البنتاغون: التسريبات قد تعرض قدراتنا للخطر انتقادات حادة للبيت الأبيض بعد تسرب تفاصيل عملية بن لادن

TT

تعرض البيت الأبيض لانتقادات حادة، بعد تسرب كم هائل من المعلومات حول تفاصيل عملية الكوماندوز التي أدت إلى قتل أسامة بن لادن في باكستان. واتهم البيت الأبيض بأنه لا يعرف كيف يكتم الأسرار، مما قد يؤدي إلى الإضرار بأي عمليات مشابهة في المستقبل.

ومنذ الهجوم على منزل بن لادن في باكستان وقتله في الثاني من مايو (أيار) الحالي في مدينة أبوت آباد الباكستانية، لم يمر يوم واحد من دون أن تنقل وسائل الإعلام معلومات إضافية حول هذه العملية. وفي الثالث من مايو، أي غداة الهجوم، أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ليون بانيتا أن مجموعة كوماندوز تابعة للبحرية، وهي قوة نخبة في سلاح البحرية الأميركي، هي التي قامت بالعملية العسكرية في باكستان. وأمام تعطش وسائل الإعلام وبحثها الدؤوب عن أي تفصيلة إضافية، كشف مسؤولون أميركيون هوية الوحدة في قوة نيفي سيلز التي قامت بالعملية، كما كشفوا عن استخدام مروحية جديدة، وعن وجود مخبأ للاستخبارات الأميركية على مقربة من منزل بن لادن، وعن تفاصيل أخرى حول الوثائق التي تمت مصادرتها في المكان.

وقال مايكل شوير، الموظف السابق في «سي آي إيه»، إن التسريبات في إدارة باراك أوباما باتت «خارج السيطرة». وأضاف أن «المعلومات حول المروحية الخفية، وحول المخبأ الخاص بوكالة الاستخبارات المركزية، وحول عادات بن لادن واتصالاته.. كل هذا يضر بالعمليات التي يمكن أن تتم في المستقبل، ويجعلها أكثر صعوبة، وعلى الأرجح أكثر خطورة». ويحمل البعض البيت الأبيض مسؤولية هذه التسريبات، في حين يحملها آخرون لنواب وأعضاء في مجلس الشيوخ اطلعوا على تفاصيل العملية.

وعبر وزير الدفاع روبرت غيتس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، علنا عن ضيقه من هذه التسريبات الخميس، عندما كشف أن كبار معاوني أوباما اتفقوا على عدم كشف تفاصيل العملية بعد أن تابعوا معا في البيت الأبيض مجرياتها لحظة بلحظة. وتابع بأسف «إلا أن كل شيء انهار في الغد»، في إشارة إلى بدء التسريبات. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل إن الوزير لم يكن يقصد الانتقاد بقدر ما كان يريد الإعراب عن قلقه أمام تسرب معلومات سرية قد تهدد الأمن القومي للبلاد. وقال المتحدث موريل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قيام مصادر ترفض الكشف عن اسمها بتسريب معلومات سرية حول تكتيكات ومعدات تابعة لوحدات عسكرية قد يعرض قدراتنا على القيام بعمليات مماثلة في المستقبل للخطر». وأضاف غيتس أن من نتائج هذه التسريبات كشف هوية المشاركين في العملية العسكرية، مما دعا هؤلاء إلى طلب حماية أمنية خاصة لهم ولعائلاتهم.

من جهته، اعتبر الكولونيل المتقاعد رولاند غويدري، الذي عمل سابقا في القوات الخاصة، أن هذا الكشف للمعلومات عن قوة نيفي سيلز «سيجعل عملهم في المستقبل أكثر صعوبة». واتهم العاملين مع أوباما بأن حب الظهور هو الذي دفعهم لكشف معلومات عن تكتيكات هذه القوة الخاصة وعن مضمون الأقراص المدمجة التي عثر عليها في منزل بن لادن، إضافة إلى كيفية تعقب الاتصالات التي يجريها قادة «القاعدة». وقال الكولونيل غويدري في تصريح لـ«ناشيونال جورنال» إن «الأمن العملاني قبل العملية كان رائعا، في حين أن الأمن العملاني بعدها كان كارثيا».

ومنذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، عملت وكالات الاستخبارات الأميركية المتنوعة على تبادل أفضل للمعلومات بين الهيئات التابعة لها، إلا أن تسرب المعلومات في المقابل زاد عما كان عليه سابقا. وتنكب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مع تسع وكالات استخبارات أخرى على الأقل على دراسة الوثائق التي وجدت في منزل بن لادن، ويتم توزيع المعلومات على مختلف الوكالات لدى العثور على أي شيء مهم للمساعدة في تفادي حصول أي اعتداء جديد محتمل في المستقبل.