إلغاء لقاء كان مزمعا عقده بين ناشطين سوريين ومسؤول إسرائيلي في فيينا

مصادر نمساوية لـ«الشرق الأوسط»: الاعتذار الإسرائيلي تسبب في فشله

TT

في وقت دعا فيه حزب «الطريق إلى الحرية» النمساوي اليميني صباح اليوم إلى مؤتمر صحافي من المقرر أن يتحدث فيه عدد من النشطاء السياسيين السوريين المعارضين بعنوان «سورية ما بعد الأسد» يعقد بالمقر الإعلامي للحزب بالعاصمة النمساوية فيينا، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر موثوقة، أن رئيس الحزب هاينز كريستيان اشتراخا، كان يطمح أن يسبق المؤتمر الصحافي لقاء فريد من نوعه خطط له أن يجمع بين مسؤولين إسرائيليين والناشطين السوريين لولا أن اعتذر الجانب الإسرائيلي في ساعة متأخرة عصر أمس عن عدم الحضور والمشاركة.

وكانت وكالة الأنباء النمساوية قد أوردت في نشرتها أن لقاء بين عدد من النشطاء السوريين، لم تذكر أسماءهم، والسياسي الإسرائيلي أيوب قرا سيتم بتسهيلات ورعاية من حزب الحرية اليميني بفيينا، عصر أمس، وذلك لمناقشة ما سيستجد من أوضاع في سوريا بعد زوال نظام الرئيس بشار الأسد. وكان ديفيد لازار المستشار بحزب اشتراخا قد أوضح في تصريح لوكالة الأنباء النمساوية أن اللقاء يأتي بغرض إرساء سلام في سوريا استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، مضيفا أن «الأمر يتعلق بمساعدة المعارضة السورية على الاتفاق على قاسم مشترك»، مشيرا إلى أن أيوب قرا نائب الوزير الإسرائيلي المكلف لشؤون التنمية في النقب والجليل، سيكون هو الممثل والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي في اللقاء.

من جانبها أشارت مصادر نمساوية سياسية، ردا على سؤال من «الشرق الأوسط»، أن الاعتذار الإسرائيلي أفشل طموحات هاينز كريستيان اشتراخا الباحث عما يقوي موقفه داخليا وخارجيا ويسند محاولاته للظهور بمظهر السياسي ذي الباع في العلاقات الخارجية والدبلوماسية الدولية وادعاءاته أن له أصدقاء مؤثرين خاصة في ظل النجاح الذي يصادف مسيرة الحزب حاليا في ظل ضعف الأحزاب الحاكمة، لا سيما حزب المحافظين الشريك الثاني للحزب الاشتراكي الديمقراطي في الحكومة النمساوية الائتلافية.

وتساءلت مصادر عديدة عن سبب الود الفجائي بين اشتراخا، رئيس حزب الحرية المتهم بالعنصرية، وإسرائيل والعرب وهو الذي مرارا ما جأر بمعاداته للأجانب، بانيا نجاحات حزبه على ضرورة أن تغلق النمسا أبوابها أمام الغرباء بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي الذي يدعو للانسحاب منه.

وكان هاينز كريستيان اشتراخا قد قام في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي بزيارة إلى إسرائيل، مشيرا حينها إلى أنه سيقوم بزيارة شبيهة إلى لبنان حدد لها أبريل (نيسان) 2011، إلا أن تلك الزيارة لم تتم. من جانب آخر تكشف أن أيوب قرا، وهو درزي إسرائيلي، كان قد زار فيينا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بدعوة من اشتراخا دون علم السفارة الإسرائيلية بفيينا.