شعبية برلسكوني على المحك مع انطلاق الانتخابات المحلية

ثلث الإيطاليين يختارون ممثليهم

TT

بدأ الناخبون في إيطاليا أمس بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية تعد اختبارا مهما لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ويتوقع أن تكشف ما إذا كانت شعبيته تضررت بفعل فضيحة جنسية وثلاث محاكمات بشأن الفساد واقتصاد راكد قبل عامين من انتهاء فترة حكمه. ودعي نحو ثلث سكان البلاد، للإدلاء بأصواتهم في 1310 بلدة ومقاطعة لكن يتوقع أن يكون الإقبال على التصويت ضعيفا نسبيا نظرا لخيبة الأمل تجاه المناخ السياسي المتوتر. ويتوقع أن تكون أهم المنافسات في أربع مدن كبرى هي تورينو ونابولي وبولونيا وميلانو عاصمة إيطاليا التجارية ومسقط رأس برلسكوني حيث يواجه ائتلافه الذي يمثل يمين الوسط خطر الهزيمة لأول مرة منذ نحو 20 عاما.

وتعليقا على أهمية ميلانو، كتبت صحيفة «إل كورييريه ديلا سيرا» الأوسع انتشارا أمس أن «13 مليون إيطالي مدعوون للاقتراع، لكن فقط قسم منهم، خصوصا في ميلانو، قد يحدثون فرقا لمستقبل الحكومة واليمين». وفي المجموع، فإن نحو 13 مليون إيطالي مدعوون إلى انتخاب رؤساء المجالس البلدية في 1310 بلدية من أصل 8100 تشمل فقط 11 مدينة يتجاوز عدد سكانها المائة ألف نسمة بينها ميلانو ونابولي وتورينو وبولونيا. وكتبت صحيفة «إل جورنالي» التي تملكها أسرة برلسكوني على صفحتها الأولى «اقتراع لصالح سيلفيو وضد اليسار ومن أجل الحكومة». وعددت «10 أسباب للتصويت لليتيسيا موراتي»، رئيسة بلدية ميلانو المنتهية ولايتها التي تنتمي إلى حزب برلسكوني «شعب الحرية» أمام خصمها اليساري المحامي جوليانو بيسابيا.

وقالت صحيفة «لا ريبوبليكا» اليسارية إن برلسكوني أكد لأوساطه «لقد قمت بكل ما في وسعي ولم أرتح خلال هذه الحملة الانتخابية لكن علي أن أقر بأني قلق». وأضاف «هذا الاقتراع ليس عاديا لرؤساء البلديات إنه اقتراع حول شخصي وحكومتي».

وتأتي الانتخابات المحلية بعد استطلاعات للرأي أشارت إلى أن شعبية برلسكوني بلغت نحو 30 في المائة، وهي أدنى مستوى لها منذ وصوله إلى السلطة للمرة الثالثة عام 2008. وقرر برلسكوني، 74 عاما، أن يكون على رأس قائمة الانتخابات البلدية في ميلانو حيث رجحت آخر الاستطلاعات أن تفوز موراتي بما بين 44 و48 في المائة من الأصوات مقابل ما بين 40 و42 في المائة لبيسابيا. ويعتبر اليسار أن ذلك سيكون نجاحا إذا ما أرغم اليمين على تنظيم دورة ثانية للمرة الأولى منذ 15 سنة، في حين يريد اليمين الفوز من الدورة الأولى في هذه المدينة المعقل الانتخابي لبرلسكوني منذ دخوله الساحة السياسية قبل 17 سنة.

وسيتم أيضا تجديد 11 مجلسا محليا إثر هذا الاقتراع الذي ينتهي بعد ظهر اليوم. ويشارك في الاقتراع ربع الناخبين الإيطاليين تقريبا البالغ عددهم 49 مليونا ويشكل آخر اختبار عملي لبرلسكوني قبل الانتخابات التشريعية المقررة في ربيع 2013. وذكرت صحيفة «لا ستامبا» أنه «خلال أسبوعين ما كان يفترض أن تكون انتخابات محلية تحول مجددا إلى استفتاء» لصالح برلسكوني أو ضده.

ويخوض برلسكوني هذه الانتخابات من موقع ضعيف بعد انشقاق رئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني في نهاية 2010 وعدة دعاوى قضائية منها فضيحة روبي غيت الجنسية التي بدأت جلسات المحاكمة في إطارها في ميلانو في السادس من أبريل (نيسان) الماضي.

وفي كبرى المدن الأخرى يبدو الوضع، بحسب استطلاعات الرأي، مواتيا لليسار المنتهية ولايته خصوصا في بولونيا وتورينو. ويبقى الوضع غير محسوم في نابولي حيث يجري الاقتراع في ظل أزمة تراكم القمامة المتكررة التي لم تتمكن من حلها لا البلدية التي يقودها اليسار ولا السلطات اليمينية رغم الوعود التي قطعها برلسكوني. ويرجح فوز مرشح اليمين ولكن بفارق ضئيل يتراوح بين 37 و41 في المائة من نيات الأصوات بينما يتمثل اليسار المنقسم في هذه المدينة بمرشحين يتوقع أن يحصلا معا على ما بين 39 في المائة و47 في المائة من الأصوات في نتيجة قد تكون مشجعة لدورة ثانية محتملة.