الخارجية السعودية: لا مصلحة لأي جهة داخل باكستان في قتل الدبلوماسي المغدور

جار الله القحطاني: 3 أسابيع كانت تفصل شقيقي عن انتهاء مهمته.. ولا نعلم ماذا كان ينوي تسمية ابنته الوحيدة

الأمير محمد بن نايف يعزي في وفاة الدبلوماسي ويظهر الأمير خالد بن سعود مساعد وزير الخارجية (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

أعطت وزارة الخارجية السعودية في تصريحات على لسان مسؤول رفيع فيها، تلميحات ترجح أن تكون توجيهات جريمة قتل الدبلوماسي السعودي المغدور، قد جاءت من خارج الأراضي الباكستانية، في محاولة لضرب العلاقة الاستراتيجية التي تربط الرياض بإسلام آباد.

وقال الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية السعودي، للصحافيين في أعقاب وصول جثمان حسن مسفر القحطاني الذي قتله مجهولون، صباح أول من أمس: «ليست هناك مصلحة لأي جهة في باكستان باستهداف البعثة الدبلوماسية وموظفيها».

ويأتي هذا الإعلان، في وقت نفت فيه طالبان باكستان مسؤوليتها عن عملية قتل محمد القحطاني، المسؤول عن أمن القنصلية السعودية في كراتشي الباكستانية، والتي تقطنها غالبية شيعية.

ورأى مساعد وزير الخارجية، والذي كان هو والأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، في مقدمة مستقبلي جثمان الدبلوماسي القحطاني، أن استهداف البعثة السعودية في كراتشي وموظفيها يسعى لضرب العلاقات الاستراتيجية التي تربط السعودية بباكستان.

وأعلن المسؤول السعودي عن موافقة الحكومة الباكستانية على مشاركة لجنة من بلاده في التحقيقات التي تجريها إسلام آباد في قضية مقتل الدبلوماسي القحطاني. وقال في هذا الصدد: «لقد وافقت حكومة باكستان على مشاركة لجنة من السعودية في التحقيقات، وإن كان سيكون الدور الأساسي للحكومة الباكستانية بحكم المسؤولية».

وتوقف الأمير خالد بن سعود بن خالد عن التعليق على الفرضية التي تربط بين الاعتداءات التي تعرضت لها البعثتان الدبلوماسيتان السعوديتان لدى كل من إيران وباكستان.

وقال في رده على سؤال حول مدى الربط بين الاعتداءات على السفارة السعودية لدى إيران وبعثة الرياض في كراتشي، وعما إذا كان الحادث الأخير يسعى للفت الانتباه عما جرى للبعثة العاملة على الأراضي الإيرانية: «لا نستطيع استباق الأحداث.. نحن نترك لحكومة باكستان التحقيق والوصول إلى الجناة ومن خلفهم، وبالتالي حتى نعرف الحقائق، لا يفترض فينا أن نبادر بوضع فرضيات».

وعما إذا كانت حكومة الرياض تحمل باكستان مسؤولية هذا الحادث، قال مساعد وزير الخارجية: «لا.. مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية هي مسؤولية الدولة المضيفة، سواء من ناحية البعثة ومقارها وموظفيها، وحتى هنا المسؤولية ملقاة على عاتق حكومة المملكة العربية السعودية».

وفي رده عما إذا كان اغتيال الدبلوماسي السعودي يسعى لضرب العلاقات الاستراتيجية التي تربط الرياض بإسلام آباد، قال الأمير خالد بن سعود «ليس هناك شك.. الذي يستوقفنا أنه لا توجد أي مصلحة لأي جهة في باكستان باستهداف البعثة السعودية وموظفيها، السعودية وباكستان تربطهما أواصر علاقات قوية، لا على مستوى الحكومات ولا على المستوى الشعبي.. فبالتالي ما حدث هو مكان استغراب وغير مفسر، لا نعلم من الجهة التي يمكن أن يكون لها مصلحة من استهداف بعثة السعودية وموظفيها».

وأوضح الأمير خالد بن سعود أن ما تقوم به السعودية في حماية بعثتها لدى باكستان يأتي في حدود المسموح به. وقال «ما تقوم به السعودية هو في حدود الأعراف الدبلوماسية وفي حدود ما تسمح به اتفاقية فيينا.. نحن مسؤولون عن الحراسة داخل مقارنا.. ولكن مسؤولية حراسة البعثة الدبلوماسية وأفرادها في كل دول العالم هي مسؤولية الدولة المضيفة، ولذلك نحن نأمل ومتأكدون من أن حكومة باكستان ستقوم بالواجب وستقدم المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة للعدالة قريبا».

هذا، وكانت السعودية قد شيعت، أمس، في العاصمة الرياض، الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني، الذي قتله مجهولون بأعيرة نارية خلال توجهه إلى عمله في البعثة السعودية بكراتشي صباح أول من أمس.

وكان الأمير خالد بن سعود، مساعد وزير الخارجية، والأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، في مقدمة استقبال جثمان القحطاني، والذي وصل إلى الرياض في ساعة متأخرة أول من أمس، ووري الثرى في الرياض بعد ظهر الأمس.

الشقيق الوحيد للدبلوماسي المغدور، كان الأكثر حزنا على رحيل شقيقه، حيث كان يقاوم دموعه طيلة فترة انتظار هبوط الطائرة التي تحمل جثمان أخيه المغدور. ولم يخف جار الله القحطاني، الشقيق الوحيد للدبلوماسي المغدور، عتبه على الحكومة الباكستانية، والتي رأى أنه كان يفترض بها أن تؤمن الحماية الكاملة للبعثة والدبلوماسيين خلال تنقلاتهم، وخصوصا بعد حادثة إلقاء القنابل على مقر البعثة الدبلوماسية في كراتشي قبل نحو أسبوع.

وأفاد جار الله القحطاني، بأن شقيقه كان يفصله 3 أسابيع فقط عن انتهاء عمله في البعثة الدبلوماسية السعودية في كراتشي، لكنه «انتهى قبلها» على حد تعبيره. وحينما سأله أحد الإعلاميين عن اسم المولودة الوحيدة لشقيقه القحطاني، والتي لم ترها عيناه، قال إنه لا يعلم ماذا كان ينوي شقيقه تسميتها، قبل أن تفلت منه مشاعره ويجهش بالبكاء.