سيف العدل مهندس تفجير السفارتين

TT

يعد سيف العدل من أبرز قادة تنظيم القاعدة المطلوبين دوليا، حيث اتهم بتنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية حول العالم. وخصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لأي شخص يدلي بمعلومات عنه تؤدي إلى اعتقاله. والعدل هو مصري الجنسية، ويقدر عمره بنحو (50 عاما)، حيث ذكرت تقارير غربية أنه ولد في أحد أعوام بين 1960 و1963 في مصر.

ترجع خبرته العسكرية، إلى كونه ضابطا سابقا في الجيش المصري، قبل أن يلتحق بالعمل مع أيمن الظواهري في جماعة الجهاد داخل مصر، ويشتبه في ضلوعه في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.

غادر البلاد عام 1988 للانضمام إلى المجاهدين العرب والأفغان في صد الغزو السوفياتي لأفغانستان، ونال ثقة قادته في تنظيم القاعدة وبين صفوف المجاهدين، حتى أصبح المسؤول العسكري والرجل الثالث في تنظيم القاعدة، خلف أيمن الظواهري، والقائد أسامة بن لادن، الذي قتل على يد القوات الأميركية مطلع الشهر الحالي. وقيل إنه كان مقربا جدا من بن لادن، وإنه كان يثق في قدراته وخبرته العسكرية.

وقالت التقارير عنه إنه المسؤول عن تدريب مجندي «القاعدة» على كيفية صنع المتفجرات واستخدامها، وإنه أقام معسكرا لهذا الغرض على الأراضي الصومالية قرب الحدود مع كينيا، كما تولى تدريب جماعة الجهاد الإسلامي المصرية وعناصر «القاعدة» في عدد من الدول، منها أفغانستان، وباكستان، والسودان، والقبائل المعادية للولايات المتحدة في دول أفريقية. واتهم العدل بأنه دبر الهجومين الإرهابيين على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في عام 1998، اللذين أوقعا أكثر من 200 قتيل، كما اتهم بأنه العقل المدبر للعمليات الانتحارية التي أوقعت 35 قتيلا في 12 مايو (أيار) عام 2003 في الرياض من بينهم 8 أميركيين. وقد تضاربت المعلومات حول موقفه من هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، حيث قيل إنه عارضها مع آخرين، منهم سعيد المصري، ومحفوظ ولد الوليد، قبل شهرين من تنفيذها، وقيل، في الجهة المقابلة، إنه أشرف بنفسه على تدريب بعض منفذي هذه الهجمات.

وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، أن العدل، الذي وصفته بأنه واحد من أخطر الإرهابيين الإسلاميين المتشددين في العالم، عاد إلى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية عقب إقامته في إيران لمدة 9 أعوام، وأنه موجود حاليا في إقليم وزيرستان الشمالية الباكستاني كقائد عسكري لـ«القاعدة». وكان العدل قد فقد أثره في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، إلا أنه عرف بعد ذلك أنه موجود في شمال العاصمة الإيرانية، طهران، تحت نوع من الإقامة الجبرية مع عشرات أو مئات من مقاتلي «القاعدة» وعائلاتهم، الذين فروا من أفغانستان قبيل الغزو الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001 ومنعتهم إيران من مغادرتها. وجاء في تقرير المجلة، أن العدل، نال حريته منذ صيف 2010 في صفقة تبادل أسرى بين حكومة طهران وتنظيم طالبان - باكستان. واستندت المجلة إلى معلومات مستمدة من مخابرات دولة أوروبية ذكرت أنه تم تحرير سعد بن لادن وسيف العدل مقابل الدبلوماسي الإيراني حشمت الله عطار زاده الذي اختطف في شمال باكستان في شتاء 2009 على أيدي ميليشيات طالبان.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»