أردوغان يطلب من واشنطن فرصة إضافية للأسد

السفير السوري يذكر تركيا بالـ«تشابه» بين «الإخوان» و«الكردستاني»

TT

طلبت تركيا من الولايات المتحدة «المزيد من الوقت» للرئيس السوري بشار الأسد بهدف «تطبيق الإصلاحات» التي وعد بها. وقال رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان إنه لا داعي للتسرع في التعامل مع الملف السوري «لأن المطلوب انتقال سلس ومنظم للسلطة».

وحمل أردوغان السفير الأميركي في أنقرة فرانسيس ريكارديوني رسالة بهذا المعنى للرئيس الأميركي باراك أوباما، قبيل الخطاب الذي سيوجهه أوباما اليوم حول الشرق الأوسط، أملا منه في عدم تضمينه خطوات باتجاه سوريا «تعرقل الجهود الرامية إلى تحسين الوضع في سوريا لجهة الحريات والإصلاحات».

وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان حرص على لقاء السفير الأميركي بعد المعطيات التي توفرت له عن زيارة قام بها نائب رئيس القيادة العامة لأركان الجيش الأميركي الجنرال جيمس كارترايت الذي أجرى محادثات في أنقرة وأزمير مع جنرالات أتراك على رأسهم رئيس الأركان إليكار باشبوغ. وأشارت إلى أن اللقاء الذي دام 50 دقيقة من دون مترجم جرى ترتيبه على عجل في مهبط للمروحيات بأنقرة لتأمين توافقه مع جدول أعمال أردوغان الذي كان يستعد للسفر في إحدى جولاته الانتخابية.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن السفير الأميركي توجه إلى أردوغان قائلا: «الأسد يتحرك ببطء في عملية الإصلاح، ولا بد من أن نوحد خطابنا معه»، فأجابه الأخير: «دعونا لا نستعجل. المنطقة تشهد بالفعل تحولا جذريا، وينبغي أن لا نخل بالتوازنات القائمة، ولا بد من ضمان انتقال سلس للسلطة». وقد نقل السفير الأميركي رسالة من أوباما يعبر فيها عن قلقه الشديد إزاء استمرار سقوط الضحايا، مشيرا إلى أن «شعب الولايات المتحدة يتابع أيضا هذه التطورات»، وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة «تريد من سوريا أن تضع حدا فوريا لتعاونها مع إيران وحزب الله».

وكان السفير السوري في أنقرة نضال قبلان قال إنه نقل إلى المسؤولين الأتراك استياء دمشق من تصريحات أردوغان الأخيرة، منتقدا السماح لـ«الإخوان المسلمين بالتحرك في تركيا»، قائلا: «بالنسبة لنا هم (الإخوان) مثل (منظمة العمل الكردستاني) بالنسبة لتركيا». وأضاف: «سوريا تريد التزاما واضحا جدا من تركيا بأمن واستقرار سوريا والتزاما واضح جدا للحفاظ على الإنجازات التاريخية بين البلدين في السنوات الأخيرة». وتابع: «أما وقد انتهت الأمور، فيمكن أن نركز مع تركيا مرة أخرى على المصالح المشتركة التي تقربنا في السنوات الأخيرة، ووضع ما حدث وراء ظهورنا». وأضاف قبلان: «ما حدث حقا ولم تقبله سوريا هو هذا الربط بين ما يجري في سوريا وما حدث في حلبجة». وأضاف: «إننا لا نفترض أبدا وجود سوء نية من جانب تركيا التي ربما أرادت أن تنقل رسالة، ولكنها نقلتها بشكل سلبي. إنها ليست أزمة». وصرح السفير السوري بأن الانتخابات المقبلة في تركيا قد تكون أثرت على موقف تركيا من الثورة السورية، الذي تحول من دعم الرئيس السوري بشار الأسد في البداية إلى انتقادات لحملة النظام الدموية على المتظاهرين.