ليبيا تؤكد وجود زوجة القذافي وابنته في طرابلس.. وتنفي انشقاق شكري غانم عن حكومة العقيد

الثوار يتحدثون عن خسائر فادحة لحقت بهم في مصراتة * كي مون يدق ناقوس الخطر بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية

عائشة القذافي كريمة العقيد القذافي (إ.ب.أ)
TT

نفى خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، أمس، أنباء عن فرار مسؤول نفطي بارز وزوجة الزعيم الليبي معمر القذافي وابنته إلى تونس. وكان مصدر أمني تونسي ومصدر في المعارضة الليبية على صلة بالدائرة المقربة من القذافي قد قالا إن صفية فرقاش زوجة القذافي وابنته عائشة موجودتان في جزيرة جربة بجنوب تونس قرب الحدود مع ليبيا.

وقال مسؤولون في المعارضة الليبية، وكذلك مصادر رسمية في تونس لـ«رويترز» إن شكري غانم، رئيس المؤسسة الليبية للنفط، ترك ليبيا عبر تونس لكن مكانه الحالي غير واضح.

وقال كعيم، وهو أيضا أحد المتحدثين الرئيسيين باسم الحكومة الليبية لـ«رويترز» في طرابلس «شكري غانم في منصبه يؤدي مهام عمله. وإن كان خارج البلاد فسيعود».

وأضاف كعيم «بالنسبة لأسرة الزعيم.. فهي لا تزال هنا في ليبيا. أين يمكن أن تكون؟».

بدورها، نفت السلطات التونسية أمس معلومات صحافية أفادت بوصول أفراد من عائلة القذافي إلى تونس، لا سيما زوجته وابنته.

وقال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا أنه «لم يعبر أي من عائلة القذافي الحدود التونسية».

وكانت معلومات صحافية أفادت بوصول زوجة العقيد القذافي صفية وابنته عائشة إلى تونس.

وأضاف المصدر الحكومي «أقولها مجددا إن هذه المعلومات غير صحيحة».

إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني الانتقالي المعارض، أمس، أن «خسائر فادحة» لحقت بالثوار بالقرب من مصراتة، ويواجهون أزمة تتحول إلى «كارثة» في المناطق الجبلية في الغرب.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال جلال القلال، المتحدث باسم المجلس «ما زلنا نسيطر على مصراتة والمطار، لكن قوات القذافي تنصب كمائن لرجالنا وما زلنا نواجه خسائر فادحة».

وأضاف أن «الكمائن تتركز في ضواحي زليتن التي نتمركز فيها وقرب المطار».

وكان الثوار سجلوا في 12 مايو (أيار) الحالي انتصارا كبيرا باستيلائهم على مطار مصراتة، التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، واضعين بذلك القسم الأكبر من هذه المدينة الأساسية خارج مرمى نيران القوات الحكومية بعد حصار استمر أكثر من شهرين.

ويحاول الثوار منذ ذلك الحين السيطرة على مدينة زليتن التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة وتبعد 50 كلم غرب مصراتة، مع الإصرار على الزحف نحو العاصمة التي تبعد 150 كلم.

لكن فيما استقرت الجبهة في الشرق منذ بضعة أسابيع على طريق صحراوي ملتوي بين البريقة وأجدابيا، على بعد 160 كلم جنوب غربي «العاصمة» المتمردة بنغازي، فإن الوضع في جبال نفوسة البربرية جنوب طرابلس، هو الذي يثير قلق قيادة التمرد.

وقال القلال إن «كل الطرق في أيدي قوات القذافي. والمستشفيات لم تعد تتلقى ما تحتاج إليه». وأضاف أن «الوضع بالغ التعقيد ويقترب من الكارثة وينقل الجرحى على ظهور الحمير عبر الجبال إلى نالوت» قرب الحدود التونسية.

وأوضح عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي أن «من الواضح جدا أن قوات القذافي ما زالت تستهدف مدنيين أبرياء».

وفي غضون ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تفاقم الأزمة الإنسانية في ليبيا في حين يبدو القذافي في وضع صعب بسبب استمرار قصف حلف شمال الأطلسي وحركة تمرد أكثر ثقة.

وقال بان كي مون، في حديث خص به وكالة الصحافة الفرنسية الليلة قبل الماضية في نيويورك، إن مبعوثه الخاص إلى ليبيا عبد الإله الخطيب «يعمل بشكل حثيث»، لكن دون الإشارة إلى تحقيق تقدم في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فورا وبشكل قابل للتحقيق.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من «تفاقم الأزمة نظرا للوضع الإنساني المتدهور».

وأعرب كي مون عن قلقه من الوضع في مدينة مصراتة المتمردة (200 كلم شرق طرابلس) التي تحاصرها قوات القذافي منذ أكثر من شهرين قبل أن يتوصل الثوار إلى فك الحصار نسبيا. وقال إن «الوضع سيئ جدا».