قالت المعارضة الليبية أمس إن شكري غانم، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط استقال من منصبه وانشق على نظام العقيد معمر القذافي.
وصرح مصدر من المعارضة الليبية بأن غانم وصل إلى تونس بعد استقالته من منصبه وانشقاقه على القذافي. وقال المصدر خلال زيارة للعاصمة القطرية الدوحة: «غانم في تونس الآن». وأبلغ مصدر أمني تونسي «رويترز» أمس بأن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وصل إلى جزيرة جربة التونسية بعد أن انشق على القذافي. وأضاف أن غانم «في فندق مع مجموعة من المسؤولين الليبيين الآخرين، ولم يسع للاتصال بالسلطات التونسية».
وقال علي الترهوني، مسؤول النفط والمالية في المعارضة الليبية لـ«رويترز» خلال زيارة للدوحة «لقد ترك منصبه على حد علمي.. هذا ما علمناه في الأربع والعشرين ساعة الماضية»، مضيفا أنه لا يعرف مكان غانم.
وذكر الترهوني أيضا أنه يأمل في أن يمثل ليبيا في اجتماع أوبك المقبل في يونيو (حزيران) المقبل.
وفي سياق ذلك، قال مسؤول ليبي في طرابلس إنه لا مؤشرات على أن غانم انشق على حكومة القذافي.
وذكر المسؤول الليبي أنه ليس لديه أنباء عن استقالة شكري أو فراره، مشيرا إلى أن من صميم عمل غانم السفر والتعامل مع شركات النفط في الخارج، مضيفا قوله: «لذا لم نسمع شيئا خلاف ذلك».
وفي غضون ذلك، اعتبرت باريس أن نظام القذافي لن يدوم طويلا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس إن «العد العكسي لنهاية النظام بدأ يتسارع»، وإن التطورات الميدانية تفيد أنها «آخذة بالتحول». وكانت باريس تعلق على انشقاق غانم. وترى فرنسا في هذا التطور، إذا ما تأكد، مظهرا من مظاهر «تداعي» النظام. وقال برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية، في مؤتمره الصحافي أمس إن «الأمر اللافت للنظر في الأيام العشرة الأخيرة هو تزايد عزلة القذافي وتقهقر دائرة المحيطين به الذين كانوا يرافقونه في هذه المغامرة المجرمة». وتفسير باريس لتزايد المنشقين عن النظام هو أنهم بدأوا يرون أن السبيل التي يسلكونها ليست سوى «طريق مسدود». وباريس كانت رائدة في الدعوة إلى سياسة متشددة إزاء نظام القذافي ودفعت باتجاه استخدام القوة المسلحة ضده وتشديد العمليات العسكرية لأن القذافي «لا يفهم سوى لغة القوة» وفق تعبير وزير الخارجية الآن جوبيه.
وعلى صعيد آخر، تسعى باريس على ما يبدو من تصريحاتها، إلى إحداث انشقاقات في القيادة الليبية عبر دعوتها إلى «استخلاص العبر» من قرب صدور قرارات عن المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف العقيد القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي بسبب ما تعتبره انتهاكات وجرائم ارتكبوها بحق المدنيين. وترى باريس في حصر مذكرات التوقيف في ثلاثة أشخاص دليلا على استئثار مجموعة ضيقة بالسلطة واسطة عقدها القذافي نفسه.
إلى ذلك، قال محمد المنفي، مدير المركز الإعلامي التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي، إنه يرجح أن يكون غانم قد توجه إلى النمسا لكونه عاش هناك سابقا لفترة طويلة. وذكر المنفي، في مكالمة هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية، أنه لم يتوقع أن يقوم غانم بالتوجه إلى بنغازي.
وأضاف أن غانم بإمكانه أن يخدم الثورة من الخارج أكثر مما لو كان في بنغازي «لسهولة الاتصال ولأن علاقاته بالغرب قوية».
من ناحية أخرى، قال المنفي إنه يوجد لديهم معلومات عن وجود محمد معمر القذافي في مستشفى جربه لتلقي العلاج.