سوريا تتحضر لمظاهرات جديدة اليوم في «جمعة آزادي ـ الحرية»

منظمة إنسانية تؤكد استمرار حملات المداهمات والاعتقالات وتقول إن المئات قيد الاعتقال

TT

في وقت استمر فيه خروج المظاهرات الليلية في عدة مدن سورية وأطلقت دعوات للتظاهر اليوم (الجمعة)، الذي أطلق عليه اسم «جمعة أزادي الحرية»، قالت الحكومة السورية أمس إن «الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع المدن السورية»، بحسب وكالة «سانا» السورية الرسمية. ومن المتوقع أن يكون اليوم (الجمعة) هو «جمعة الحسم» كما اقترح بعض الناشطين على صفحات الثورة في «فيس بوك»، حيث يستعد المحتجون السوريون لجمعة جديدة من المظاهرات. وقد أطلقت مجموعاتهم على موقع «فيس بوك» على تحركات هذا الأسبوع اسم «جمعة أزادي» التي تعني «حرية» باللغة الكردية، في إشارة إلى التضامن بين الأكراد والعرب في سوريا.

ونشر الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» دعوة إلى مظاهرات تحت شعار «من القامشلي إلى حوران.. الشعب السوري ما بينهان»، وشعار آخر «يا سوريا لا تخافي.. بشار قبل القذافي»، و«راح الليل وإجا نهار.. ارحل ارحل يا بشار».

وفي التطورات الميدانية أمس، أكدت مصادر محلية في تلكلخ في محافظة حمص القريبة من الحدود مع شمال لبنان، أن 8 أشخاص من سكان تلكلخ قتلوا أول من أمس خلال قصف الدبابات لمواقع في المدينة، ليرتفع بذلك عدد قتلى تلكلخ إلى 35 قتيلا خلال 4 أيام. وتعرضت تلكلخ للقصف مساء أول من أمس وصباح أمس، كما جرى تبادل إطلاق نار كثيف في البلدة بين قوات الأمن والأهالي من المسلحين.

وقالت المصادر إن الجيش السوري اقتحم قرية العريضة السورية المحاذية لمعبر جسر قمار الحدودي، وفرض حصارا وتابع عملياته العسكرية هناك ضد المحتجين داخل الحقول والبساتين والشعاب المجاورة لبلدة العريضة السورية بعد فرار المحتجين من أهالي تلكلخ.

وفي مدينة الرستن، خرجت أول من أمس مظاهرة ليلية ناشدت شباب العاصمة دمشق جعل الجمعة يوما حاسما، وهتف المتظاهرون «يا شباب العاصمة بدنا جمعة حاسمة»، كما خرجت مظاهرة أخرى في حي الأكراد في منطقة ركن الدين في دمشق طالبت بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة في حي الميدان العريق في دمشق مساء أول من أمس، وأخرى في المدينة الجامعية في مدينة حلب.

وخرجت المظاهرات رغم التشديد الأمني واستمرار حملات الاعتقالات حيث أصدرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بيانا بأسماء مئات المعتقلين في السلمية التابعة لمحافظة حماه واللاذقية وإدلب وحلب وعفرين ومعرة النعمان والرقة ودرعا وطرطوس ودمشق وريفها (المعضمية وداريا وسقبا). وقال البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «ما زالت السلطات السورية تنفذ مداهمات واعتقالات جماعية وفردية تعسفية بحق المئات في مختلف أنحاء البلاد». وأدانت المنظمة حملة الاعتقالات الواسعة خلال الأيام الماضية على الرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ، واعتبرت أن «الاعتقال التعسفي بصوره المختلفة إحدى الظواهر الخطيرة التي تشكل التهديد الرئيسي للحق في الحرية والأمان الشخصي». وطالبت السلطات السورية المختصة بـ«الإفراج الفوري عن كل السجناء الذين اعتقلوا على خلفية المظاهرات من شهرين إلى الآن».

وكانت وكالة «سانا» قد ذكرت أن الشوارع الرئيسية في جميع المدن السورية بدت في طبيعتها أمس. وأشارت إلى أن «الحياة الاجتماعية والاقتصادية عادت إلى طبيعتها في مدينة درعا في جنوب سوريا ومدينة حمص في الوسط وحلب في الشمال». وأضافت أن أسواق دمشق تعمل بشكل طبيعي قبل عطلة نهاية الأسبوع.