مقتل عراقي وإصابة 4 بينهم خبيران نرويجيان في انفجار عبوة ناسفة ببغداد

كركوك: العثور على جثة مسيحي مختطف مقطوعة الرأس

جنود أميركيون يستعدون لتسليم قاعدة عسكرية للقوات العراقية في بلدة الحويجة شمال بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

لقي عراقي حتفه وأصيب أربعة أشخاص بجروح بينهم نرويجيان يعملان لحساب وزارة عراقية، بانفجار عبوة ناسفة أمس استهدفت موكبا كان يتنقل تحت حراسة مشددة في بغداد، وجاء ذلك بينما عثرت الشرطة العراقية على جثة عامل بناء مسيحي كلداني كان قد اختطف قبل أيام في مدينة كركوك، شمال بغداد.

وأفاد مصدر أمني عراقي أن «عراقيا قتل وأصيب نرويجيان يعملان لحساب وزارة الموارد المائية واثنان من الحراس العراقيين بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة بغداد الجديدة» شرق العاصمة العراقية، وأضاف أن «القتيل والجرحى العراقيين هم حراس الموكب».

وكان مصدر طبي في مستشفى «الكندي» (وسط) أعلن في وقت سابق «تلقي خمسة جرحى بينهم اثنان من الأجانب»، وتابع أن «حالة الأجنبيين مستقرة وقد أصيبا بشظايا في أنحاء متفرقة من جسديهما»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

كما أكد مصدر في وزارة الموارد المائية وجود خبراء نرويجيين في وزارته، لكن من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي هجوم آخر «اغتال مسلحون مجهولون بسلاح مزود بكاتم للصوت شرطي مرور في شارع رئيسي في منطقة العطيفية» في شمال بغداد، وفقا للمصدر الأمني. كما أصيب ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة من الشرطة، في انفجار عبوة ناسفة استهدف موكب عضو مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي. وأكد المصدر «نجاة الزيدي من الهجوم الذي وقع في مدينة الصدر» شرق بغداد، كما أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة وأحد المارة في انفجار عبوة ناسفة قرب ساحة الواثق (وسط)، بحسب المصدر ذاته.

وفي كركوك، عثرت الشرطة على جثة عامل بناء مسيحي مختطف، وقال ضابط في شرطة كركوك: «عثرنا اليوم (أمس) على جثة آشور عيسى يعقوب مقطوعة الرأس بشكل شبه كامل بعد أن قيدت أطرافها، وكانت ملقاة في أحد الشوارع الرئيسية جنوب كركوك»، وأضاف أن «الضحية قتل قبل ساعات وبدا رأسه مقطوعا بشكل شبه كامل وملابسه ملطخة بالدماء».

وكان مصدر أمني رفيع المستوى أعلن السبت اختطاف آشور عيسى يعقوب، وهو مسيحي كلداني (29 عاما) وأب لثلاثة أطفال يعمل في البناء بأجر يومي، من موقع عمله في جنوب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).

وذكر المصدر آنذاك أن زوجته أكدت أن الخاطفين اتصلوا هاتفيا وطلبوا فدية قدرها مائة ألف دولار لإطلاق سراح زوجها. وقال أحد أقرباء الضحية أمس إن «الإرهابيين طلبوا فدية قدرها مائة ألف دولار، وقالوا لنا في اتصال ثان: إذا لم تدفعوا سنقتله».

واتهم قائد شرطة المحافظة اللواء جمال طاهر بكر «تنظيم القاعدة بارتكاب هذه الجريمة التي تهدف إلى إثارة الفتنة بين العراقيين».

وفي أول رد فعل مسيحي على الحادث، قال رئيس أساقفة كركوك للمسيحيين الكلدان لويس ساكو الموجود في بريطانيا، إن «هذا الفعل الشنيع هو ظلم صارخ إلى جانب الظلم الذي أصاب العراقيين منذ سنين»، وأكد أن «قتل إنسان بريء لا يقبله أي دين وأي إنسان سوي».

وخاطب قاتلي يعقوب قائلا: «هل فكرتم في أرملته وأطفاله؟ هل فكرتم في أن عدالة الخالق ستطالكم يوما ما.. حتى إذا عجزت عدالة الحكومة عن معاقبتكم؟». وتابع: «هل فكرتم أن للجهاد أو المقاومة قواعد أخلاقية رفيعة لا تطال الأبرياء (...) أتمنى أن تعودوا إلى ضمائركم وإنسانيتكم وتكفوا عن ترهيب الناس والعبث بحياتهم وعائلاتهم».

ودعا ساكو «قوى الأمن والشرطة والجيش وكل ذوي الإرادة الطيبة إلى رص الصف وحماية المواطنين بعيدا عن أية اعتبارات شخصية أو فئوية».

ويعود تاريخ اختطاف آخر مسيحي في كركوك إلى 14 فبراير (شباط) الماضي، عندما اختطف إياد داود سليمان، مسيحي كلداني (54 عاما، من منزله على يد مسلحين مجهولين وأطلق سراحه بعد ثلاثة أيام مقابل فدية قدرها خمسون ألف دولار.

ويتعرض المسيحيون العراقيون لاعتداءات متكررة دفعت بالعديد منهم إلى التفكير في الفرار من بلادهم التي يعيشون فيها منذ أكثر من ألفي عام. وكانت أعداد المسيحيين في العراق تتراوح بين 800 ألف ومليون ومائتي ألف نسمة قبل الاجتياح الأميركي في ربيع عام 2003، وفقا لمصادر كنسية ومراكز أبحاث متعددة. ولم يبق منهم سوى أقل من نصف مليون نسمة إثر مغادرة مئات الآلاف، كما انتقل بضعة آلاف إلى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى وإقليم كردستان.