مسؤولون أمنيون: ميليشيات شيعية وراء موجة الاغتيالات الأخيرة

كشفوا أن أغلب المستهدفين ضباط سنة خشية من عودة «البعث»

TT

كشف مسؤولون أمنيون عراقيون كبار أن أغلب موجة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد بالأسلحة الكاتمة للصوت تنفذها ميليشيات شيعية، وليس تنظيم القاعدة في العراق أو بقية الجماعات المسلحة السنية في البلاد.

وأفاد تقرير لوكالة «رويترز»، أمس، بأن سلسلة من الاغتيالات استهدف أغلبها ضباطا ومسؤولين، نفذت، إما بالأسلحة الكاتمة أو بالعبوات اللاصقة، حيث لقي 38 مسؤولا حتفهم خلال الخمسة أشهر الماضية، حسب عمليات بغداد. بينما أفادت مصادر في وزارة الداخلية العراقية باغتيال 51 شخصا خلال الفترة ذاتها.

ونقلت عن اللواء الركن حسن البيضاني، رئيس هيئة أركان عمليات بغداد، أن الاغتيالات تعتبر في الوقت الراهن مبعث قلق للأجهزة الأمينة العراقية، وأضاف أن الرسم البياني للعمليات الإرهابية في العراق شهد انخفاضا كبيرا، لكن الاغتيالات باستخدام القنابل اللاصقة والأسلحة الكاتمة بدأت في التصاعد.

ومن بين الذين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي بنفس الطريقة مدير عام دائرة الإسمنت، وأربعة اغتيالات استهدفت ضباطا في وزارتي الداخلية والدفاع.

وكشف مسؤولون أمنيون كبار أن الميلشيات الشيعية والجماعات المسلحة السنية مسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات في العراق، لكن الموجة الأخيرة التي استهدفت مسؤولين وضباطا كبارا في وزارتي الدفاع والداخلية تنفذها جماعات شيعية قلقة من عودة حزب البعث المنحل إلى السلطة، بعد رحيل القوات الأميركية المقرر نهاية العام الحالي، وفقا للاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن.

وأضاف المسؤولون الذين لم يكشفوا عن أسمائهم أن الكثير من قادة الأحزاب السياسية الشيعية يعتقدون أن البعثيين سيحاولون التسلق إلى السلطة مجددا، عبر انقلاب عسكري ينفذه كبار الضباط السنة في الجيش والشرطة.

وأفاد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية بأن «التهديد الأكبر الذي يواجه العراق في عام 2012 هو حزب البعث، لأنه يسعى للوصول إلى السلطة ثانيا»، مضيفا أن البعثيين يمتلكون الخبرة والمال والقيادة لتنفيذ انقلاب.

وبحسب تقرير وكالة «رويترز»، فإن وزارة الداخلية أعلنت مقتل 11 ضابطا في وزارتي الدفاع والداخلية في حوادث إطلاق نار متفرقة خلال الشهرين المنصرمين، بينما أظهرت إحصائيات عرضتها وزارة الدفاع اغتيال ثمانية ضباط رفيعي المستوى خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الماضي.

ومن بين الذي لقوا حتفهم خلال الشهرين الماضيين من ضباط وزارة الدفاع ويحملون رتبة عميد: مؤيد خليل وإحسان علي ورياض مجيد رشيد ومحمد حميد وطه أحمد وعماد هاشم.

وقال ضابط (شيعي) في وزارة الدفاع، اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، إن «أغلب الضباط الذين قتلوا من وزارة الدفاع هم من السنة».

بينما ذكر مسؤولون آخرون في الوزارة أن هناك لائحة بأسماء المستهدفين قد أصدرتها ميليشيات شيعية وتم نشرها على صفحات الإنترنت، في حين تسلم بعض الضباط مكالمات هاتفية تلقوا من خلالها تهديدات بالقتل.

وأضاف الضابط الشيعي في وزارة الدفاع أن «الضباط خائفون، فهذه الجماعات لديها أشخاص في كل مكان، في الشرطة ودوائر التحقيق وحتى بين المنظفين في الشوارع»، وأضاف أن الأخطر في الموضوع أن «عناوين هؤلاء تسرب من خلال المسؤولين الأمنيين» إلى الميليشيات.