بأن لا يتصرف أحد بشكل خاطئ، وهذا ليس تهديدا بل هو جزء من واجبي بإيقاظ الجميع»، وتابع «أعتقد بأن هناك مراكز وجهات داخلية وخارجية تحاول إعاقة اللقاءات هنا، وهؤلاء لا يريدون حل القضية الكردية، ولكي يخربوا الوضع بالداخل من خلال الدعم الداخلي والخارجي فإنهم لا يتوانون عن حبك شتى المؤامرات بل وحتى القيام بالانقلاب إذا تطلب الأمر ذلك بغية دفن القضية الكردية المشروعة».