مسؤول عسكري كردي كبير يؤكد الحاجة إلى تمديد وجود القوات الأميركية

ياور لـ«الشرق الأوسط»: العراق فقد جيشا بناه خلال 80 عاما.. ولا نستطيع إعادة بنائه في 8 سنوات

TT

انتظم العشرات من أفراد الشرطة المحلية وعناصر البيشمركة الكردية ومنتسبين بالجيش العراقي في دورة تدريبية تنظمها القوات الأميركية في العراق بهدف تشكيل فوج مشترك من تلك القوات لنشره في المنطقة، خصوصا في المناطق المتأزمة التي انسحبت منها قوات البيشمركة مؤخرا جنوب وغرب كركوك والتي عدت منافذ سهلة لتسلل العناصر الإرهابية إلى المدينة.

وفي اتصال مع اللواء جبار ياور المتحدث باسم البيشمركة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الدورة تأتي في أعقاب توقيع اتفاق عراقي - أميركي تأخذ القوات الأميركية بموجبه على عاتقها تدريب فوج كامل من أفراد البيشمركة والجيش والشرطة العراقية لنشره في المناطق المتنازع عليها بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، وتتمركز تلك القوة المشتركة في قاعدة «الحرية» في كركوك، وسوف تنتشر بعد انتهاء الدورة في المناطق المتأزمة، و«في حال تطلبت الحاجة بمناطق أخرى وجود تلك القوات فبالإمكان تسييرها إلى أي منطقة تعاني من خلل أمني فيها».

وبسؤاله عن رأيه كقائد عسكري حول مدى الحاجة إلى تمديد بقاء القوات الأميركية بالعراق، قال ياور: «جميع القادة العسكريين والأمنيين في العراق ومعهم القيادات السياسية ترى أن هناك حاجة فعلا لتمديد بقاء تلك القوات، وأنا أيضا أؤيد ذلك، لأن الجيش العراقي الحالي يتكون أساسا من قوات مشاة فقط، ولا يستطيع أي جيش قوامه فقط قوات المشاة وفي أي بقعة بالعالم أن يدافع عن الوطن وحمايته من دون تأمين إسناد جوي والأسلحة الثقيلة، لأن هذه مهمة مستحيلة ومستعصية جدا، كما أن الجيش العراقي منذ سقوط النظام السابق ما زال في مرحلة التدريب وكذلك البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى التي تدرب على يد القوات الأميركية، وهي ما زالت بحاجة ملحة إلى مزيد من التدريب، أضف إلى ذلك أن الجيش العراقي ما زال يفتقر إلى التسليح بعد أن تحول مصدر تسليحه من الشرق إلى الغرب، لذلك نحن بحاجة مؤكدة إلى تمديد بقاء القوات الأميركية إلى حين إكمال جاهزية القوات الأمنية والعسكرية العراقية». وأضاف اللواء ياور: «على أرض الواقع، ما زالت هناك تهديدات مستمرة من العديد من القوى الداخلية والخارجية. والقوات العراقية بوضعها الحالي لا تستطيع تأمين الحماية الكافية للبلد، بدليل أن الهجمات الإرهابية ما زالت متواصلة والهجمات الانتحارية والاغتيالات بكواتم الصوت والتفجيرات بالعبوات اللاصقة، كما أن هناك نزاعا ومشكلات حتى بين القوى والكتل السياسية التي تهدد بدورها الوضع الأمني.. كل هذه الأمور الموجودة على أرض الواقع تستدعي تمديدا آخر لوجود القوات الأميركية في لعراق».

وبسؤاله عن المدة التي يحتاجها العراق لتأهيل قواته بشكل كامل خاصة أن الأميركان كانوا موجودين خلال السنوات الثماني الأخيرة ولم يفعلوا ما يكمل جهوزية القوات العراقية، قال المتحدث باسم البيشمركة: «الجيش الذي بناه العراق خلال ثمانين سنة لم يبق له أثر بعد سقوط النظام السابق، ولا نستطيع في ظرف ثماني سنوات أن نعيد بناء ذلك الجيش، وهناك مشكلة أخرى وهي تحويل مصادر السلاح للجيش العراقي، فالمعروف أن العراق كان يعتمد في تسليح جيشه على الدول الشرقية، والآن يتجه إلى الدول الغربية لتسليح جيشه، وهذا يحتاج إلى المزيد من التدريبات، وكانت الحكومة العراقية قد حاولت شراء طائرات (F16) الأميركية الصنع إلى جانب عدد من المروحيات، ولكن تم تحويل المبالغ المرصودة لها إلى وجهة أخرى، وطبعا أي عملية تسليح للجيش تحتاج إلى رصد الأموال بميزانية الدولة، وميزانية العراق تعاني في الأساس من عجز مالي، لكل ذلك نحن نحتاج إلى وقت أطول بكثير لنتمكن من إعادة بناء الجيش والقوى الأمنية، خاصة أنه ما زالت هناك تهديدات داخلية متعددة الأطراف من جماعات (القاعدة) و(أنصار الإسلام) و(النقشبندية) ومن فلول البعث وغيرها، المهم أن جميع القادة العسكريين والأمنيين وكذلك القيادات السياسية ترى ضرورة الحاجة إلى تمديد وجود القوات الأميركية لحين تجهيز الجيش العراقي بالأسلحة المطلوبة التي تمكنه من حماية أمن واستقرار العراق ومواجهة التحديات الأمنية».