فضيحة جديدة في مكتب نتنياهو على خلفية تسريب أنباء عن العلاقات مع روسيا

أكثر من 15 نائبا في البرلمان الإسرائيلي يقررون اقتحام نابلس

عامل فلسطيني يعمل في الجدار العازل المثير للجدل الذي يخترق الضفة الغربية قرب قرية الولجة (إ.ب.أ)
TT

كشف النقاب عن فضيحة جديدة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تتعلق بتسريب معلومات سرية عن العلاقات مع روسيا. وقد قدمت شكوى إلى الشرطة، أمس، تطالب بمعاقبة نتنياهو لأنه حاول التستر على هذه الفضيحة، لأن المتهم فيها عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي السابق وكبير المستشارين السياسيين، هو صديق شخصي له.

وتعود هذه القضية إلى انفجار المشكلات والصراعات الشخصية في مكتب نتنياهو طيلة السنة الماضية، والتي أدت إلى استقالة الكثير من كبار المسؤولين فيه. وقد أجمعت وسائل الإعلام على أن أراد هو سبب هذه المشكلات، كونه فظا يفرض رأيه بالقوة ودائم الصراع في التعامل مع زملائه. وتفاقمت هذه الأزمة عندما بدأت تتسرب معلومات وأسرار من مكتب نتنياهو إلى الصحف بوتائر عالية جدا. وحاول أراد أن يحارب هذه الظاهرة بواسطة استخدام جهاز كشف الكذب مع جميع المسؤولين الكبار في المكتب.

وفي الصيف الأخير، تسرب مضمون محادثة أجراها نتنياهو مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس ديمتري ميدفيديف، وطلب فيها أن تمتنع روسيا عن تزويد إيران وسوريا بصواريخها الحديثة من طراز «إس - 300». وقد احتج الروس يومها على هذا التسريب، ووبخوا نتنياهو عليه، متسائلين «ألا توجد سياسة جدية في إسرائيل؟»، فغضب يومها نتنياهو على مساعديه وراح يصرخ في وجوههم. فأقدم عوزي أراد على تلك الخطوة التقليدية بآلة فحص الكذب لجميع المسؤولين. وقد تبين أن الجميع صادقون بنفيهم المسؤولية عن هذا التسريب.

لكن رئيس الشاباك (جهاز المخابرات العامة)، يوفال ديسكين، قرر إجراء تحقيق في جهازه. فاكتشف أن أراد نفسه، الذي يتظاهر بأنه يحارب التسريب، هو الذي سرب مضمون المحادثات بين نتنياهو والمسؤولين الروس. عندئذ توجه ديسكين بطلب رسمي من نتنياهو أن يقيل أراد من منصبيه، كرئيس لمجلس الأمن القومي وكمستشاره الكبير. وحاول نتنياهو التملص من المطلب فأقدم ديسكين على استغلال صلاحياته وقرر تخفيض درجة «الأمان الأمني»، بحيث يصبح محظورا على أراد التعرف على الأسرار السياسية والأمنية الدقيقة. وعندها اضطر أراد إلى الاستقالة.

إلى ذلك، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، على أمر يتيح قيام مجموعة من أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بزيارة غير مسبوقة لضريح يوسف في نابلس في ساعات النهار. وستجرى الجولة في الأسبوع المقبل، بمناسبة مرور 30 يوما على مقتل المستوطن الإسرائيلي بن يوسيف ليفنات بنيران شرطي فلسطيني قرب الضريح. واتخذ باراك قراره الاستفزازي هذا استجابة لطلب اللوبي البرلماني اليميني المتطرف الذي يحمل اسم «اللوبي من أجل أرض إسرائيل». وأعلن 15 نائبا على الأقل نيتهم المشاركة في الجولة.

المعروف أن قبر يوسف يقع في قلب مدينة نابلس الفلسطينية، على مقربة من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين. ويعتبره اليهود ضريح سيدنا يوسف، بينما يقول الفلسطينيون إنه قبر للشخصية النابلسية المعروفة، يوسف دويكات. وقد اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية على أن تتاح لليهود زيارة الضريح بالتنسيق المسبق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، كونه يقع ضمن نفوذ السلطة الوطنية. وبعد انفجار الانتفاضة الثانية، التزمت إسرائيل بتنظيم زيارات المتدينين اليهود إلى الضريح في ساعات الليل، لمنع الاحتكاكات.

والشهر الماضي، تسللت مجموعة من المستوطنين إلى الضريح في ساعات الفجر بلا تنسيق مع الجيش الإسرائيلي أو أجهزة الأمن الفلسطينية، في محاولة منها لفرض الوجود اليهودي في الضريح فرضا. وعندما اكتشف رجال الشرطة الفلسطينية هذا الاستفزاز أطلقوا النار على المستوطنين، فقتل أحدهم وجرح آخر وفر الباقون من المكان. فقرر المستوطنون، مدعومين بقوى اليمين المتطرف في الحكومة والكنيست، الرد باستفزاز في وضح النهار، بزيارة رسمية محمية من الجيش الإسرائيلي إلى الضريح. وخوفا من رد فعل فلسطيني شعبي، كلف باراك جيشه باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الوفد البرلماني على طول الطريق الضريح ذهابا وإيابا.