الناتو يقصف مباني حكومية وأمنية في طرابلس وبريطانيا تصيب قاعدة لتدريب الحراس الشخصيين

موسى: المعارضة طلبت قصف مقر وزارة لتدمير أدلة تثبت ضلوع بعض قياداتها في قضايا فساد

جندي ليبي يقف أمام مبنى حكومي في طرابلس تعرض للقصف أمس (أ.ب)
TT

اشتدت الضغوط على العقيد الليبي معمر القذافي، إذ شن حلف الأطلسي أمس غارات جديدة على مبان رسمية في طرابلس. وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن النيران كانت لا تزال مندلعة في اثنين من المباني الحكومية فجر الثلاثاء، بعد الغارات.

واندلعت النيران بمبنى لأجهزة الأمن الداخلي ومقر وزارة التفتيش والرقابة الشعبية التي تعنى بمكافحة الفساد في ليبيا.

ويقع المبنيان في جادة الجمهورية في حي سكني وإداري بوسط العاصمة طرابلس على مقربة من مقر إقامة القذافي في باب العزيزية.

من ناحيتها، تحدثت وزيرة التفتيش والرقابة الشعبية الليبية التي كانت موجودة في المكان عن سقوط جرحى بين موظفي وزارتها.

وقال المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم بعدها إن بعض قادة المجلس الوطني الانتقالي الذين كانوا من المسؤولين في النظام قبل أن ينضموا إلى الثوار، ضللوا حلف الأطلسي وطلبوا منه أن يقصف مقر الوزارة لتدمير أدلة تثبت ضلوعهم في قضايا فساد.

وتتعرض طرابلس بشكل يومي تقريبا لضربات يشنها حلف الأطلسي الذي تولى منذ 31 مارس (آذار) الماضي قيادة التدخل العسكري في ليبيا، لإنهاء القمع الدامي للانتفاضة التي بدأت في 15 فبراير (شباط) الماضي.

ويسعى حلف الأطلسي إلى إقناع أفراد قوات القذافي بتسليم أسلحتهم والعودة إلى منازلهم، كما قال مسؤول في الحلف أمس.

وشن الحلف حملة نفسية عبر رسائل إذاعية أو إلقاء منشورات من الطائرات لدعوة الجنود إلى الفرار. ويريد التحالف أيضا تشجيع جنود القذافي والمدنيين على الابتعاد عن المنشآت العسكرية، كما أكد العقيد البريطاني مايك برايكن، في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة من مقر القيادة في نابولي، على الشاطئ الجنوبي الغربي لإيطاليا.

وأظهر مقطع فيديو نشر على أحد المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة الليبية بعض المواطنين وهم يطلقون الزغاريد وأبواق سياراتهم في شوارع طرابلس في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أن استهدف حلف الأطلسي مجمع القذافي في باب العزيزية، فيما تصاعد دخان كثيف من المنطقة. غير أنه لم يتسن حتى الآن معرفة التوقيت الذي تم فيه تسجيل مقطع الفيديو.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس إن القوات المسلحة البريطانية هاجمت قاعدة لتدريب الحرس الشخصي للمقربين من القذافي في أحدث غارات على ليبيا، حسب ما ذكرت «رويترز». كما قصفت مبنيين لجهاز المخابرات في الهجمات التي وقعت الليلة قبل الماضية في طرابلس مستخدمة طائرات تورنادو وصواريخ توماهوك أطلقتها الغواصة تريومف.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان أن أحد المركزين اللذين استهدفا كان يقوم «بدور مهم في عملية جمع المعلومات التي تقوم بها شرطة القذافي السرية»، وكان الآخر مقرا لجهاز الأمن الخارجي الليبي.

وتشير الأهداف فيما يبدو إلى توسيع نطاق العمليات البريطانية التي كانت تركز حتى الآن على إعطاب الأسلحة وأنظمة القيادة والتحكم الليبية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القاعدة الرئيسية التي قصفت تخص قوة تتولى حراسة أفراد الدائرة المحيطة بالقذافي كما توكل إليها «مهام حساسة» أخرى.

وأضافت أنه تبين أن المركبات الموجودة في قاعدة التدريب «شاركت بشكل مباشر في القمع الدموي للمظاهرات التي شهدتها طرابلس في الرابع من مارس الماضي، والتي أطلقت خلالها الذخيرة الحية على من يحتجون بشكل مشروع».

ونفذت الهجمات البريطانية بالتنسيق مع الغارات التي ينفذها أعضاء آخرون في الحلف بموجب تفويض من الأمم المتحدة بحماية المدنيين.

إلى ذلك، قال مراسل رويترز إن ما لا يقل عن 4 صواريخ غراد روسية الصنع سقطت أمس على أرض تونسية قرب الحدود مع ليبيا. وقال المراسل إن الصواريخ سقطت في الصحراء قرب معبر الذهيبة وازن الحدودي بجنوب تونس ولم تسبب أضرارا. وأطلقت الصواريخ من الجانب الليبي من الحدود حيث تتعقب القوات الحكومية الليبية المعارضين المسلحين.

وفي غرب ليبيا، اشتبك الثوار مع قوات القذافي في مدينتي الزنتان ويفرن، حسبما ذكرت المعارضة.

ولم يستطع الثوار الليبيون، الذين يسيطرون على مدن رئيسية في شرق ليبيا مثل بنغازي، فرض سيطرتهم الكاملة على مدن رئيسية في منطقة سلسلة جبال نفوسة (الجبل الغربي) في غرب البلاد.