دبلوماسي غربي: هناك أدلة على أن إيران تقدم مساعدات للنظام السوري لقمع المحتجين

قال إن طهران ستفعل ما أمكنها لحماية النظام السوري من السقوط إذا اقتضى الأمر

TT

أكد دبلوماسي غربي أمس أن هناك «أدلة» على أن إيران تؤمن مساعدات لوجيستية ومعنوية للنظام السوري، وأن خبراء ومسؤولين إيرانيين يقدمون «اقتراحات تكتيكية» لقوى الأمن لقمع المتظاهرين. وتعتمد السلطات السورية منذ أسابيع أساليب شبيهة بتلك التي اتبعتها قوات الأمن الإيرانية لقمع الحركة الخضراء في عام 2009، مثل حملات الاعتقالات الواسعة ومداهمات البيوت منزلا منزلا، لتخويف المعارضين وحثهم على وقف التظاهر.

وقال الدبلوماسي إن لدى إيران «القلقة جدا» من الأحداث في سوريا، «الكثير من النصائح» لتقدمها لنظام بشار الأسد بهذا الخصوص، استقتها من تجربتها بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أثارت جدلا واسعا وأدت إلى إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية. وأشار إلى أن إيران تقدم العصي وآليات أخرى لعناصر الأمن المتخصصين بمكافحة الشغب.

وكان البيت الأبيض قد عبر عن مخاوف شبيهة الشهر الماضي، وقال إن إيران تقدم مساعدة للنظام السوري، خصوصا حول قطع خطوط الإنترنت وخطوط الهاتف وطرق التواصل الاجتماعي بين المعارضين والعالم الخارجي. وفتحت الأحداث التي وقعت يوم الأحد الماضي في جنوب لبنان، وأدت إلى مقتل 11 فلسطينيا ووقوع أكثر من 90 جريحا بين لبناني وفلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي - الباب أمام تساؤلات حول مدى استعداد سوريا وحليفتها الرئيسية في المنطقة إيران، إلى استعمال حلفائهما في لبنان لتشتيت الانتباه عن الأحداث التي تشهدها سوريا. وقال الدبلوماسي الغربي إن ما حصل الأحد يدفع إلى التساؤل حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه إيران لحماية النظام السوري. وأضاف: «إذا اقتضى الأمر، إيران ستفعل ما أمكنها لحماية النظام السوري ومنعه من السقوط». وأكد مصدر مطلع في بيروت لـ«الشرق الأوسط» أن التجمعات التي حصلت يوم الأحد الماضي في جنوب لبنان، على مقربة شديدة من الحدود مع إسرائيل، بدت أنها من تنظيم وتمويل سوريا، مشيرا إلى أن الباصات التي نقلت الفلسطينيين من المخيمات إلى الحدود، كانت باصات سورية. وأضاف أنه كان هناك «غض للنظر وتساهل في كبت مشاعر الفلسطينيين» الذين راحوا يرمون الحجارة على الإسرائيليين عبر الشريط الحدودي. ولا يزال حزب الله يحافظ على وجود قوي في جنوب لبنان، على الرغم من وجود قوات دولية لحفظ السلام بقرار دولي يمنع وجود مظاهر مسلحة هناك، صدر لإنهاء حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل. إلا أن المصدر استبعد أن يذهب النظام الإيراني إلى حد دفع حزب الله إلى فتح جبهة مع إسرائيل «لن تكون مضمونة النتائج ولن توقف الأزمة الداخلية في سوريا».

ولا تزال المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5 + 1» متوقفة منذ آخر جولة فاشلة في إسطنبول. ولم تتلق بعد كاثرين أشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التي تتولى التفاوض مع الإيرانيين، ردا من طهران على رسالتها التي أرسلتها قبل 3 أشهر وتدعو فيها النظام للعودة إلى طاولة المفاوضات. وتحدث الدبلوماسي الغربي عن «انقسامات» داخلية بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وخصوصا «حول التعاطي مع الغرب». وأشار إلى أنه على الرغم من أن كلا الرجلين قناعتهما واحدة في ما خص البرنامج النووي الإيراني، فإن نجاد أكثر اقتناعا بضرورة الحوار مع الغرب من خامنئي.