إسرائيل تهدد النظام السوري بدفع ثمن باهظ على اقتحام الحدود

قالت: إن الأسد يفتح جبهة أخرى ليحرف الأنظار عن الهبَّة الشعبية المطالبة بإسقاطه

TT

اتهمت أجهزة الأمن الإسرائيلية سوريا بفتح جبهة توتر معها بغرض حرف الأنظار عن الهبة الشعبية في المدن السورية لإسقاط النظام. وهددت هذه الأجهزة بأن النظام السوري سيدفع ثمنا باهظا، في حال عودته إلى خطوات شبيهة في المستقبل.

كانت الحكومة الإسرائيلية في حالة انعقاد جلستها الأسبوعية العادية عندما انفجرت مسيرات العودة في يوم النكبة الفلسطينية، التي اقتربت من الحدود مع إسرائيل في كل من قطاع غزة ولبنان وسوريا. واستمعت إلى تقارير أمنية وردت فيها التقديرات بأن «النظام الإيراني وحزب الله اللبناني والنظام السوري تقف مجتمعة وراء هذه الأحداث»، وأن هدفها «هو إشعال الجبهة مع إسرائيل لحرف أنظار الرأي العام عن القمع الدامي الذي تقوم به أجهزة الأمن السورية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، للمظاهرات السورية المطالبة بإسقاط النظام». وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير: إن هذه المسيرات هي «نشاط منظم ومنسق، لاحظنا فيه قدوم الحافلات في رحلات منظمة من المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان باتجاه الحدود».

وأضاف هذا المصدر: «سوريا حرصت في كل وقت، منذ حرب 1973، على اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دقيق. وهذه أول مرة يتم فيها خرقه وليس صدفة». وتابع: «قبل أيام هدد قائد الاستخبارات السورية الرئاسية، رامي مخلوف، وهو قريب عائلة الأسد، بإشعال هذه الجبهة عندما صرح لصحيفة (نيويورك تايمز) بأنه لا يمكن أن يسود استقرار في إسرائيل إذا لم يسد الاستقرار في سوريا. ونحن استهترنا يومها بهذا التصريح، واليوم نقطف ثمار استهتارنا.. فالرئيس الأسد يقصد القول إنه الجهة الوحيدة القادرة والمعنية بالهدوء على الحدود بين إسرائيل وسوريا، فإذا سقط، يمكن أن تتحول هذه الحدود إلى جحيم لإسرائيل».

وقد حذر الإسرائيليون من مغبة العودة إلى مثل هذا النشاط في المستقبل، مؤكدين أن إسرائيل لن تسمح بعودة التوتر على حدودها الشمالية وأن لديها طرقا لمعالجة أي تدهور كهذا بصرامة وحزم، بحيث يندم السوريون على المبادرة إليها.

كان مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قد اعترف بأن جميع أجهزة المخابرات الإسرائيلية فشلت في تقدير ما جرى على الجبهة السورية، قائلا: «لم يكن لدينا أي علم باحتمال قدوم مسيرات عبر الحدود مع سوريا. فهذه حدود هادئة ومطمئنة عادة، والمسيرات فاجأتنا». وقال نائب وزير التطوير الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، أيوب قرا: «إن هناك من يحاول النفخ في هذه القضية في إسرائيل، فالحقيقة أن عددا من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا أرادوا لفت النظر لقضيتهم فلم تصطدم معهم قوات الجيش السوري، فتمكنوا من الوصول إلى إسرائيل». وأعرب عن اعتقاده أنهم سيعودون إلى سوريا في غضون ساعات وتعود الحدود إلى هدوئها.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (الأحد)، إنه يأمل بعودة الهدوء سريعا على حدود إسرائيل بعد مقتل محتجين تظاهروا تضامنا مع الفلسطينيين على حدود لبنان وسوريا وغزة. وقال نتنياهو في تصريح تلفزيوني مقتضب: «نأمل بعودة الهدوء سريعا، ولكن لا يساورن أحدا شك في أننا عازمون على الدفاع عن حدودنا وسيادتنا».