إسلام آباد: الجيش يحتج بشدة على إصابة 2 من جنوده بنيران مروحيات الناتو

الجيش الباكستاني يحبط هجوما انتحاريا ويقتل المهاجمين الخمسة

TT

قال الجيش الباكستاني أمس إنه تقدم باحتجاج شديد اللهجة إلى قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد أن دخلت اثنتان من طائراته الهليكوبتر الأجواء الباكستانية عند الحدود مع أفغانستان. وأطلقت القوات الباكستانية على الأرض النيران على الطائرتين، وأصيب جنديان باكستانيان في تبادل لإطلاق النيران. ووقع تبادل إطلاق النار عندما أطلقت المروحيتان النار على نقطة لمراقبة الحدود في كوت آدم شمال وزيرستان، وهي واحدة من سبع مناطق قبلية في باكستان يعتقد أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة لديهما قواعد بها. وقال الميجور جنرال أطهر عباس إن «القوات في الموقع أطلقت النار على المروحيتين، ونتيجة لتبادل إطلاق النار، أصيب اثنان من جنودنا». وقدم الجيش الباكستاني احتجاجا شديد اللهجة ضد قوات الناتو في أفغانستان، وطالب بعقد اجتماع لمناقشة انتهاك مجالها الجوي. وقال مسؤول استخباراتي، رفض الإفصاح عن هويته، إن «المروحية بقيت داخل باكستان نحو 20 دقيقة ثم عادت عندما وصلت مروحية عسكرية باكستانية للمنطقة». وتأتى هذه الواقعة بعد أسبوعين من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي قوات أميركية خاصة في مدينة أبوت آباد شمال غربي باكستان.

وأدت هذه العملية لتوتر العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، الحليفتين في الحرب على الإرهاب. وقالت باكستان إن العملية أحادية الجانب كانت انتهاكا لسيادتها.

وناقش جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، في إسلام آباد أمس سبل إصلاح العلاقات مع القادة المدنيين الباكستانيين. وبعد ساعات أطلقت طائرة أميركية من دون طيار صاروخين استهدفا سيارة ومجمعا سكنيا، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا في شمال وزيرستان. ولم تتضح هوية القتلى حتى الآن. إلى ذلك، أحبط الجيش الباكستاني أمس هجوما انتحاريا وقتل المهاجمين الخمسة ومن بينهم ثلاث نساء يرتدين سترات ناسفة عند مركز للمراقبة في كويتا بجنوب غرب البلاد، بحسب الشرطة. وصرح داود جونيجو رئيس شرطة منطقة كويتا لوكالة وكالة الصحافة الفرنسية أن «المهاجمين كانوا على الطريق المؤدي إلى المطار عندما أوقفت شرطة المطار سيارتهم. وأظهروا ستراتهم الناسفة للشرطة قبل أن يلوذوا بالفرار». وأضاف: «إلا أنهم وقعوا بعد ذلك على مركز للمراقبة العسكرية وفتحوا النار على الجنود ورموا عبوات ناسفة عليهم، لكن العسكريين ردوا وقتلوا المهاجمين الخمسة، ومن بينهم ثلاث نساء». وأضاف: «كانوا يحملون متفجرات وسترات ناسفة، لكننا لا نعلم ماذا كان هدفهم في هذه المرحلة». من جهته، صرح الكولونيل فيصل شهزاد، من حرس الحدود التابع للجيش، الذي كان يشرف على المركز حيث وقع الهجوم: «نعتقد أنهم كانوا يريدون مهاجمة هدف مهم». وأضاف أمام صحافيين: «كان هناك رجلان وثلاث نساء، ونحن نحقق في الأمر. لكن يمكن أن يكون بعضهم أوزبكيين أو شيشانيين». وتعهدت حركة طالبان باكستان بالانتقام لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأيدي قوات كوماندوز أميركية في 2 مايو (أيار) شمال باكستان، من خلال تكثيف هجماتها ضد الحكومة والأجهزة الأمنية. وقتل قرابة أربعة آلاف شخص في مختلف أنحاء باكستان خلال أربع سنوات ونتيجة لـ480 اعتداء غالبيتها انتحارية، منذ صيف 2007 عندما أعلنت حركة طالبان «الجهاد» ضد إسلام آباد لدعمها واشنطن في «حربها على الإرهاب» التي أعلنتها منذ أواخر 2001. وتحالفت حركة طالبان باكستان مع مجموعات أخرى مرتبطة بـ«القاعدة» وأيضا مع مقاتلين أجانب ضمن هذا التنظيم لا سيما من دول عربية أو من آسيا الوسطى.