رئيس وزراء البحرين: لن نتسامح مع الأيدي الخبيثة التي حاولت الغدر بالوطن

الأمير خليفة بن سلمان قال إن من أخطأ بحق بلاده يجب أن ينال جزاءه بالقانون

TT

قال رئيس وزراء البحرين، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، أمس، إن مواقف شعب بلاده المشرفة وصحوته الوطنية ووقوفه الحازم والتفافه حول قيادته كان لها تأثير وصدى تجاوزا المحيطين المحلي والإقليمي، ولفتا أنظار العالم، مضيفا، أمس الاثنين، أن بلاده خرجت من الأزمة «أقوى» مما كانت، لكنه أكد في الوقت ذاته عدم التسامح مع «الأيدي الخبيثة التي حاولت الغدر بالوطن».

وأضاف رئيس الحكومة البحرينية، خلال استقباله كتلة المنبر الإسلامية النيابية، أن «الأيدي الخبيثة التي كانت تحاول أن تغدر بالوطن لا يمكن أن تُترك طليقة لكي تكرر جرمها، فالقانون كفيل بها، فمن أمن العقوبة أساء الأدب وخطط لما هو أكبر وأعظم، وهذا لن نسمح به».

وقد أحالت النيابة العامة العسكرية في المملكة الخليجية الصغيرة عشرات الأشخاص إلى محكمة استثنائية أصدرت بحق بعضهم أحكاما بالإعدام، كما اتهمت عددا من قادة المعارضة بـ«مؤامرة قلب نظام الحكم والتخابر مع منظمة إرهابية تعمل لصالح دولة أجنبية».

وتابع الأمير خليفة: «استطعنا الخروج من الأزمة أقوى مما كنا عليه، لن ننسى أبدا ما حصل، ولن نتجاوز عن الأخطاء، من أخطأ في حق الوطن يجب أن ينال جزاء عمله بقوة القانون، والثغرات التي كشفت عنها الأزمة ستُسد وسنستفيد منها في عدم تكرار المؤامرة».

كما دعا الشيخ خليفة «منظمات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتها في كشف الأكاذيب التي لا تزال تروجها الفئة التي لا تريد الخير لهذا الوطن».

كانت منظمة العفو الدولية قد نددت بالمحاكمة «غير العادلة» وأبدت خشيتها لأن «التهم غير واضحة وقد تكون دوافعها سياسية».

وقد أصدرت محكمة عسكرية في 28 من الشهر الماضي حكما بإعدام 4 متظاهرين شيعة بعد إدانتهم بقتل شرطيين اثنين خلال المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس (آذار) الماضي.

وتقول السلطات: إن 4 شرطيين قضوا بعد أن دهستهم سيارات أثناء احتجاجات المواطنين الشيعة التي تم قمعها منتصف مارس بعد نشر قوة من «درع الجزيرة» وشن حملة اعتقالات.

وأعلنت البحرين أن 24 شخصا قُتلوا خلال أعمال العنف بينهم 4 من الشرطة، كما توفي أربعة متظاهرين خلال اعتقالهم.

ومضى المسؤول البحريني بالقول: «إنه بالعزم والصبر والحق والتكاتف تجاوزنا المخاطر المحدقة بالوطن، واستطعنا، بفضل الله، الخروج من الأزمة أقوى مما كنا عليه، وإننا لن ننسى أبدا ما حصل ولن نتجاوز عن الأخطاء أو نتغافل عنها، فمن أخطأ في حق الوطن يجب أن ينال جزاء عمله بقوة القانون، والبحرين دولة مؤسسات وقانون، والقوانين فيها وضعت لتطبق وتفعل».

وبينما أشاد بدور الكتل النيابية في الحراك الوطني، فقد أكد أن قبة البرلمان تتسع لأي مطالب أو إصلاحات «لمن كان يسعى فعلا لذلك».

وأكد الأمير خليفة بن سلمان أن ما يحتاج إلى إصلاح سيتم إصلاحه على خلفية ما أفرزته الأحداث التي مر بها الوطن، وأن «الولاء لهذا الوطن سيكون معيارا في أمور كثيرة»، وقال: «ما مر على البحرين أثبت بما لا يدع مجالا للشك الحاجة إلى صحوة، فما تم الكشف عنه هو مؤامرة كاملة ضد البحرين ويجب ألا تذهب في طي النسيان، فقد كانت هناك أيدٍ خبيثة تريد أن تلعب بمصير هذا الوطن وشعبه، لكن بفضل الله، ثم حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى، ووقفة هذا الشعب الأبي، رد الله كيدهم وصرف عن البحرين وشعبها شرهم». وأضاف: كانت المطالب ستارا يخفي وراءه ما هو أكبر منها، فلو كانوا يريدون الإصلاح «فإن قبة البرلمان كانت تتسع لأي مطالب لمن يريد فعلا الإصلاح».

ودعا رئيس الوزراء مؤسسات المجتمع المدني إلى أن تشمر عن سواعدها وتتحمل مسؤولياتها في كشف الأكاذيب التي ما زالت تروجها الفئة التي لا تريد الخير لهذا الوطن، وأشار إلى أن «عزمنا يقوى بإسناد وعون شعبنا، وهذا الشعب الذي سجل ملحمة وطنية في وقوفه مع وطنه وخلف قيادته يستحق أن نسمع منه بشكل مباشر أو من خلال ممثليه في بيت الشعب ومؤسسات المجتمع المدني».

ودعا رئيس الوزراء الجميع إلى التوجه نحو التنمية والبناء والتمسك بالوحدة الوطنية التي كانت ولا تزال الباعث على المزيد من الإنجازات، وهي التي ستضمد الشرخ الذي أحدثته الأزمة التي مرت في المجتمع، وقال: «إننا قد نختلف في أمور كثيرة وهذا ديدن الديمقراطية، لكننا نتفق على مبدأ أصيل، هو أن ولاء الجميع لهذا الوطن».

من جهتهم، عبر رئيس وأعضاء جمعية المنبر الوطني الإسلامي وكتلتها النيابية عن «الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على ما أبداه سموه من توجيهات حكيمة تصب في مصلحة الوطن وتبث العزم والإرادة على تعظيم مكتسباته»، وأكدوا أن «بصمات سموه ومنجزاته مبعث فخر واعتزاز وتقدير لكل مواطن بحريني، فما قام به سموه لهذا الوطن يراه الجميع جليا في خطوات النهضة المتسارعة منذ قيام الدولة الحديثة»، وأشادوا بـ«نظرة سموه الثاقبة للأمور واستشرافه للمستقبل من واقع خبرة سموه وحنكته وحرصه الشديد على مصلحة هذا الوطن وشعبه»، داعين إلى «أن يأخذ القانون مجراه وأن يطبق على كل من سولت له نفسه تهديد سلامة هذا الوطن والعبث بأمنه واستقراره».