المغرب: استقالة مؤسس «الأصالة والمعاصرة» من مهامه الحزبية

محلل سياسي يرجح أن تكون المظاهرات ضد فؤاد عالي الهمة من بين أسبابها

TT

استقال فؤاد عالي الهمة، مؤسس «حزب الأصالة والمعاصرة» (معارضة برلمانية) من مهامه داخل الحزب، لكن مصادر قيادية قالت إن الهمة سيبقى عضوا في «المكتب الوطني» للحزب، وهو أعلى هيئة قيادية. وأكد صلاح الوديع، العضو القيادي في الحزب، أن الهمة استقال من رئاسة لجنتي «التتبع والانتخابات». وقال الوديع، وهو أيضا الناطق الرسمي باسم الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «استقالة الهمة من مهامه الحزبية لا تعني استقالته من الحزب ككل».

وكان الهمة، الذي تطلق عليه الصحافة المحلية لقب «صديق الملك»، نظرا لعلاقته الوثيقة مع العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أسس «حزب الأصالة والمعاصرة» في أغسطس (آب) 2008، ولم يلبث، خلال فترة وجيزة، أن أصبح واحدا من أكبر الأحزاب المغربية في البرلمان، حيث بات يشكل قوى ضاغطة فيه.

ويتولى محمد الشيخ بيد الله، أمين عام الحزب، حاليا، رئاسة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان). يشار إلى أن الحزب أثار منذ تأسيسه جدلا داخل الساحة السياسية المغربية، وتقول أوساط حزبية إنه يحظى ضمنيا بدعم الإدارة، وإن السلطات المحلية مارست ضغوطا على أعضاء مجالس بلدية حتى يصوتوا لصالحه عند انتخاب مجالس بعض المدن.

وكان الحزب تأسس في البداية من اندماج خمسة أحزاب صغيرة، وسرعان ما بدأ في استقطاب عدد كبير من النواب من أحزاب أخرى ليعزز ما يطلق عليه في المغرب ظاهرة «الترحال السياسي».

وقال عبد الرحيم منار سليمي، وهو أستاذ للعلوم السياسية، إن استقالة الهمة ليست مفاجئة على اعتبار أنه لم يكن هناك تأكيد منذ البداية على إمكانية استمراره في قيادة الحزب، وأوضح سليمي لـ«الشرق الأوسط» أنه كانت هناك ثلاث فرضيات عندما تأسس الحزب، وهي أن يكون الهمة هو الأمين العام للحزب أو أن يستمر داخله أو أن يكون رئيسا للوزراء، أي أن فكرة استمراره في الحزب إلى الأبد لم تكن مؤكدة، وبالتالي فإن خطوة الاستقالة هذه ليست مفاجئة، بيد أن سليمي لم يستبعد أن تكون المظاهرات التي عرفها الشارع المغربي سببا إضافيا للاستقالة، وقال إن المظاهرات الأخيرة خلقت أزمة داخل الحزب؛ إذ ربط المتظاهرون بين الحزب والهمة. يشار إلى أن شعارات مناوئة للهمة كانت قد ترددت على نطاق واسع في المظاهرات المطالبة بإصلاحات سياسية، التي جرت في المغرب.