جماعات تسلحها وتمولها إيران تصعد هجماتها ضد الأميركيين في جنوب العراق

مسؤول عسكري أميركي: حافلات نقل زوار الأماكن الدينية ربما تستخدم في تهريب السلاح

TT

تواجه القوات الأميركية خطرا متناميا في جنوب العراق، حيث صعدت جماعات مسلحة شيعية، تزعم أنها تدفع «المحتلين» إلى الرحيل، من عملياتها ضد القواعد والقوات الأميركية. وينذر هذا التصعيد بما يمكن أن تواجهه القوات الأميركية إذا توصل المسؤولون الأميركيون والعراقيون إلى اتفاق بشأن بقاء عدد من القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب النهائي المقرر في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الكولونيل الأميركي ريجينالد ألان: «نشعر بقلق بالغ إزاء هذا الأمر». ويعمل الفوج الذي يقوده ألان في خمس مناطق شيعية. ويوضح قائلا: «إنها بيئة غير مسيطر عليها، لكن بوجه عام، تعتمد افتراضاتنا وإجراءاتنا الاحترازية على أسوأ السيناريوهات، وهو استمرار ازدياد وتيرة العنف». وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، خسر ألان خمسة من جنوده في أبريل (نيسان) الماضي، وهو الشهر الذي شهد أكبر عدد قتلى في عمليات قتالية بالعراق منذ انسحاب القوات الأميركية من المدن في يونيو (حزيران) 2009. فقد قتل اثنان في بابل في قصف صاروخي أو بقذائف الهاون، بينما قتل اثنان آخران في قنبلة على جانب الطريق بمدينة واسط التي تقع على الحدود مع إيران، وقتل الخامس بقذيفة صاروخية في القادسية.

وقال مايكل نايتس من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» إن تلك الهجمات مؤشر على زيادة ثقة الجماعات المسلحة في قدرتها على الاشتباك مع القوات الأميركية. وأشار إلى أن المسلحين يستهدفون خطوط الإمداد الأميركية، حيث تتم مهاجمة أكثر الإمدادات الموجهة من الكويت إلى القوات الأميركية في جنوب العراق. ويوضح مايكل، الذي يكتب كثيرا عن الشؤون الأمنية في العراق، أن شهر أبريل الماضي شهد زيادة كبيرة في استخدام المتفجرات القادرة على اختراق المدرعات. وأضاف: «توضح زيادة الهجمات تمتع الخلايا المدعومة من إيران بحرية كبيرة في الحركة أكثر من ذي قبل. لقد زاد هذا من ثقتها في الاشتباك مع القوات الأميركية في قتال في وضح النهار».

والجماعات المسلحة الشيعية في الجنوب وراء أكثر المشكلات التي تواجهها القوات الأميركية. ويقول الليفتنانت كولونيل فرانك هيلميك، نائب قائد القوات الأميركية في العراق: «إذا نظرت نحو الجنوب، ستجد الوضع إشكاليا للغاية. يمكنك إدراك ازدياد أعمال العنف في الجنوب، أي الصواريخ وقذائف الهاون، فضلا عن أن خطر المتفجرات القادرة على اختراق المدرعات أصبح أكثر إثارة للمشكلات من ذي قبل».

وهدف الجماعات المسلحة بسيط وواضح، على حد قول المسؤولين الأميركيين، إنهم يحاولون أن يبدوا وكأنهم يعملون على إجلاء القوات الأميركية من البلاد، التي من المقرر صالا أن تغادر العراق نهاية العام الحالي، من خلال مهاجمتها. وتأمل هذه الجماعات من خلال الظهور كقوة مقاومة للاحتلال في كسب الدعم الشعبي في الجنوب خاصة بين الفقراء واكتساب نفوذ بعد انسحاب القوات الأميركية. ويقول إن هناك عددا من الجماعات المسلحة الشيعية في جنوب العراق تعلن كل منها مسؤوليتها عن عدة هجمات. من ضمن تلك الجماعات جماعة «كتائب حزب الله» التي تربطها صلة بحزب الله في لبنان و«عصائب أهل الحق» و«لواء اليوم الموعود» التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

ويزعم المسؤولون الأميركيون أن الجماعات الشيعية المسلحة تتلقى تمويلا وأسلحة من إيران، بينما تنفي إيران تلك المزاعم. يقول أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين الذي رفض ذكر اسمه حتى يستطيع ذكر معلومات تتسم بالحساسية، إن الأسلحة آتية من حوض نهر ديالى على الحدود الإيرانية شمال شرقي بغداد إلى ميناء أم القصر على الخليج العربي في جنوب العراق. ولم يستبعد استخدام الحافلات التي تقل إيرانيين يزورون العتبات المقدسة لدى الشيعة في العراق في تهريب أسلحة.

يذكر أنه من المقرر أن تنسحب كل القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الحالي بموجب اتفاقية أمنية وقعت بين البلدين عام 2008. وصرحت الولايات المتحدة باستعدادها لمناقشة الإبقاء على عدد من القوات الأميركية في العراق بعد الموعد المتفق عليه، لكن فقط في حال طلب العراق ذلك. وصرح رئيس الوزراء العراقي نور المالكي بأنه سوف يجتمع مع كل الفصائل والقوى السياسية خلال الشهر الحالي لمناقشة هذا الموضوع.