حالة تأهب في لندن بعد تلقى إنذار بوجود قنبلة

التهديد الأول من جماعة آيرلندية في أعقاب اتفاق السلام 2005

ضابط شرطة بريطاني أمام مقر مجلس العموم، أمس (أ.ب)
TT

أكدت الشرطة البريطانية (اسكوتلنديارد) أن أجزاء كبيرة من وسط لندن أغلقت أمس بعد تلقيها تهديدا بوجود قنبلة، يعتقد أنه من جماعات جمهورية منشقة في آيرلندا الشمالية. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية: «إننا نواجه تهديدا حقيقيا وخطيرا من الإرهاب». يأتي التهديد، الذي أدى إلى عملية أمنية كبيرة بينما تستعد الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، لزيارة جمهورية آيرلندا، في زيارة تاريخية تستمر 4 أيام، تبدأ اليوم. كما يتوقع أيضا أن يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل بزيارة رسمية إلى لندن الأسبوع المقبل.

وقالت مصادر الشرطة: إن التهديد «غير المحدد» بأن قنبلة ستنفجر جرى تلقيه مساء أول من أمس. وأغلقت أجزاء كبيرة من وسط لندن من بينها الشارع المؤدي إلى قصر باكنغهام لعدة ساعات، اليوم الاثنين، وتم نشر أطقم الإسعاف كإجراء احترازي. وهناك عدد من القصور الملكية والمباني الحكومية في المنطقة المجاورة للشارع المؤدي لقصر باكنغهام، وهو أيضا الطريق الذي تمت فيه إجراءات الزواج الملكية في عربة مكشوفة للأمير ويليام وزوجته كاثرين قبل أسبوعين.

وفي واقعة منفصلة، قال متحدث باسم الشرطة: إن الشرطة نفذت انفجارا محكوما للتخلص من حقيبة مريبة بشارع في وسط لندن، لكن تبين فيما بعد أنها لم تكن تحوي أي مواد خطرة. وقال المتحدث إن هناك حالة تأهب أمني مستمرة في العاصمة لندن، لكنه رفض تحديد ما أدى إليها أو ما إذا كانت مرتبطة بزيارة أوباما. وأضاف: تجرى فحوص أمنية داخل شارع مول وحوله. وشارع مول هو شارع واسع يؤدي إلى قصر باكنغهام، مقر إقامة الملكة إليزابيث، التي تزور دبلن اليوم الثلاثاء في أول زيارة ملكية منذ زيارة الملك جورج الرابع عام 1911. وتمثل جماعات متشددة تعارض السيطرة البريطانية على آيرلندا الشمالية الخطر الأكبر خلال زيارة الملكة التي تستمر 4 أيام والتي ستحاط بإجراءات أمنية مشددة. كان اتفاق وقع عام 1998 وأنهى حرب القوميين الآيرلنديين ضد الحكم البريطاني لآيرلندا الشمالية قد مهد لزيارة ملكية، لكن لم يتسن بدء التحركات الدبلوماسية إلا بعد نقل صلاحيات الشرطة والقضاء من لندن إلى بلفاست العام الماضي في المرحلة الأخيرة من انتقال المسؤوليات. وهناك تكهنات متزايدة بأن الجماعات الجمهورية المنشقة التي انفصلت عن الجيش الجمهوري الآيرلندي السابق ستحاول تنفيذ هجوم تهديدي يتزامن مع زيارة الملكة.

لكن مع تشديد الأمن بسبب زيارة الملكة لجمهورية آيرلندا، فإن المنشقين، على الأرجح، سيستهدفون آيرلندا الشمالية أو الأراضي البريطانية لإحداث أي ارتباك. ويعتقد أن التهديد الذي جرى تلقيه في لندن هو الأول من نوعه الذي يرتبط باحتمال قيام المنشقين بعمل على أرض بريطانية منذ تخلي منظمة الجيش الجمهوري الآيرلندي عن حملتها الإرهابية عام 2005 في أعقاب اتفاق السلام في آيرلندا الشمالية عام 1998، إلا أن الجماعات المنشقة التي عارضت اتفاق السلام واصلت تبني حملة العنف في آيرلندا الشمالية وإن كان على مستوى أقل كثافة مما كان خلال الـ30 عاما من العنف الطائفي. وقال بيان من «اسكوتلنديارد»: «إن التهديد بوجود قنبلة، الذي جرى تلقيه أول من أمس، يتعلق بوسط لندن. والتهديد ليس محددا فيما يتعلق بالموقع والوقت». وحثت الشرطة سكان لندن على الذهاب إلى أعمالهم كالمعتاد، لكن مع ملاحظة «أي نشاط أو سلوك غير معتاد»، بينما نصح جميع رجال الشرطة بتوخي «أكبر درجات اليقظة لضمان أمن لندن».