إيران تتراجع عن إرسال قافلة «إغاثة إنسانية» للبحرين

معارض أحوازي: الغرض الإيراني دعائي.. والشعب الأحوازي أحوج للمساعدة

TT

بعد أن أكدت وسائل إعلام إيرانية انطلاق سفينتين إيرانيتين تقول إيران إنهما سفينتا مساعدات للشعب البحريني، الاثنين، قال أمين عام جمعية أنصار الثورة الإسلامية، مهدي أقراريان، المسؤول عن القافلة، إن سفينتي قافلة التضامن مع الشعب البحريني عادتا إلى سواحل بوشهر الإيرانية عقب تلقيهما تحذيرا في المياه الدولية من قوات خفر السواحل. وأوضح أقراريان في تصريح لوكالة «مهر» للأنباء أنه بعد انطلاق سفينتي قافلة التضامن مع الشعب البحريني عصر الاثنين من ميناء دير في بوشهر باتجاه البحرين، اتجهنا صوب المياه الدولية ودخلنا إلى مسافة 4.8 ميل في عمق المياه الدولية حتى أصبحنا في مسار ناقلات النفط. وأشار أقراريان إلى أن سفينتي قافلة التضامن مع الشعب البحريني تلقتا خلال وجودهما في المياه الدولية تحذيرا من قوات خفر السواحل مما اضطرهما إلى العودة صوب سواحل بوشهر. ولفت أمين عام جمعية أنصار الثورة الإسلامية إلى أن قافلة التضامن مع الشعب البحريني موجودة في الوقت الحاضر في ميناء دير، مؤكدا أن هذه القافلة قامت بعدة نشاطات إعلامية من على ظهر السفينتين في طريق عودتهما سيتم بثها لاحقا عبر القنوات التلفزيونية الدولية. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الثلاثاء، إن قافلة السفن الإيرانية التي كانت تبحر صوب البحرين لإظهار تضامنها مع المحتجين هناك أوقفت مهمتها. وكانت البحرين، التي شنت حملة ضد المحتجين في الأسابيع الأخيرة، انتقدت قرار إرسال قافلة السفن واتهمت إيران بالتدخل في شؤونها.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن حكومة طهران طلبت من القافلة، التي تضم 120 من الطلبة ورجال الدين والنشطاء، التخلي عن هذه الخطة. ونقلت الوكالة عن مهدي أقراريان، منظم قافلة التضامن، قوله «بعد الطلبات المتكررة من جانب السلطات بوقف القافلة تم عقد اجتماع على متن السفينة وتقرر وقف القافلة».

وكانت قوات من الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني هددت بتسيير رحلة بحرية إيرانية إلى مملكة البحرين، حيث قال مهدي أقراريان أحد قياديي ميليشيات «الباسيج» «سنذهب لنصرة البحرين بحرا مهما كلف الثمن». وكان أقراريان المخطط الرئيسي لإيفاد القافلة البحرية إلى البحرين قد قال إنه لن ينتظر موافقة من أحد، وإنه مستعد للموت إذا تم اعتراض القافلة من قبل الجيش البحريني. وبحسب مراقبين فإن هذه الخطوة تعد التصعيد الأمني الأخطر بين البلدين الجارين، ويبدو أن الأحداث الأخيرة أسهمت في إيصال العلاقات السياسية إلى نفق مظلم، وكان مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى في الكويت شددوا على أن القوات البحرية الكويتية المشاركة في قوات درع الجزيرة في البحرين لم تذهب للنزهة، بل لحماية المياه الإقليمية لمملكة البحرين من أي عدوان خارجي. وشدد المسؤولون الكويتيون في تصريحات لصحيفة الأنباء الكويتية أن أي اعتداء على شبر من أراضي مملكة البحرين يعد اعتداء على الكويت. ويظهر شريط فيديو مجموعة من الشباب الإيراني يحملون أعلاما عدة ورجل دين يلقي خطبة مشحونة بالعبارات العاطفية والطائفية، فيما يصرخ أحد أفراد طاقم السفينة في وجوه الجموع قائلا «البحرينيون يذبحون في البحرين»، فيرد عليه بعض الشباب اذهبوا لـ«قتالهم وذبحهم». وفي أول تصريح رسمي اعتبر الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين أن المنامة لم تطلب من إيران إرسال سفينة مساعدات إلى البحرين، معتبرا الخطوة الإيرانية تدخلا في شؤون البلاد وشكك في مقدرة السفينة على الوصول إلى مياه البحرين، معلقا «لن نسمح لها بالدخول». وتجدر الإشارة إلى أن نوابا في البرلمان البحريني أعلنوا عن نيتهم إرسال ثلاث سفن إغاثة لإقليم الأحواز الإيراني ذي الأغلبية العربية إحداها عبارة عن مستشفى متنقل. وفي هذا الخصوص قال المعارض محمود أحمد الأحوازي أمين الجبهة الشعبية الديمقراطية في اتصال هاتفي من لندن «إن السفينة الإيرانية الغرض منها دعائي وسياسي في آن واحد».

وأضاف «لماذا ترسل إيران هذه السفينة؟ هل طلبت البحرين المساعدة من إيران؟ وهل البحرين دولة فقيرة؟ وهل السفينة تحمل بالفعل أدوية ومساعدات إيرانية للبحرين كما يقول الإيرانيون؟ أم أسلحة ومعدات أخرى كما رأينا في كثير من السفن والطائرات الإيرانية التي أوقفت في أفريقيا وتركيا؟» وبالنسبة للسفن البحرينية قال الأحوازي: «إننا باسم الشعب العربي الأحوازي نشكر أشقاءنا في البرلمان البحريني على هذه البادرة الذكية التي فطنت إلى الهدف الإيراني من إرسال السفينة الإيرانية، والواقع أن القيام بإرسال سفن مساعدات بحرينية إلى إيران مبرر نظرا للحاجة الماسة للدواء في الأحواز». واتهمت البحرين إيران بإذكاء الاضطرابات والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وكانت القافلة قد حاولت في البداية الحصول على تصريح لدخول مياه البحرين.