شخصيات على رأسها شيخ عشائر شمر تطالب بإقالة محافظ نينوى

مجلس المحافظة يتهم بغداد بعرقلة عمل مطار الموصل بعدم دفع رواتب موظفيه

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى تفقده المديرية العامة للجوازات في بغداد أمس (رويترز)
TT

أعلن مجلس محافظة نينوى شمالي العراق أن الحكومة المركزية تتجاهل حل مشكلة رواتب موظفي الشركة الأمنية التي كانت تتولى حماية مطار الموصل. وقال عضو المجلس يحيى عبد محجوب في تصريحات إن «إضراب منتسبي وموظفي الشركة الأمنية الخاصة لحماية أمن مطار الموصل الدولي عن العمل كان نتيجة عدم حصولهم على رواتبهم من وزارة النقل والموصلات منذ عدة أشهر وهو ما أدى إلى توقف الحركة في المطار منذ ثمانية أيام». وأضاف أن «الأمر يسيء لسمعة المحافظة ويضعف ثقة المواطنين بالمسؤولين، فضلا عن الأضرار الاقتصادية المادية التي يلحقها توقف المطار بالموصل».

واعتبر محجوب ما يجري في مطار الموصل «تقصيرا متعمدا من قبل الحكومة المركزية تجاه محافظة نينوى». وأوضح أن إدارة المحافظة قد أنفقت «خمسة مليارات دينار عراقي من موازنة تنمية الأقاليم الخاصة بالمحافظة من أجل استمرار عمل المطار». ودعا محجوب جميع المسؤولين في المحافظة إلى مطالبة الحكومة المركزية «بتعويض المحافظة واسترجاع هذه المبالغ المستقطعة من مشاريع تنمية وإعمار المحافظة».

وكانت الموصل قد شهدت خلال الشهور الأربعة الماضية حركة احتجاجات جماهيرية واسعة على خلفية المظاهرات التي عمت العراق منذ الخامس والعشرين من شهر فبراير (شباط) الماضي بهدف المطالبة بالإصلاح وتحسين الخدمات. غير أن حركة الاحتجاجات في الموصل بلغت ذروتها خلال شهر مايو (أيار) الماضي عندما تحولت المظاهرات الجماهيرية إلى اعتصام مفتوح. وفيما طالب رئيس الوزراء نوري المالكي محافظ نينوى أثيل النجيفي، الأخ الأصغر لرئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، بالاستقالة من منصبه فإن النجيفي انضم إلى المتظاهرين والمعتصمين في ساحة الأحرار في الموصل التي استقبلت أعدادا من المواطنين والناشطين وشيوخ العشائر من محافظات مختلفة من بينها الأنبار وصلاح الدين والبصرة والنجف وهو ما حدا بالمالكي بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة إلى إصدار أوامره إلى قيادة عمليات نينوى لفض الاعتصام بالقوة.

على صعيد آخر متصل، طالبت شخصيات سياسية وعشائرية وعدد من منظمات المجتمع المدني في مؤتمر عقد أمس تحت عنوان «يقظة نينوى» بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة. ونفى أمير قبائل شمر في محافظة نينوى الشيخ فواز الجربا في تصريح صحافي وقوف أي جهة سياسية وراء عقد المؤتمر، متهما جهات داخلية وإقليمية لم يسمها بالوقوف وراء العمليات المسلحة التي تستهدف أبناء المحافظة. ودعا الجربا أهالي نينوى للانتباه والتصدي إلى ما وصفه بالمجازر التي ترتكب بحقهم.

وكانت العلاقة المتوترة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي قد انعكست سلبا على مجريات الأوضاع في محافظة نينوى التي لا تزال تشهد عمليات مسلحة وتصفيات في وقت لا يزال فيه الوضع المعيشي في المحافظة وأطرافها متدنيا جدا. وطبقا للإحصائيات فإن مدينة الموصل وأطرافها سجلت خلال الشهور الأربعة الماضية أعلى نسبة انتحار بين شبابها حيث بلغ عددهم 12 منتحرا بينهم صبية وشبان بسبب انعدام فرص العمل وتردي الوضع الأمني والخدمات. وفيما تشهد العلاقة بين قائمتي الحدباء التي يتزعمها أثيل النجيفي والتي تسيطر على مجلس محافظة نينوى وبين قائمة نينوى المتآخية التي تعود للحزبين الكرديين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني هدوءا نسبيا فإن هناك مساعي تبذل حاليا باتجاه بلورة موقف لإعلان محافظة للمسيحيين في منطقة سهل نينوى وهو ما يعني اقتطاع نحو 3 أقضية من الموصل وهو ما رفضه أسامة النجيفي مؤخرا لدى استقباله وفدا مسيحيا مطالبا إياه بتأييد هذه الخطوة معتبرا أنه ليس من مصلحة أحد تقسيم البلاد على أسس عرقية وطائفية.