راسموسن: الناتو لن يغير استراتيجيته في ليبيا.. ولا يعتزم نشر قوات برية

برلماني بلجيكي يحذر من أن يؤدي استهداف القذافي إلى فقدان مساندة الدول العربية

مناوئون للعقيد القذافي يجلسون أمام العلم الأميركي في مدينة بنغازي (أ.ب)
TT

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه استهدف خلال الساعات الماضية عددا من مراكز التدريب العسكري، ومراكز القيادة والتحكم، ومعدات عسكرية ومخازن للذخيرة، في عدد من المدن الليبية، خلال الطلعات الجوية التي نفذتها الطائرات التي تعمل في إطار المهمة التي يقودها الأطلسي، تنفيذا لقرارات مجلس الأمن.

وفي الوقت نفسه، قال أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام للحلف، إن ضربات الحلف أثرت بقوة على القدرة العسكرية للعقيد الليبي معمر القذافي، وإن قيادته تزداد عزلة. وأضاف أن مزيجا من الضغوط العسكرية والسياسية القوية ودعم المعارضة سيؤدي في نهاية الأمر إلى انهيار حكم القذافي.

وقال راسموسن في مؤتمر صحافي عقده أمس في براتسيلافا على هامش زيارته إلى سلوفاكيا «قللنا بقوة من قدرة آلة الحرب لدى القذافي، ونحن نرى الآن النتائج. المعارضة كسبت أرضا». وأضاف أن الحلف لن يغير استراتيجيته في ليبيا، ولا يعتزم نشر قوات برية. وأوضح «قرار الأمم المتحدة يستبعد بوضوح نشر قوات برية، وليست لدينا أي نية للقيام بذلك، وليست لدينا أي نية لطلب تفويض من الأمم المتحدة باستخدام قوات برية».

وبالتزامن مع ذلك، بدأ البرلمان البلجيكي في بروكسل مناقشات حول تقييم المهمة التي تشارك فيها بلجيكا بطائرات «إف 16» المقاتلة. وقال وزير الدفاع البلجيكي، بيتر دوكيرم، إن الطائرات بدأت في المشاركة في الطلعات الجوية المسائية تنفيذا لمهمة سبق أن وافق عليها البرلمان البلجيكي في إطار ضمان فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين الليبيين.

وصدر عن مقر الناتو في بروكسل بيان الخميس، جاء فيه أن نشاط القوات المشاركة في المهمة التي يقودها الناتو ضد ليبيا شهد يوم 18 من الشهر الحالي تنفيذ 159 طلعة جوية، منها 53 طلعة استهدفت عدة أماكن ضمنها مركز للتدريب العسكري، وثلاثة مراكز للتحكم والقيادة، وخزانان ومدفعية، كما استهدفت مخزنا للذخيرة.

وفي بروكسل أيضا، قال وزير الدفاع البلجيكي إن طائرات «إف 16» التي تشارك بها بلاده في المهمة ضد ليبيا بدأت بالمشاركة في الطلعات الجوية الليلية. وأضاف في حديث إذاعي لبرنامج «الصباح» أن ما تقوم به الطائرات يأتي في إطار مهمة وافق عليها البرلمان البلجيكي. وزاد قائلا «كان التركيز في الطلعات التي تنفذ بالنهار على ضرب الطائرات على الأرض والعتاد والمعدات ومراكز الذخيرة، أما الطلعات الليلية فهي تأتي طبقا للتطورات والمستجدات». ولمح الوزير البلجيكي إلى وجود مناقشات خلف الأبواب المغلقة داخل البرلمان البلجيكي حول تقييم المشاركة البلجيكية في المهمة.

من جانبه، قال عضو البرلمان من حزب الخضر، ووتر ديفريند «أريد التحذير من الانزلاق في أمور أخرى، لأن المهمة الأساسية هي العمل على حماية الشعب الليبي، لكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة أن هناك تركيزا على اصطياد العقيد معمر القذافي، وأخشى أن يتسبب ذلك في فقدان الدعم والمساندة من الدول العربية».

وقال مسؤولون غربيون إن حلف شمال الأطلسي اتبع نهجا أكثر عدوانية في الغارات الجوية التي يشنها في ليبيا بعد أن فشلت هجماته على قوات القذافي على مدى شهرين في دفعه للتنحي عن السلطة. وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون هذا الأسبوع إن الغارات الجوية للحلف، والتي استهدفت في الآونة الأخيرة مقار عسكرية، أصبحت أكثر «عدوانية».

ويصر حلف شمال الأطلسي على أنه لا يستهدف القذافي أو أفرادا آخرين، لكنه سيهاجم مواقع القيادة التي تصدر منها الحكومة الليبية أوامر شن هجمات على المدنيين، وذلك تماشيا مع تفويض الأمم المتحدة الذي أجاز الحملة. لكن مسؤولا أميركيا أشار إلى أن هناك جهدا متعمدا من منظمي الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي لأن تستهدف الغارات الجوية مناطق قريبة من المكان الذي يعتقد أن القذافي موجود فيه، وأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تؤيد هذا في الأحاديث الخاصة.

وذكر مسؤول أوروبي أن التفسير المحتمل لاستهداف مواقع قريبة من القذافي هو نفاد قائمة أهداف القيادة والتحكم المحتملة، مما يجعل الحلف يتعمق أكثر في قائمة أهدافه.