بن لادن يمتدح ثورات العرب في رسالة صوتية مدتها 12 دقيقة

نشرت على منتديات جهادية بعد 16 يوما من وفاته

بن لادن
TT

في رسالة إلى المسلمين نُشرت بعد 16 يوما من موته، امتدح أسامة بن لادن الثورات المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت العالم العربي وطرحت، بحسب خبراء، تساؤلات حول نهج تنظيم «القاعدة»، تلك الشبكة الإرهابية التي أسسها وقادها لمدة 23 سنة.

وفي رسالة صوتية مدتها 12 دقيقة، نشرت يوم الأربعاء على منتديات جهادية على الإنترنت، رحب بن لادن بالثورات التي أطاحت برئيسين مستبدين في مصر وتونس، وفقا لترجمة نشرتها مجموعة «سايت إنتليجينس غروب»، وهي خدمة متخصصة في مراقبة الشبكة العنكبوتية. وقد وصف قسم الإعلام التابع لتنظيم «القاعدة» التسجيلات بأنها «خطاب من شهيد الإسلام (نحسبه كذلك) للأمة الإسلامية».

«نراقب معكم هذا الحدث التاريخي العظيم ونشارككم الفرحة والسرور والبهجة والحبور.. نفرح لفرحكم.. ونترح لترحكم... فهنيئا لكم بانتصاراتكم».

كما تطرق بن لادن إلى الثورة المصرية، إلا أنه لم يأت على ذكر سقوط نظام حسني مبارك، مما يوحي بأن الرسالة سجلت على الأغلب قبل وقوع ذلك في 11 فبراير (شباط).

وقال بن لادن: «بسرعة البرق أخذ فرسان الكنانة قبسا من أحرار تونس إلى ميدان التحرير، فانطلقت ثورة عظيمة وأي ثورة، ثورة مصيرية لمصر كلها وللأمة كلها أن اعتصمت بحبل ربها».

وأضاف: «أحسب أن رياح التغيير ستعم العالم الإسلامي بأسره، فينبغي على الشباب أن يعدوا للأمر ما يلزم». كما دعا بن لادن بقية الشعوب العربية والإسلامية إلى الاقتداء بثورتي تونس ومصر.

وقال موجها حديثه إليهم: «يعي الحكام أن الشعب خرج ولن يعود حتى تتحقق الوعود. إن الظلم في بلادنا قد بلغ مبلغا كبيرا، وقد تأخرنا كثيرا في تغييره، فمن بدأ فليتم نصره الله، ومن لم يبدأ فليعد للأمر عدته». وكان بن لادن قد قتل في باكستان على يد كوماندوز أميركي في الثاني من مايو (أيار).

ولم يكن لبن لادن رد فعل علني على سلسلة المظاهرات الشعبية في البلاد العربية، التي جذبت انتباه العالم، قبل مقتله في الثاني من مايو (أيار) على يد قوات الكوماندوز التابعة للبحرية الأميركية، بعد أن اقتحمت مجمعه السكني في أبوت آباد، بباكستان.

ودعا بن لادن الشبان العرب إلى «مشورة أهل الخبرة الصادقين المبتعدين عن أنصاف الحلول»، وطلب منهم «إنشاء غرفة عمليات مواكبة للأحداث للعمل بخطوط متوازية تشمل جميع حاجات الأمة.. إنقاذ الشعوب التي تكافح لإسقاط طغاتها»، حسب «رويترز».

لكنه لم يذكر الحكم الديمقراطي أو يدعو إليه، وهو مطلب رئيسي للمحتجين، خاصة في مصر وتونس والبحرين. وعادة ما تبدي شخصيات «القاعدة» امتعاضها من الديمقراطية الغربية التي يرون أنها تتنافى مع الإسلام.

وقال بن لادن: «وكان لتونس قصب السبق وبسرعة البرق أخذ فرسان الكنانة قبسا من أحرار تونس إلى ميدان التحرير». وقال بعض الخبراء المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط إن ما يُطلق عليه «الربيع العربي» أخذ تنظيم القاعدة على حين غرة، وإن هؤلاء المحتجين الشباب رفضوا ضمنا آيديولوجية التنظيم المتطرفة. ولكن زعم بعض المسلحين، بما فيهم أنور العولقي، الأميركي المولد والمروج الإعلامي لتنظيم لقاعدة المختبئ في اليمن، أن هذه الثورات ستسمح للإسلاميين بالاستيلاء على السلطة.

وعلى مدار الأعوام الأخيرة، كان بن لادن ينشر نحو ست رسائل صوتية كل عام. ولكن مرت شهور من دون أي تعليق على الأحداث داخل العالم العربي.

ولم تتضمن رسالته الجديدة انتقادا للمتظاهرين في مصر وتونس، لأن شعاراتهم ومطالبهم كانت ذات طبيعة علمانية في الأغلب. ولكنه قال إن المنطقة أمام «مفترق طرق خطير» يطرح «فرصة تاريخية عظيمة نادرة للنهوض بالأمة والتحرر من العبودية لأهواء الحكام والقوانين الوضعية والهيمنة الغربية»، مشيرا إلى أن النظام الجديد يجب أن يحكم وفق الشريعة الإسلامية.

واقترح إنشاء «مجلس» لنصح الحكومات الجديدة في مصر وتونس وتحديد التوقيت الأمثل للثورات في البلاد الأخرى.

ولم يعلق على المحاولة المستمرة للإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا أو الاضطرابات في اليمن، وسوريا، وبلاد أخرى. ولكنه حث المسلمين على استغلال الوقت.

وقال: «التأخر يعرض الفرصة للضياع، والتقدم قبل أوانه يزيد من عدد الضحايا، وأحسب أن رياح التغيير ستعم العالم الإسلامي بأسره بإذن الله».

وكانت الرسالة مرفقه بصورة فوتوغرافية لبن لادن كانت فيه لحيته رمادية كثيفة، في مقابل بعض مقاطع الفيديو التي وجدت في مجمعه السكني، والتي ظهر فيها بلحية سوداء مصبوغة.

* خدمة «نيويورك تايمز»