اعتبرت الدكتورة حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أول من أمس بأنه «مناورة مفضوحة وتراجع عن أبسط متطلبات عملية التسوية». وقالت عشراوي، في تصريحات لـ «الشرق الأوسط «إن خطاب نتنياهو تضمن عددا كبيرا من الاشتراطات التعجيزية التي لا يمكن أن يقبلها أي فلسطيني»، معتبرة أن مطالبته الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل يعني الطلب من الفلسطينيين «أن يتحولوا إلى صهاينة وتبني العقيدة الصهيونية». وتساءلت عشراوي قائلة: «ماذا يبقى لنا من الأرض لنقيم عليه الدولة الفلسطينية عندما يطالب نتنياهو بإبقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة غور الأردن، وضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية لإسرائيل والتشديد على أن القدس الموحدة ستظل عاصمة لإسرائيل، في الوقت الذي يتحدث فيه عن الترتيبات الأمنية التي تعني بشكل أساسي مواصلة إسرائيل السيطرة على أجواء الضفة الغربية وحدودها».
وأضافت عشراوي «نتنياهو لا يريدنا أن نطالب بحق العودة للاجئين، وفي الوقت نفسه يوزع الاتهامات على الشعب الفلسطيني، فيعتبر أن المصالحة الوطنية الفلسطينية دليل على تحول السلطة إلى نسخة من (القاعدة) وبن لادن، بهدف إقناع العالم أن إسرائيل لا تملك شريكا فلسطينيا، مما يؤكد أن كل ما سعى له نتنياهو هو ذر الرماد في العيون».
وأعربت عشراوي عن تشاؤمها إزاء الموقف الأميركي المقرر أن يعبر عنه الرئيس أوباما في خطابه غدا الخميس بشأن الشرق الأوسط، معتبرة أن «تجربة إدارة أوباما تدلل على أنها لا تتراجع أمام التعنت الإسرائيلي فقط، بل إنها توفر لإسرائيل المظلة الدولية للإفلات من العقاب، ومواصلة ضرب مبادئ الشرعية الدولية بعرض الحائط». وأوضحت أنه إذا كان لدى أوباما الإرادة السياسية فليتفضل بالضغط على إسرائيل ويلزمها بوقف الاستيطان، كما دعا في خطابه في جامعة القاهرة. واستدركت عشراوي قائلة: «المشكلة أن أوباما يتراجع عن تعهداته ومواقفه من الفلسطينيين، سيما فيما يتعلق بالاستيطان، وبعد ذلك لا يتردد في استخدام حق النقض الفيتو لإحباط أي مشروع قانون ينتقد الاستيطان في مجلس الأمن». وشددت عشراوي على أن الولايات المتحدة تعيش في عزلة دولية بسبب تبنيها الموقف الإسرائيلي بشكل فج وغير مقبول. وعن توقعاتها بشأن ما قد يتضمنه خطاب أوباما، قالت عشراوي: «لنفترض أن الرئيس أوباما سيكرر التزام الولايات المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة في حدود عام 1967، فما قيمة ذلك عندما لا يتحرك لوقف الاستيطان والتهويد الذي تتعرض له الأراضي التي يفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية». وحول التسريبات التي تحدثت عن أن أوباما سيعلن عن رفضه إعلان الفلسطينيين بشكل أحادي الجانب عن الدولة الفلسطينية، قالت عشراوي: «نحن لم نتحرك بشكل أحادي الجانب، نحن نرغب وبشهادة الأميركيين في بناء دولتنا عبر المفاوضات، لكن إسرائيل هي التي ترفض ذلك، في حين أن الولايات المتحدة تصطف خلف إسرائيل». وشددت عشراوي على أن الفلسطينيين عازمون على التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بدولة مستقلة مثل سائر الدول، معتبرة أن هذا «حق سياسي وقانوني وإنساني وأخلاقي».