«عين على السياحة.. وعين على الثورة». هكذا أصبح حال أهالي الأقصر، المدينة التي الأثرية العريقة في جنوب مصر، التي تجمع في جعبتها النصيب الأكبر من الحصاد السياحي في البلاد. لكن المدينة التي تملك نحو ثلثي آثار العالم، وتعد بمثابة متحف مفتوح لآثار الفراعنة، حيث تنعس على ضفتيها النيليتين المعابد والمقابر والتماثيل والمتاحف، تعطل فيها دولاب العمل، وأصبحت شبه خالية من السياح، الذين كانوا يتوافدون إليها بالأمس القريب في أفواج متلاحقة من كل دول العالم.
وعلى الرغم من أن الأقصريين لم ينفصلوا عن نبض ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الحكم السابق، وأشعلت حربا على الفساد، ونشرت رياح التغيير في المجتمع، فإن الانفلات الأمني الذي رافق الثورة، وما تبعه من فوضى، تسبب في ضرب قطاع السياحة في مقتل، وأشاع جوا من عدم الأمان أمام الكثير من السياح.
لكن ما هو السبيل أمام الأقصريين للحفاظ على مكاسب الثورة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تدفق حركة السياحة التي تعد الشريان الرئيسي لحياتهم، ومكونا أساسيا في أجندة الدخل القومي للبلاد؟. «الشرق الأوسط» استطلعت في هذا التحقيق آراء كوكبة من العاملين بقطاع السياحة في الأقصر للتعرف على أبعاد هذه المحنة، كما قامت برصد أبعاد الكساد السياحي لدى شريحة أصحاب البازارات السياحية، إحدى الشرائح المهمة في مقياس صعود وهبوط حركة السياحة. في البداية يقول الطيب أحمد محمد، صاحب بازار بوسط الأقصر: «رغم حبي للثورة ونتائجها واحتياجنا الشديد إليها، لكنها عادت علينا بأثر سلبي للغاية، فالسياحة من أكثر القطاعات التي تأثرت بالمظاهرات.