«الإخوان» يقدمون طلبا رسميا لتأسيس حزبهم.. و93 مسيحيا و978 امرأة ضمن المؤسسين

النائب القبطي لرئيس «الحرية والعدالة» قال إنها فرصة للشراكة في إدارة شؤون البلاد

اجتماع موسع لكوادر الاخوان المسلمين في اعقاب الثورة المصرية «نيويورك تايمز»
TT

بعد 83 عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولأول مرة في تاريخها، تقدمت بشكل رسمي أمس بأوراق تأسيس حزبها تحت اسم «الحرية والعدالة»، إلى لجنة شؤون الأحزاب لطلب الموافقة الرسمية على عمل الحزب، الذي لن يغني عن استمرار الجماعة بمرشدها العام وفروعها في الخارج. وجاء ضمن مؤسسي الحزب الجديد الذي ستتطلب الموافقة عليه نهائيا عدة إجراءات إدارية لاحقا، 93 مسيحيا و978 امرأة، كما تم اختيار المسيحي الدكتور رفيق حبيب ليشغل موقع نائب رئيس الحزب، مع نائب آخر «إخواني»، وقال إنها فرصة للشراكة في إدارة شؤون البلاد.

ويعد حزب «الحرية والعدالة» هو أول حزب بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) يتم تقديم أوراقه للجنة شؤون الأحزاب على أساس المجلس العسكري، لينضم إلى 24 حزبا سياسيا توجد في الساحة السياسية المصرية، من دون الحزب الوطني الديمقراطي (المنحل، الحاكم سابقا) الذي جرت مصادرة أمواله وممتلكاته.

وتقدم الدكتور سعد الكتاتني وكيل المؤسسين، القيادي بالجماعة، ببرنامج حزب «الإخوان»، بلائحته التنفيذية وتوكيلات بأسماء 8821 اسما كمؤسسين، ومن المقرر أن يمارس الحزب عمله خلال شهر من الآن، طبقا لقانون الأحزاب، وهي المدة التي حددتها لجنة شؤون الأحزاب لدراسة الأوراق المقدمة، وتتلقى خلالها أي اعتراضات من جهات أخرى محتملة على تأسيس الحرب. وطبقا لقانون الأحزاب، يتطلب تأسيس الحزب تقديم توكيلات أسماء خمسة آلاف مؤسس.

واعتبر المراقبون أن هذه الخطوة هي بداية جديدة لجماعة «الإخوان» فكريا وتنظيميا، في ما وصفه سعد الكتاتني بأنه يوم تاريخي في سيرة الجماعة ومحطة مهمة في تاريخها منذ تأسيسها عللا يد حسن البنا منذ أكثر من ثمانية عقود، مضيفا أمام مقر نائب رئيس محكمة النقض بدار القضاء العالي، وهو مقر مؤقت للجنة شؤون الأحزاب، أنه من اليوم سيتمكن «الإخوان» من مباشرة الحياة السياسية بكل حرية دون أي قيود وفي ظل شفافية ونزاهة في الممارسات السياسية كافة، والتعاون مع باقي الفصائل السياسية من أجل النهوض بمصر في ظل الحالة الاقتصادية التي تمر بها بعد ثورة 25 يناير.

وشدد الكتاتني على أن حزب «العدالة والحرية» ليس حزب دينيا، وهناك فصل كامل بين عمل الجماعة والحزب، ودلل على ذلك باستبعاده ومحمد مرسي وعصام العريان من مكتب الإرشاد بالجماعة، وذلك لتوليهم مسؤولية قيادة الحزب، منهم الأمين العام ورئيس الحزب ونائب رئيس الحزب على التوالي، ومن المقرر أن يتم اختيار ثلاثة من أعضاء مجلس شورى الجماعة بدلا منهم خلال أيام قليلة.

وأشار الكتاتني إلى أن تخوفات البعض مما يسمونه الصعود الإسلامي في الحياة السياسية المصرية ليس له أساس من الصحة، مضيفا: «الشعب المصري متدين بطبيعته، و(تعبير) صعود الإسلاميين المقصود به مهاجمة التيار الإسلامي الموجود في مصر، ومن يقل ذلك فعليه أن يتعامل بديمقراطية وبروح ثورة 25 يناير».

وأوضح الكتاتني خلال تقديمه أوراق الحزب أنه مع أول عمل رسمي للحزب سيتم اختيار أعضاء مكتب سياسي سيتولون وضع قواعد العمل الحزبي على أرض الواقع بما يتوافق مع برنامج ولائحة الحزب، مؤكدا أن «الإخوان» لا ينظرون إلى الأقباط باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية أو أقلية، لأن الحزب لا يقوم على أي تمييز طائفي، بل إن الأقباط شريك أساسي في الحزب.

ويعد الدكتور حبيب، أحد نائبين لرئيس الحزب «الإخواني»، من أبرز أسماء المسيحيين المشاركين في تأسيسه، وهو باحث قبطي ونجل لقس قبطي إنجيلي، وكان في التسعينات مشاركا في أول نسخة من حزب الوسط الذي تقدم به في السابق فريق منشق عن «الإخوان»، إلا أن حبيب خرج من الحزب في نسخته الثالثة، وأصبح منذ 2004، مستشارا سياسيا للمرشد العام السابق للجماعة مهدي عاكف، وكذلك أصبح مستشارا لمحمد بديع المرشد العام الحالي للجماعة، قبل أن يتم اختياره نائبا لرئيس الحزب.

وقال حبيب أمس إن قرار اختياره نائبا لرئيس حزب «الحرية والعدالة» تقدير له، مشيرا إلى أن القرار يعطي فرصة طيبة للشراكة والتنوع في إدارة شؤون البلاد، ويتيح الفرصة للقيام بأدوار عديدة لخدمة المجتمع، خاصة في ظل هذه المرحلة الحرجة، مضيفا أن أي تجربة جديدة قد تواجه بعض المشكلات، وأن معرفته بالجماعة تؤكد عدم تخوفه مما يثار حول تدخلات الجماعة في شؤون الحزب، معلنا تمسك الحزب بالقضايا ذات التأثير الشعبي والتنسيق مع القوي السياسية والإسلامية المختلفة ومنها الجماعة و«لكن بتقنين».

من جانبه، ذكر الدكتور أحمد أبو بركة القيادي في الجماعة ومحامي الحزب وعضو مجلس الشعب السابق، أن الحزب سيساهم بدور كبير في تقدم البلاد، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب أعدوا العشرات من الأبحاث والدراسات الاقتصادية تتضمن حلولا جذرية للمشكلات التي تمر بها البلاد وبجدول زمني، مضيفا أن الحزب درس جميع تجارب الانتقال في مختلف دول العالم، فوجد أن أفضلها هو القائم على الإجماع الوطني وليس التحرك والقرارات الفردية. وأضاف أبو بركة أن الفترة المقبلة سيتم خلالها نشر أسماء المؤسسين وفقا للقانون في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار، فيما يتم تشكيل هياكل الحزب بالمحافظات.

وجاء في البيان التأسيسي للحزب، أن الحزب يستلهم منهاجه وبرامجه من «مطالب ثورة 25 يناير العظيمة»، ويسعى لتحقيق أهدافها، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قوية سليمة بإرادة شعبية خالصة، لافتا إلى ضرورة أن يضع الشعب لنفسه دستورا يعبر عن هوية الأمة وسيادة الشعب ووحدته الوطنية ويدعم المساواة بين أفراده في الحقوق والواجبات، معربا عن إيمانه العميق بضرورة النص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

وشدد البيان على أن الحزب يسعى لتحرير الإرادة الوطنية واستقلال القرار السياسي والتعامل مع القوى الدولية على أساس الاحترام المتبادل، واستعادة مصر دورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي.