لقاءات مكثفة لاحتواء خلاف علاوي والمالكي على خلفية رسائلهما الشخصية

الناطقة باسم «العراقية» لـ«الشرق الأوسط»: رسائلهما باتت من الماضي

TT

في الوقت الذي قرر فيه كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي اللذين يقودان أكبر كتلتين في البرلمان العراقي الحالي اللجوء إلى الصمت بعد أن تبادلا خلال الفترة الماضية رسائل واتهامات وصلت إلى حد التهديد بنسف العملية السياسية من جهة المالكي لعلاوي أو احتكار السلطة وتحويل العراق إلى دولة ديكتاتورية بالنسبة لعلاوي ضد المالكي فإن اجتماعات ولقاءات كثيرة جرت إما بشكل شخصي قادتها بعض الشخصيات السياسية لتهدئة الأجواء بين الطرفين أو على شكل لقاءات واجتماعات بين الكتل السياسية بهدف احتواء الأزمة.

وطبقا للآراء التي عبر عنها عدد من النواب في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط» فيما يتعلق بالأزمة التي رفعت منسوب التوتر داخل الطبقة السياسية العراقية فإن هناك تفاؤلا وإن كان لا يزال مشوبا بالحذر مثلما عبر عنه القيادي المسيحي في البرلمان يونادم كنا فإن الأكثر تفاؤلا كانت القائمة العراقية من خلال الناطقة باسمها ميسون الدملوجي التي أبلغت «الشرق الأوسط» أن «الرسائل التي تبادلها كل من رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم (العراقية) إياد علاوي أصبحت من الماضي». وأضافت: «إنني لا أريد أن أتحدث عن الفترة الماضية وما إذا كان الصراع شخصيا أم لا بقدر ما أريد التعبير عن الروح الجديدة التي لمسناها خلال الأيام القليلة الماضية وبالذات خلال اليومين الماضيين في إطار الاجتماعات التي عقدتها الكتل السياسية وحضرناها نحن في (العراقية) مثلما حضرها الإخوة في التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والتي أستطيع القول إن أجواء إيجابية سادتها تماما». وأشارت المتحدثة إلى أن «الاجتماع الأخير تضمن التأكيد على ضرورة التقيد باتفاقات أربيل التي لا تزال من وجهة نظرنا الأساس الصالح للعمل حيث تم التطرق إلى كل القضايا التي كان قد تم التوافق عليها مثل المساءلة والعدالة وترشيح شخصيات مستقلة للوزارات الأمنية وموضوع المجلس السياسي للأمن الوطني وقد تم التوصل إلى إجماع بشأن هذه الأمور». وكشفت المتحدثة عن أن «من بين أهم الأمور التي تم الاتفاق عليها بين الكتل هي مسألة التصويت على المجلس الوطني للسياسات العليا والتي تم الاتفاق أن يكون التصويت على رئاسته داخل البرلمان حيث طلبت دولة القانون مهلة إلى يوم الاثنين القادم للبت في هذه القضية». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان علاوي سيوافق على تولي رئاسة هذا المجلس في حال تم التصويت عليه داخل البرلمان قالت الدملوجي إنه «في حال تمت الموافقة على كل ما اتفقنا عليه في الاجتماعات وأصبح المجلس فاعلا في صنع القرار ورسم السياسات فإن الأمور سوف تأخذ مسارا آخر بالنسبة للقائمة العراقية».

من جانبه أكد النائب في البرلمان العراقي عن دولة القانون علي الشلاه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اللعبة الديمقراطية تحتمل المزيد من وجهات النظر خصوصا بالنسبة للطرف الذي يعتقد أنه ليس مشاركا في المسؤولية وصنع القرار وفي الوقت الذي نتفهم ذلك إلا أن ما نشعر به أن بعض التصريحات التي يطلقها الدكتور إياد علاوي يحاول فيها أن يصل إلى نهايات العملية السياسية والتوافق السياسي». وأضاف أن «كل التصريحات التي نطلقها نحن في التحالف الوطني تكاد تكون دائما رد فعل لما يصدر من تصريحات من قبل الإخوة في القائمة العراقية»، مشيرا إلى أن «بعض تصريحاتنا فيها تصعيد أيضا وهو ما نعترف به لكننا لسنا دائما من يبدأ ذلك». وأشار إلى أن «الدكتور علاوي حاول في أكثر من مرة أن يوصل الأمور إلى نهايات هو يراها وجمهور خاص به عبر الـ«فيس بوك» وهو أمر لا يستقيم مع زعيم سياسي». واعتبر الشلاه أن «الأوضاع يمكن أن تأخذ بعدا إيجابيا في المستقبل بعد أن حصلت لقاءات وتفاهمات بين الأطراف المختلفة ونحن بدورنا ننظر إلى هذه التطورات بإيجابية».

أما النائب المسيحي في البرلمان العراقي يونادم كنا فقد اعتبر في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن «على الجميع أن يقر أن التوافقات كانت هي الأساس في كل ما حصل وبالتالي فإن تخلي أي طر ف عن هذا التوافق من شأنه أن يجعل الأمور تأخذ مسارات سلبية».