اليسار الإسرائيلي: علينا أن نتوقف عن قتل الأبرياء

في مظاهرة عفوية نظمتها حركات سلام نسائية

TT

«الحكومة تجعل من جنود الجيش الإسرائيلي قتلة للناس الأبرياء»، «جيش الدفاع الإسرائيلي هو تنظيم إرهابي» و«قتلة بالزي الرسمي»، تحت هذه الشعارات وغيرها وفي ظل العلمين الفلسطيني والإسرائيلي، انطلق نحو 200 نشاط من اليسار اليهودي في تل أبيب، الليلة قبل الماضية، في مظاهرة عفوية نظمتها حركات سلام نسائية في المدينة، احتجاجا على قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص على المسيرات السلمية التي قام بها اللاجئون الفلسطينيون في يوم النكبة.

وقد شق المتظاهرون أحد أهم الشوارع الرئيسية في تل أبيب وهم يهتفون بروح تلك الشعارات. وتصدى لهم عدد من نشطاء اليمين والمارة، يهاجمونهم ويبصقون عليهم ويقذفون عليهم البيض من شبابيك البيوت ويصيحون بهم: «أنتم خونة»، و«الإرهاب الفلسطيني يهاجم إسرائيل في قلب تل أبيب وأنتم تتهمون جيشنا بقتل الأبرياء»، و«اذهبوا إلى سوريا، هناك يطلقون الرصاص على الأبرياء من أبناء شعبهم». وحاول بعضهم الاعتداء على متظاهرتين من النساء. ولكن هذه الهجمة من اليمين لم تعرقل المظاهرة.

وقالت إيلات معوز، الأمينة العامة لتنظيم «ائتلاف النساء من أجل السلام»، الذي يضم في صفوفه 18 منظمة وحركة نسائية يهودية وعربية في إسرائيل - إن «مسيرات اللاجئين التي توجهت إلى الحدود الإسرائيلية، كانت عبارة عن مظاهرات سلمية هدفها التعبير عن اليأس من حالة الجمود في مفاوضات السلام بيننا وبين الفلسطينيين، والتذكير بأن هناك قضية لاجئين تحتاج إلى علاج. وهذه رسالة مهمة يؤيدها كل نصير حقيقي للسلام في إسرائيل، لأنها تنطوي على خدمة مصالح الشعبين. ولكن حكومتنا، التي ترتعد خوفا من السلام، لم تعرف كيف تتصرف إزاء هذه المسيرات. فراحت تطلق الرصاص على المتظاهرين العزل. وهذا أمر لا يمكن لمن يريد لإسرائيل أن تكون دولة سليمة ومعافاة، أن يوافق عليه».

وأكدت معوز أن حركتها ستتحرك «في كل أسبوع ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي تطمر رأسها في الرمل ولا تريد أن ترى أو تسمع أو تفهم حقيقة التطورات في العالم العربي. فهناك يريدون إنهاء حالة الجمود. ولن يقبلوا بأنظمة سياسية تسكت عن هذا الجمود. وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ونتصرف بما يتلاءم معها». وسئلت عن رأيها في تهجم نشطاء اليمين على المظاهرة، فأجابت: «في العالم العربي يتقدمون نحو الديمقراطية والحريات، ونحن نتراجع إلى الوراء. يريدون تحويلنا إلى دولة في العالم الثالث».