الأمم المتحدة تتهم الخرطوم بقتل مدنيين في قصف جوي بإقليم دارفور

القوات الدولية تبدأ التحرك جنوبا وجدل حول مصير البعثة بعد استقلال الجنوب

TT

اتهمت الأمم المتحدة الجيش السوداني بقصف مدنيين جوا في جنوب إقليم دارفور المضطرب فيما أكد ناشطون مقتل 18 من المدنيين في القصف الذي نفاه الجيش السوداني بشدة، في وقت بدأت فيه القوات الدولية في حزم أمتعتها لمغادرة الشمال والتوجه جنوبا، إلى ذلك أعلن آلاف الأطباء السودانيين عن دخولهم في إضراب عن العمل منذ يوم أمس لمدة 3 أيام والاكتفاء بتغطية أقسام الطوارئ.

وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن قتالا ضاريا اندلع بمناطق بولاية جنوب دارفور بعد أن هاجمت ميليشيات مسلحة تستخدم الخيول والجمال بعض المدنيين في المناطق النائية بدارفور في منطقة شنقلي طوبايا، في وقت اتهمت فيه بعثة الأمم المتحدة والقوات الأفريقية بدارفور «يوناميد» الجيش السوداني باستخدام سلاح الطيران في قصف مدنيين بمنطقة عشيراية، وأكد رئيس البعثة إبراهيم غمباري في بيان صحافي أن القصف تسبب في مقتل عدد من السكان المحليين، وناشد غمباري «أطراف النزاع بالتزام الهدوء وضبط النفس»، وباشرت القوات الدولية عملية تحقيق في القصف الجوي والهجمات الأخيرة في وقت نفى فيه الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد وجود عمليات عسكرية للجيش بدارفور أصلا، وقال: «الوضع مستقر حسب تقارير ولاية جنوب دارفور ولم تحدث تحركات للجيش خلال الأيام الماضية»، إلى ذلك يتوقع أن تسحب قوات الأمم المتحدة في السودان «يوناميد» قواتها وأفرادها الأجانب من شمال السودان مع قدوم التاسع من يوليو (تموز) المقبل وهو موعد انتهاء مدة القوات الدولية التي قضت فترة 6 سنوات في السودان لمراقبة اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب.

وأشارت مصادر إلى أن عناصر البعثة الدولية من الجنوبيين توجهوا إلى مدينة جوبا منذ فترة فيما يتوقع أن تبقي الأمم المتحدة على السودانيين الشماليين لحين اكتمال الصورة، في غضون ذلك كشفت مصادر مطلعة عن حوارات داخل مجلس الأمن الدولي لتحويل مهمة القوات الدولية إلى الفصل السابع الذي يخول استخدام القوة لحفظ السلام، ويعتزم مجلس الأمن وفقا للمصادر تحويل القوات الدولية إلى منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الجنوب والشمال، لكن الخرطوم نفت بشدة، وقال الناطق باسم الخارجية خالد موسى إن مجلس الأمن الدولي لم يصدر قرارا بهذا الشأن مضيفا أن بعثة الجنوب منشأة بموجب أحكام الفصل السادس وهناك «مكون محدد» يتيح للبعثة التصرف وفق أحكام الفصل السابع لحماية أفرادها إذا ما لزم الأمر، وجدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية إدانة الحكومة للاعتداء الأخير الذي وقع على إحدى دوريات قوات «اليوناميد» في أبيي، وأكد حرص الوزارة على منح حرية الحركة وقيام البعثة بواجباتها كاملة وفق الاتفاق المبرم بين الحكومة والأمم المتحدة، وأشار إلى أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق الجارية حول المتورطين في الاعتداء واتخاذ الإجراءات حيالهم، ويثير مستقبل القوات الدولية بالسودان الكثير من الجدل بعد تحفظ الخرطوم على تمديد أمد البعثة الدولية في وقت تسعى فيه جوبا لإقناع مجلس الأمن الدولي بنشر القوات بالحدود الجنوبية لمراقبة الحدود مع الشمال ووقف تحركات ميليشيات مسلحة مناوئة لحكومة الدولة الوليدة، إلى ذلك دخل آلاف من أطباء السودان في إضراب عن العمل احتجاجا على أوضاعهم واتهامهم للحكومة بعدم الإيفاء بمستحقاتهم، وتردي الأوضاع الصحية، وأكد الأطباء في بيان صحافي أن الإضراب سوف يستمر لمدة 3 أيام مع استثناء أقسام الطوارئ.