واشنطن تمدد دورها العسكري في ليبيا

مفاوضات آخر لحظة بين أوباما والكونغرس

TT

مع اقتراب نهاية الفترة القانونية التي حددها الكونغرس للرئيس باراك أوباما بشأن استمرار الدور العسكري الأميركي فوق ليبيا، توقعت مصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الكونغرس يميل نحو استمرار هذا الدور، بصورة أو بأخرى، حسب قانون الحرب، الذي كان الكونغرس أصدره قبل أكثر من 40 سنة، وينص على أنه يجب على رئيس الجمهورية الحصول على موافقة الكونغرس بشأن أي تدخل عسكري في أي دولة أجنبية خلال 60 يوما من بداية هذا التدخل. وكان أوباما أبلغ الكونغرس يوم 21 مارس (آذار) الماضي بالتدخل العسكري في ليبيا، غير أن الكونغرس لم يوافق.

غير أن مصادر أخرى توقعت أن يعلن أوباما أنه لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس لأن القوات الأميركية لم تعد تقود العملية العسكرية ضد ليبيا، وأنه، منذ الأول من أبريل (نيسان) الماضي، تولى حلف الناتو قيادة العملية.

ومع بقاء يوم واحد فقط لنهاية فترة الستين يوما، زادت الاتصالات بين البيت الأبيض والكونغرس حول هذا الموضوع.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أنه، في الأسبوع الماضي، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض، غاي كارني، تقديم تفاصيل عن الاتصالات مع الكونغرس حول هذا الموضوع. لكنه قال: «نحن نجري اتصالات منتظمة مع الكونغرس، وتستمر هذه الاتصالات».

وكان الرئيس أوباما كان اجتمع في المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف الناتو، أندرس راسموسن. وبعد الاجتماع، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الجانبين اتفقا على أن «العمليات العسكرية ستستمر حتى يتوقف الاعتداء على المدنيين من جانب القذافي».

وقال متحدث باسم السيناتور رتشارد لوغار (جمهوري من ولاية إنديانا)، ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لـ«الشرق الأوسط» إن لوغار «يريد قانونا محددا من الكونغرس يعطي الرئيس التفويض القانوني لمد العمليات العسكرية فوق ليبيا».

ورفض المتحدث الإجابة على سؤال حول احتمال الوصول إلى حل وسط لا يعطي أوباما الإذن القانوني، ولكن يجيز ميزانية مؤقتة للعمليات العسكرية فوق ليبيا، مثلما حدث عندما تدخلت القوات الأميركية في حرب البلقان.

وانتقد بروس أكرمان، أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة ييل، الرئيس أوباما، وقال إنه «ظل يتردد بصورة غريبة نحو ليبيا. إنه لم يفشل فقط، بل لم يحاول» أن يقوم بدور قيادي نحو ليبيا. وقال إن أوباما كان يجب أن يطلب من الكونغرس التفويض القانوني لاستمرار العملية الليبية مباشرة بعد أن أبلغ الكونغرس بها قبل شهرين.

وأشار أكرمان إلى سوابق توضح أن رؤساء أميركيين قبل أوباما لم يترددوا عندما أمروا بتدخلات عسكرية، ولم يساوموا الكونغرس عندما اعترض. وأشار إلى اعتراض الرئيس ريتشارد نيكسون على قانون الحرب في سنة 1973، خلال السنوات الأخيرة لحرب فيتنام، وأن نيكسون استعمل حق الفيتو، غير أن أغلبية الثلثين في الكونغرس فازت عليه، وأن الرئيس بيل كلينتون لم يحصل على موافقة الكونغرس للتدخل العسكري في حرب البلقان، لكنه ساوم لإجازة ميزانية مؤقتة، وأنهى التدخل بعد 20 يوما من نهاية فترة الستين يوما، كما أن الرئيس بوش الابن حصل على موافقة الكونغرس عندما أعلن الحرب ضد الإرهاب وغزو أفغانستان سنة 2001.

وتساءل أكرمان: «لماذا، إذن، لم يضغط أوباما على الكونغرس للموافقة على الحرب التي أعلنها؟ لماذا انتظر حتى كادت الفترة القانونية تنتهي؟».

وتوقع أكرمان أن يعلن أوباما أن المهلة القانونية التي وضعها الكونغرس لا تنطبق على الولايات المتحدة لأنها لم تعد، منذ الأول من أبريل تقود العمليات العسكرية فوق ليبيا. وأن حلف الناتو هو الذي يفعل ذلك الآن.