لاجئ فلسطيني في سوريا نجح في الوصول إلى يافا: الخطة كانت أن يزحف مليون شخص من اللاجئين نحو الحدود مع إسرائيل

قال إنه يريد العيش في بلده بسلام

TT

كشف أحد اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في سوريا، ممن اجتازوا الحدود ودخلوا إسرائيل، عن أن الخطة الموضوعة أصلا كانت أن يزحف مليون شخص من اللاجئين الفلسطينيين نحو الحدود مع إسرائيل من جميع الدول المحيطة بها ومحاولة الدخول، كل إلى بلده، في الجليل والمثلث والساحل، بمسيرات سلمية كجزء من الثورات العربية التي تفرض الأمر الواقع على الحكام القمعيين. وقال: إن هذه الخطة وضعت من باب القناعة بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة عدوان واستيطان وتهويد لا تفهم إلا لغة القوة.

وردا على سؤال الصحافيين الإسرائيليين في محكمة تل أبيب، أمس، قال حسن حجازي، 28 عاما، الذي تمكن من الوصول إلى مدينة يافا بجوار تل أبيب، أول من أمس، إنه ورفاقه يدركون أن هذه الطريقة لن تؤدي إلى تسوية القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين، وإنها كانت ستصطدم بقمع دموي إسرائيلي. وأضاف: «نحن جئنا للتضحية وليس للسياحة. ونعرف أن تحرير الأرض يتم بزحف الجيوش العربية وليس بزحف اللاجئين العزل، لكننا نعرف، في الوقت نفسه، أن مثل هذا النشاط سيثير القضية الفلسطينية بقوة ويضعها على الأجندة الدولية كقضية أساسية».

كان حجازي، وهو موظف في وزارة التربية السورية، قد حضر مع آلاف اللاجئين في يوم النكبة عبر أراضي الجولان السوري المحتل. وحال دخوله إلى مجدل شمس المحتلة قرر الوصول إلى يافا.

وهكذا روى ما جرى: «قطعنا الحدود ووصلنا إلى مداخل مجدل شمس المحتلة.. الجيش الإسرائيلي انتظرنا هناك وأطلق علينا الرصاص والغاز المسيل للدموع. وقد رددنا عليهم برمي الحجارة». وقال إن سكان مجدل شمس قدموا له ماء وشايا: «لقد اهتموا بنا، لكنهم كانوا قلقين من أن تقوم السلطات الإسرائيلية بالتحقيق معهم؛ لذا حاولوا إقناعنا بالعودة إلى سوريا».

وحول كيفية وصوله إلى يافا، قال: «رأيت مجموعة من أنصار السلام العرب الفرنسيين، وبينهم يهودي واحد، فتوجهت إليهم قائلا إن حلمي هو الوصول إلى يافا، وطني، وطلبت منهم أن أسافر معهم»، فوافقوا. فسُئل: ألم تخف من إلقاء القبض عليك؟ فأجاب: «كلا، لم أخف. هم الذين خافوا. لقد سافرت من الجولان في حافلة ركاب عمومية وكان يجلس بجانبي جندي إسرائيلي وكان غالبية الركاب جنودا إسرائيليين من لواء جبعاتي الذي يعتبر من الوحدات القتالية المختارة في إسرائيل، وقرأت في عيونهم الخوف منا ومما فعلنا».

ووصل حجازي فعلا إلى يافا وتجول فيها باحثا عن البيت الذي ولد فيه جده، ولم يعثر عليه، فسلم نفسه إلى الشرطة الإسرائيلية بواسطة صحافيين من القناة العاشرة التجارية المستقلة في التلفزيون الإسرائيلي. وأعلن أنه أقدم على هذه الخطوة بوعي مسبق أن القانون الإسرائيلي لا يجيز له ذلك. وأضاف: «أنا لا أعترف بإسرائيل ولا بقوانينها». وقد أخدته الشرطة إلى التحقيق، وأمس تم تمديد اعتقاله يومين آخرين لاستكمال التحقيق، وحرصت الشرطة على منحه إمكانية الحديث مع الصحافيين.

وسُئل حجازي عمن يقف وراء هذا النشاط فقال: «لم يكن وراءه نظام الرئيس بشار الأسد، الذي هاجمه كل من واشنطن وتل أبيب، بادعاء أنه دعم المظاهرات لتحويل الأنظار عن القضايا الداخلية. نحن من نظمها عبر (فيس بوك)، ولم يوافق النظام عليها بداية، على الرغم من أننا أرسلنا له ممثلين. وحزب الله هو من ضغط على النظام السوري حتى يسمح لنا بالتظاهر».

وفي حديث مع موقع «واي نت» الإسرائيلي، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال: «هذه ليست إسرائيل، إنها فلسطين، وهي أرضي». وأضاف: «يجب ألا تكون هذه الدولة يهودية، يجب أن تكون للمسلمين واليهود جميعا، ونحن نريد هذه الأرض كلها». وقال حجازي لعشرات الصحافيين الذين تجمهروا حوله لحظة توقيفه، وهو يشير إليهم بإشارة النصر: «لا أريد العودة إلى سوريا.. أريد أن أبقى هنا، في قريتي، حيثما ولد جدي، على الرغم من أن سوريا دولة جيدة بالنسبة للفلسطينيين، أنا أريد أن أبقى هنا، وأن أحضر عائلتي لتقيم معي هنا». وحول الرئيس بشار الأسد، قال حجازي: «هو رئيس جيد».

وخلال حديثه مع الصحافيين بالقرب من محطة الشرطة، قال: «إن لم تعد إسرائيل حقوقنا، فإنها ستعاني من آلاف الشباب المستعدين للموت في سبيل العودة. وقال لاجئ فلسطيني آخر ممن عادوا إلى سوريا بعد عبوره الحدود ووصوله إلى الجولان المحتل، في حديث مع الموقع نفسه: «سنواصل نضالنا حتى نبلغ ما نطلبه، ألا وهو حق العودة الذي صادرته إسرائيل. وفي المرة المقبلة التي سنعبر فيها الحدود، سنكون مسلحين، وسنرد على نيران الجيش الإسرائيلي من دون تردد أو خوف؛ لأنهم في الأمس قاموا برشنا بالرصاص، وسقط 8 شهداء منا».

ووجه الشاب شكره، باسمه واسم من شارك معه في مسيرة العودة، أهالي مجدل شمس على استضافتهم، وقال: «لقد استنشقت هواء أرضي، وعلى حكومة إسرائيل أن تعيد إلينا حقوقنا».