تونس تعلن اعتقال جزائري وليبي بحوزتهما «حزام ناسف»

الموقوفان حاولا تفجير قنبلة وحزام ناسف خلال مداهمة الأمن لمقرهما

TT

اعتقلت السلطات التونسية، الليلة قبل الماضية، شخصين؛ أحدهما جزائري، والثاني ليبي، بشبهة انتمائهما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبحوزتهما «حزام ناسف» في نكريف بتطاوين (جنوب) على بعد 130 كلم من الحدود مع ليبيا. وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن فرقتي الحرس والأمن التونسي تمكنتا في منطقة رمادة (بولاية تطاوين) من الكشف عن وجود عنصرين خطيرين في منطقة نكريف. وأوضحت أن «أحدهما جزائري ويلقب بأبو مسلم وعمره 31 عاما، والثاني ليبي ويدعى أبو بطين ويبلغ من العمر 23 عاما»، مضيفة أن الرجلين «دخلا التراب التونسي خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي قادمين من الجزائر»، لافتة إلى «تلقي أحدهما تدريبات بالجبل الأبيض بدائرة بئر العاتر عام 2007». وتابعت أن «أحدهما حاول إلقاء قنبلة يدوية على الأعوان حين مداهمتهم المقر الذي يوجدان فيه غير أنها لم تنفجر، فيما حاول الثاني تفجير حزام ناسف لكن تدخل الأعوان حال دون ذلك». وصادرت السلطات التونسية «جهاز تحديد المواقع (جي بي إس) وهاتفين جوالين وجواز سفر ليبيا باسم شخص آخر وعملة أوروبية وتونسية»، وفق المصدر نفسه. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن «الشخصين الخطرين اعترفا بأنهما توليا إخفاء كميات من الأسلحة والذخيرة في بعض أماكن التراب التونسي». وأضاف أنه «تم العثور في مغارة جبلية بمنطقة بني خداش من محافظة مدنين في الجنوب التونسي على سلاح من نوع كلاشنيكوف و5 مخازن للرصاص وقنبلة يدوية».

ومن المتوقع «إحالة الموقوفين على إدارة مكافحة الإرهاب لمواصلة البحث في الموضوع»، وفق بيان وزارة الداخلية.

وتأتي هذه العملية بعد قرابة 3 أيام من تكثيف البحث في صفوف اللاجئين الفارين من احتدام المعارك بين الثوار اللبيبين وقوات العقيد الليبي معمر القذافي، ودخول الوحدات الأمنية بمنطقة تطاوين في حالة استنفار بعد تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود، وخاصة بالمعبر الحدودي الذهيبة - وازن، الذي يسيطر عليه الثوار الليبيون.

وأكدت نفس المصادر أن الشخصين اللذين اعتقلا الليلة قبل الماضية تربطهما علاقة مباشرة بالشابين اللذين تم القبض عليهما في وقت سابق من الأسبوع الحالي بمدينة تطاوين وبحوزتهما قنابل يدوية الصنع. وذكرت تقارير واردة من مدينة تطاوين القريبة من الحدود التونسية - الليبية أن المتهمين قد حولا مباشرة إثر القبض عليهما إلى المنطقة الأمنية بالمدينة قبل أن يتم نقلهما إلى تونس العاصمة لمواصلة البحث والتحري معهما.

في سياق ذي صلة، وفي إطار ملاحقة عناصر نظام الرئيس التونسي المطاح به زين العابدين بن علي، باشر قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية التحقيقات مع عميد الشرطة المتقاعد جلال بودريقة العميد السابق لوحدات التدخل الذي كان متحصنا بالفرار، وأمر بإيداعه السجن. كما تم إيداع السجن كل من لطفي الزواوي المدير العام السابق للأمن العمومي، ورشيد بن عبيد المدير السابق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية. ومن المنتظر أن توجه للمسؤولين الأمنيين الثلاثة قضايا جنائية على ارتباط بالرئيس المخلوع ووزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم، وخاصة ما يتعلق بإطلاق النار على المحتجين سلميا خلال الأيام التي سبقت فرار الرئيس بن علي والإطاحة بنظام حكم البلاد لمدة 23 سنة.

إلى ذلك، أبدى التونسيون اهتماما كبيرا برسالة فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق، التي اعتذر من خلالها لقوات الجيش، وقال إن الجنرال رشيد عمار لعب دورا وطنيا كبيرا في إنجاح الثورة التونسية. كما دعا الشباب التونسي إلى «التزام الهدوء والاتجاه للعمل والدراسة لإنجاح التحول الديمقراطي». وصارح الراجحي التونسيين قائلا «كنت ضحية مكيدة تستهدف استقرار البلاد والإساءة إلى الجيش التونسي»، مؤكدا أن تصريحاته ليست سوى تصورات واستنتاجات شخصية. وتأتي هذه الرسالة بعد تصريحات للراجحي قال فيها إن الجيش التونسي سيمسك بالسلطة في حال فوز حركة النهضة التونسية بانتخابات المجلس التأسيسي، وهو ما أثر على الشارع التونسي، وأدى إلى انفلات الأوضاع الأمنية، خاصة بولايات تونس الكبرى.