اعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، أن قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة يوم الأحد الماضي، تدفع للتفاؤل بالنسبة للعمل العربي المشترك؛ لسببين هما: التوافق على اختيار منصب الأمين العام للجامعة، والثاني هو شخصية الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية المصري، الذي اختير أمينا عاما للجامعة. وقال مدلسي لـ«الشرق الأوسط»: «التجربة الدبلوماسية الكبيرة والقانونية والأخلاق الطيبة والتوازن في التصرفات، سوف تؤهل الدكتور نبيل العربي إلى عمل ناجح بامتياز في الجامعة العربية، وكذلك نرى أن ما قدمه عمرو موسى للعمل العربي المشترك يستحق كل التقدير من الدول والشعوب العربية».
وحول مستقبل العمل العربي المشترك في ظل تأجيل انعقاد القمة العربية، شدد مدلسي على ضرورة التمسك بالإرادة العربية، وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية، فإنه أكد أن هذه الظروف ربما تؤهل لمستقبل أفضل للعالم العربي من ناحية تطوير الديمقراطية والنمو الشامل للتعاون العربي - العربي، وقلل من التأثيرات السلبية التي تهيمن على الساحة العربية. وردا على سؤال حول تأثير الثورات العربية على إحداث تقدم في القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية الجزائري «إن العمل العربي المشترك مرتبط بملفات سياسية من النوع الثقيل وفي نفس الوقت مرتبط بالآفاق التي تعني كل الدول العربية، خاصة الاقتصادية والاجتماعية، حتى نلبي طلبات الشعوب من العمل العربي المشترك والتي يجب أن تكون شاملة وغير مقتصرة على القضية المصيرية للعرب وهي قضية فلسطين، وإنما كل ما يهم المواطن العربي، وهذا ما عكسته القمم الاقتصادية التي عقدت في الكويت ثم مصر، ويجب أن نتابع ونطور من نجاح آلية هذه القمم باعتبارها ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة».
وحول تأثير الثورتين التونسية والليبية على الجزائر، قال مدلسي: «بالنسبة لتونس، سوف نساهم باهتمام في المرحلة الانتقالية وندعم استقرارها في كل المؤسسات، وسنعمل معها أكثر مما كنا نفعله من السابق. أما ليبيا فنحن لدينا نفس الطموح، ولكن الأحداث ما زالت لا تسمح، وهو ما يدعونا لأن نتمنى فتح المجال للرزانة والعقلانية والروح الإنسانية والانتهاء من العنف ما بين الأشقاء، وهذا هدف أكثر من الأهداف الأخرى، وبعد تجاوز المرحلة الراهنة لها من الإمكانات الإنسانية والبشرية والمالية التي تؤهلها لأن تكون أكثر نموا واستقرارا، وبالتالي تبقى علاقاتنا مع ليبيا في المستقبل تتميز بالتحول من الحسن إلى الأحسن، ولكن على الليبيين أن يأخذوا قرارا بالتنازل عن العنف ويستعيدوا روح الوطنية والوحدة والإخوة، وهذا ما نتمناه».