نبيل العربي أمينا عاما للجامعة العربية خلفا لموسى

قطر سحبت مرشحها وأثنت على الاختيار المصري

TT

قررت الدول العربية أمس اختيار وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى، بعد أن توافقت مصر وقطر على ترشيحه وسحب المرشح القطري، الأمر الذي حظي بإجماع توافقي بين كل الدول العربية. وسبق هذا التوجه اجتماع تنسيقي مصري - قطري بين العربي والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، لتبادل وجهات النظر واستعراض جميع الخيارات بشأن موقف البلدين من الترشح لمنصب الأمين العام للجامعة.

وقال مصدر دبلوماسي عربي، رفض ذكر اسمه، إن الوزيرين اتفقا خلال الاجتماع على بلورة سيناريو مشترك قبيل توجههما إلى مقر الجامعة لحضور الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وقد اتفقا على سحب مصر ترشيح البرلماني السابق الدكتور مصطفى الفقي، وترشيح العربي بدلا منه، على أن تسحب قطر مرشحها.

ومنذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 جرت العادة على توافق عربي على من يشغل منصب أمينها العام، حيث ظل مصريا طول الوقت، باستثناء الفترة التي نقل فيها مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل.

وقال مصدر دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط»، إن قطر اشترطت على مصر خلال الاجتماع بين وزيري خارجية البلدين، سحب ترشيح الفقي مقابل تنازلها عن ترشح العطية، والابتعاد عن فكرة التصويت التي ترفضها غالبية الدول العربية، وإن هذه الدول «تفضل التوافق على المرشح كما جرت العادة في كل المرات السابقة»، موضحا أن السبب الأساسي لاعتراض قطر على الفقي يرجع إلى «شخصيته، باعتباره لم يكن وزيرا للخارجية من قبل، وبسبب مواقفه السياسية التي لا تلقى قبولا لديها ولدى بعض الدول العربية، بالإضافة إلى تحفظ دولة السودان الرسمي والمعلن على ترشح الفقي للمنصب».

ونفى مصدر دبلوماسي عربي وجود أي خلافات بين مصر وقطر بشأن الترشح للمنصب، قائلا إن هناك روحا من الأخوة تسود الجانبين.

من جانبه، أثنى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على ترشيح القاهرة للعربي، معتبرا أن هذا الترشيح هو الاختيار الأمثل والصحيح، معربا عن أمله في أن يكلل عمل الدكتور العربي في منصبه الجديد بالنجاح والتوفيق، وقال إن «المرشح القطري هو مرشح مصري والمرشح المصري هو مرشح قطري، وعلينا أن نحيي الدكتور العربي ونتمنى له النجاح».

من جهة أخرى، أكد عمرو موسى، المنتهية ولايته، أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بما بذله من جهد خلال فترة توليه منصب الأمين العام، قائلا في كلمة له عقب اختيار الدكتور العربي أمينا عاما جديدا للجامعة: «الآن وقد أنهيت فترة طويلة مشهودة وأنهيت مهمتي كأمين عام للجامعة العربية أشعر بكل الفخر والاعتزاز لأني استطعت أن أعمل بكل جهدي وقدت فريقا متميزا من مسؤولي الأمانة العامة للجامعة العربية بمختلف المنظمات في مجال التعاون العربي نحو تشكيل وضع جديد نشيط للأحداث».

وأضاف موسى: «إننا قمنا بنقلة نوعية في وضع الجامعة العربية من خلال التوافق في السنوات العشر الماضية، وكان من أنجح المشاريع التي تمت هو وضع البنود الخاصة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على جدول الأولويات التي قمنا بها، وكذلك نشطت المنظمات العربية وعلاقاتها بالمنظمات الدولية، ليس في المجال السياسي فقط ولكن في المجالات المختلفة».

وفي وقت سابق نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن مصدر عربي لم تسمه، وجود احتمالات فيما يتعلق بالترشح لمنصب الأمين العام، من بينها انسحاب أحد المرشحين لصالح المرشح الثاني، أو تأجيل البت في اختيار أمين عام جديد لمدة ثلاثة أشهر يتم التشاور والتوافق خلالها على مرشح معين مع تولي السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، القيام بمهام الأمين العام خلال هذه الفترة.

يشار إلى أن الفقي كان قد صرح لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس، بأنه مستعد للتنازل عن ترشحه وإفساح المجال لتوافق عربي يأتي بمصري آخر لهذا الموقع في حال وجود اعتراض على شخصه تحديدا، كما أكد الفقي أنه «ليس المهم أن يأتي الفقي أمينا عاما لجامعة الدول العربية، ولكن أن يشغل مصري هذا الموقع في ظل ظروف الثورة المصرية»، مشيرا إلى أنه «شخصيا يريد أن يكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة»، وقال: «هذه هي رؤيتي دائما، لأننا كلنا زائلون، والأمة العربية هي الباقية».