ناشط سوري: نظام الممانعة والتصدي أخطأ العنوان بتوجيه دباباته لدرعا بدلا من الجولان

قال إن الأسد ما زال يستطيع أن يقود عملية انقلاب كبرى على النظام تمكنه من دخول التاريخ

TT

حملت مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أمس، دعوات انتشرت كالنار في الهشيم من شبان سوريين للجيش السوري بالرد على إسرائيل في الجولان المحتل، بدلا من قمع المظاهرات في الداخل، بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي أربعة أشخاص وأصاب 60 شخصا آخرين بجروح بالقرب من الخط الدولي بعد دخولهم إلى بلدة مجدل شمس.

واعتبر الناشط السوري أيمن عبد النور أن «الناس في سوريا بدأت تتندر بالقول إن نظام الممانعة والتصدي السوري قد أخطأ العنوان ووجه دباباته لدرعا بدلا من الجولان»، معتبرا أنه «إذا ما كان هناك إدراك وتوجه لدى شخص الرئيس السوري بشار الأسد حصريا بأهمية تقديم عدد من التسويات المهمة والكبيرة فإنه ما زال يستطيع أن يقود عملية انقلاب كبرى على النظام تمكنه من دخول التاريخ».

وعما إذا كانت أحداث أمس في الجولان تحرج النظام المنشغل بإخماد الحراك الشعبي في الداخل، قال عبد النور رئيس تحرير موقع «كلنا شركاء» المحجوب في سوريا «طبعا فلقد بدأ الناس يتداولون نكات أن نظام الممانعة والتصدي قد أخطأ العنوان ووجه دباباته لدرعا بدلا من الجولان؟. وفعلا وبعد تصريحات رامي مخلوف تكشفت كثير من الحقائق التي كان النظام يسعى لإخفائها خلال العقود السابقة».

وكان رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري الذي يحظى بنقمة واسعة عليه في الشارع السوري تحدث لإحدى الصحف الأميركية في حديث مطول، مشيرا إلى «أن أمن إسرائيل من أمن سوريا» في حين سارعت الحكومة السورية للتنصل من تصريحات مخلوف، الذي لا يمتلك أي منصب رسمي بالقول إن تصريحاته شخصية ولا تعبر عن موقف رسمي. وفيما يبدو تأخذ الأوضاع في سوريا منحى أكثر تعقيدا من اتساع نطاق التشكيك بالدعوة الحكومية لحوار شامل، يقال إنه لا يتعامل مع المعارضة كتلة واحدة، ويرى أيمن عبد النور لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام حتى الآن ليس لديه القناعة التامة لدى كل أطرافه بأهمية إجراء حوار حقيقي يقوم على المساواة والاحترام والثقة بالطرف الآخر والعمل معا للخروج بالبلد من هذه الأزمة المصيرية. ويضيف عبد النور أنه إذا ما كانت بعض أجنحة النظام ترى أن إطلاق عملية ما، تسمى باسم عريض وجذاب ومغر للمجتمع الدولي والمحلي اسمها «حوار وطني دون أن تتضمن حوارا حقيقيا فهذا يعني أننا نسير نحو التصعيد من كلا الطرفين»، معتبرا أن «النظام سيستغل غطاء الحوار لمزيد من القتل أو الاعتقالات لأنهم لم يعودوا يجرأون على القتل بأعداد كبيرة، والمتظاهرون سيلجأون لزيادة أعدادهم لحماية أنفسهم وبالتالي فالأزمة مرشحة لمزيد من التفاقم والتصعيد». وأضاف «إذا ما كان هناك إدراك لدى شخص الرئيس حصريا بأهمية تقديم عدد من التسويات المهمة والكبيرة فإنه ما زال يستطيع أن يقود عملية انقلاب كبرى على النظام تمكنه من دخول التاريخ».