أردوغان يكرر رسائله التحذيرية: نخشى تقسيم سوريا على أساس طائفي

أنقرة تنتظر من دمشق «أفعالا».. وتجمد الاتصالات السياسية الرفيعة

TT

تشهد العلاقات السورية - التركية امتحانا شديد الصعوبة، لا تبدو معه هذه العلاقات التي تميزت بالدفء والحرارة الزائدة قادرة على تخطيها من دون تداعيات أساسية. فأنقرة التي ما يزال رئيس وزرائها - وزعيمها السياسي الأول - رجب طيب أردوغان مصرا على تسمية الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الصديق» على قطيعة مع دمشق منذ نحو 10 أيام، أي منذ الاتصال الهاتفي الأخير بين أردوغان والأسد، والذي تميز بلهجة حادة من الجانب التركي المستاء من «كثرة الوعود وقلة الأفعال» في التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا، في حين أن العلاقات الجيدة بين الزعيمين كانت تسمح لهما بإجراء أكثر من اتصال في الأيام العادية.

وقالت مصادر رسمية تركية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات مقطوعة على المستوى السياسي، لكنها مستمرة على المستوى الدبلوماسي، أي على مستوى السفيرين في أنقرة وفي دمشق رغم الحديث الذي تردد عن إمكانية استدعاء السفير السوري في أنقرة لإبلاغه احتجاج تركيا على «العنف المفرط». وأشارت المصادر إلى أنه «لا قطيعة رسمية بين القيادتين، لكن ليس لدينا ما نقوله لهم بعد، فقد قلنا ما قلناه وننتظر الأفعال السورية لأننا سمعنا الكثير من الوعود». وتابع أردوغان توجيه الرسائل الحادة باتجاه سوريا، فأعرب في أحد لقاءاته الانتخابية أمس عن خشيته انقسام سوريا طائفيا إذا استمر التوتر القائم. وقال: «لدينا مخاوف من أن اشتباكات طائفية قد تنفجر في سوريا يمكن أن تقسم البلاد، ونحن لا نريد أن نرى مثل هذا الشيء». وقال أردوغان إن «آخر اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد كان منذ ما يقرب من 10 أيام». مشيرا إلى أن «سوريا هي مثل قضية داخلية بالنسبة لنا لأن لدينا حدود 850 كيلومترا فضلا عن علاقات القرابة القوية، وأتمنى أن تستطيع سوريا التغلب على هذه الأوقات الأليمة بسرعة».

وتعليقا على كلام أردوغان، يقول الكاتب التركي يوسف كانلي في صحيفة «حرييت» اليسارية إن حزب العدالة والتمنية الحاكم مدفوعا بعثمانيته الجديدة عزز العلاقات مع سوريا وألغى التأشيرات بين البلدين بهدف الانطلاق من العلاقات الثنائية بين البلدين إلى اتحاد شرق أوسطي جديد بقيادة تركيا على غرار الاتحاد الأوروبي، لكن النتيجة كانت 250 لاجئا عند الحدود هربوا إلى تركيا من العنف المتواصل في شوارع سوريا. مشيرا إلى أن هذا الرقم قد يتضاعف مرات عدة إذا ما استمر الوضع القائم فينتقل السوريون الذين يستطيعون الدخول من دون تأشيرة إلى تركيا ناقلين المشكلة معهم إلى أراضيها. مبديا خشيته من العامل الكردي بشكل أساسي. وانتقد الكاتب انضمام تركيا إلى التحالف الدولي الداعي إلى رحيل القذافي في ليبيا في حين ما تزال «الدعوات الخجولة توجه للأسد للمضي في الإصلاح»، معتبرا أنه «بينما كان يتوجب الاستفادة من العلاقات الممتازة بين أردوغان والأسد لإخراج سوريا من الوضع القائم، فإنه يمكن للمظاهرات المعادية لتركيا في دمشق أن تكون مكلفة حقا لتركيا في الحاضر والمستقبل» مشيرا إلى أن أردوغان «الذي قاد بلاده من الديمقراطية العلمانية إلى عهد الخوف لا يمكن أن يكون مثالا جيدا».