إيران تلتزم بخططها في بناء المفاعل النووي على الرغم من الخطورة الواضحة للزلازل

علماء إيرانيون: مخاطر أكيدة لإقامة مواقع نووية في 20 منطقة بالبلاد

TT

رفض قادة إيران، الواقعة ضمن حزام الزلازل، المخاوف التي أطلقها علماء بارزون في إيران بشأن خطة بناء شبكة مفاعلات وطنية في البلاد، بحسب وثيقة استخباراتية اطلعت عليها وكالة «أسوشييتد برس». وقال مسؤول بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، إن القرار الإيراني اتخذ في أعقاب زلزال وموجة تسونامي الذي ضرب اليابان في 11 مارس (آذار) من العام الحالي والذي أوقف العمل في مجمع «فوكوشيما داي ييتشي» النووي، ونشرت إشعاعات في الغلاف الجوي تطورت إلى أسوأ كارثة نووية منذ كارثة المفاعل النووي «تشيرنوبل» عام 1986. وبحسب مسؤول بارز في الوكالة، فإن المسؤولين الإيرانيين قاموا بمراجعة تقرير صدر في عام 2005 حول إقليم خوزستان جنوب غربي إيران - موقع لمنشأة نووية متوقعة بالقرب من مدينة دارخوين على الحافة الشمالية من الخليج العربي - وتم تحديثه في عام 2010 وبداية العام الحالي بدراسة عن الزلازل التي ضربت المناطق الإيرانية الأخرى خلال العقد الأخير. وقال المسؤول إن التقرير الذي أصدره يوم الثلاثاء علماء إيرانيون حذر من أن الإحصاءات التي جمعوها منذ عام 2000 تظهر المخاطر الأكيدة لإقامة مواقع نووية في التصدعات في خوزستان و19 منطقة أخرى بالبلاد.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه مقابل الكشف عن هذه المعلومات الاستخباراتية، إن هذه المعلومات اطلع عليها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ومدير البرنامج النووي الإيراني فيريدون عباسي، وسعيد جليلي سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى، والجنرال محمد علي جعفري رئيس الحرس الثوري.

وعلى الرغم من تحذيرات العلماء من تنفيذ مثل هذا المشروع، فإن الاجتماع انتهى بموافقة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على استمرار العمل في تصميمات المفاعلات النووية. كما تقرر أيضا حظر الوصول إلى التقرير الذي جاء تحت عنوان «التحليل الجيولوجي والنشاط الزلزالي في خوزستان: الأمن والبيئة»، عبر حذفه من كومبيوترات في المعهد الجغرافي بجامعة طهران، بحسب المسؤول.

من جانبهم، أكد المسؤولون الإيرانيون يوم الثلاثاء أن طهران لا تزال ملتزمة ببرنامج البناء دون تأكيد أو نفي أن القيادة راجعت ورفضت مخاوف العلماء.

وقال المتحدث باسم وزير الخارجية رامين مهمان باراست: «لدينا برنامج طويل الأمد للاستخدام الآمن للطاقة النووية، وسنواصل النشاطات المختلفة لتطوير البلاد». أما إسماعيل الكوثري، نائب رئيس لجنة المصالح القومية والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فقال لوكالة «أسوشييتد برس»: «نحن ملتزمون ببرنامجنا في بناء مزيد من المفاعلات النووية». وقد وصف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الطاقة النووية بأنها «نعمة من الله».

وقد بدأت محطة بوشهر النووية العمل الشهر الحالي فقط بعد سنوات من التأجيل، لكنها عادت لتواجه صعوبات قبل أسابيع قلائل عندما اضطر المهندسون إلى إزالة 136 من قضبان الوقود بعد اكتشاف تلف في واحد من مضخات التبريد بالمفاعل.

ويقول علماء الزلازل إن مخاطر إصابة إيران بموجة تسونامي مشابهة لتلك التي ضربت اليابان التي بلغت قوتها تسع درجات على مقياس ريختر محدودة للغاية، لكن زلزالا قويا فقط قادر على إحداث تصدع في منشآت الاحتواء التي تحتفظ بالإشعاعات داخل المفاعل. وقد يتمكن الزلزال أيضا من قطع التيار الكهربي، مما قد يتسبب في وقف أنظمة التبريد التي تمنع ارتفاع حرارة المفاعلات والتي قد يؤدي انقطاعها إلى انفجارها.

الزلازل التسعة التي ضربت إيران خلال العقد الماضي من بينها زلزال كان عام 2003 قتل ما لا يقل عن 26.000 شخص في مدينة بام.

ويرى جون راندل، أستاذ الفيزياء والهندسة المدنية والجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، أن هناك توقعات بنسبة 30 في المائة بأن تشهد المناطق المحيط بمدينة بهبهان زلزالا بقوة 6 درجات خلال عام، ومدينة بندر عباس بنسبة 16 في المائة، فيما تبلغ النسبة لطهران والمناطق المحيطة بها 9 في المائة.

من بين المناطق المعرضة للخطر أيضا الساحل الإيراني، حيث يتوقع أن تبنى المنشآت النووية نظرا لحاجتها إلى كميات ضخمة من الماء لعملية التبريد.

ويرى روس ستين، عالم الجيولوجيا بمعهد المسح الجيولوجي الأميركي في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا أن إيران واحدة من الدول الأكثر عرضة لخطر الزلازل وأنها تعلم هذه النتائج التي نشرت في الولايات المتحدة. ويقول عن المنشآت النووية الأكثر عرضة للزلازل: «باستثناء المحطتين اللتين أنشئتا في فترة كان الوعي بالأمان النووي فيها ضعيفا، لن تجد أي مفاعلات أخرى في كاليفورنيا».