بريطانيا تزداد تلونا

عدد سكانها من أعراق مختلطة يصل المليون.. والمهاجرون سيصبحون غالبية في غضون عقدين

ارتفع عدد البريطانيين الملونين بمليونين ونصف المليون خلال ثماني سنوات وذلك بسبب تزايد اختلاط الشعب البريطاني فيما بينه أكثر من ذي قبل
TT

بينت ارقام نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا، أمس، أن عدد البريطانيين غير البيض ارتفع من واقع 6.6 مليون نسمة في عام 2001، ليصل في عام 2009 إلى 9.1 مليون نسمة، وبتعبير آخر، فإن هناك شخصا من بين 6 أشخاص في بريطانيا، غير أبيض.

وتبين أيضا من خلال الإحصاءات الأخيرة أن عدد البريطانيين من أعراق مختلطة وصل إلى مليون نسمة في إنجلترا ومقاطعة ويلز، في حين بقي عدد البريطانيين البيض على حاله منذ عام 2001، فعلى الرغم من ازدياد معدل الولادات فإنه كانت هناك في المقابل نسبة عالية أيضا من البريطانيين البيض الذين هاجروا إلى الخارج.

وارتفعت نسبة البريطانيين غير البيض بنسبة 4.1 في المائة سنويا، مؤدية إلى زيادة بنسبة 37.4 في المائة، أي بمعدل مليونين ونصف المليون نسمة. واللافت في الدراسة هو انخفاض عدد الآيرلنديين البيض بسبب الهجرة وانخفاض عدد الولادات، وانخفض العدد من 646.600 شخص في عام 2001 إلى 574.200 شخص في عام 2009.

وارتفع عدد البريطانيين «البيض من أجناس أخرى» أو ما يعرف بـ«Other White»، من 1.4 مليون نسمة إلى 1.9 مليون نسمة، وهذا الارتفاع يعود إلى هجرة الأوروبيين الشرقيين واستقرارهم في بريطانيا. وبحسب مكتب الإحصاءات الوطنية، فإن هذا الارتفاع ناتج أيضا من قدوم أشخاص من بلدان الكومنولث مثل أستراليا ونيوزيلندا للاستقرار في بريطانيا.

وبالنسبة للبريطانيين من أعراق مختلطة فقد ارتفع عددهم بنسبة 50 في المائة، ولأول مرة في تاريخ بريطانيا يصل عدد البريطانيين من أعراق مختلطة إلى مليون شخص. وشهد هذا الرقم زيادة من 672 ألفا في عام 2001، إلى 986.600 في عام 2009.

ثلث البريطانيين من أعراق مختلطة هم من عرق أفريقي كاريبي وعرق أبيض، وبعدهم تأتي خلطة الآسيويين بالبيض. وبحسب مكتب الإحصاءات الوطنية، فإن الارتفاع في عدد مختلطي الأعراق ليس بسبب ارتفاع نسبة الولادات إنما بسبب اختلاط الشعب البريطاني في ما بينه أكثر من ذي قبل. وتبين أيضا أن منطقة هارينغاي في شمال لندن تضم أعلى نسبة من مختلطي الأعراق في لندن، بنسبة وصلت إلى 4.4 في المائة، والسبب في ذلك هو تزاوج واختلاط الأعراق.

وتبين أيضا أن هناك 225 منطقة في بريطانيا 90 في المائة من سكانها بيض، وأعلى نسبة للسكان البريطانيين البيض هي في مقاطعة ويلز وفي شمال شرقي إنجلترا. في حين سجلت منطقة بلانو غوينت الإدارية في ويلز أعلى نسبة للبريطانيين البيض، حيث تبلغ نسبتهم 96.5 في المائة، وتأتي بعدها منطقة كامبرلاند إذ تضم نسبة 96.3 في المائة من السكان البيض.

وفي منطقة برينت الواقعة في شمال لندن، بينت الإحصاءات الإثنية أنها المنطقة الإدارية الأكثر إثارة للجدل، إذ إن أكثر من ثلث سكانها هم من البريطانيين البيض، إضافة إلى عدد ضخم من مختلطي الأعراق والآسيويين والسود الأفارقة، بالإضافة إلى المجتمعات الآيرلندية. وفي رأي رئيس بلدية برينت، فإن هذا التنوع الإثني يسهم في جعل هذه المنطقة أكثر تنوعا ثقافيا ومكانا أفضل للعيش والعمل، وهذا مثال يجب أن يحتذي به العالم.

وأثارت الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات الإثنية حفيظة وقلق البعض في بريطانيا، بحسب ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، بحيث رأوا أن ارتفاع عدد البريطانيين من أعراق مختلطة من شأنه تغيير وجه وصورة بريطانيا. في وقت يرى فيه السير أندرو غرين من مكتب مراقبة الهجرة في المملكة المتحدة أنه إذا استمرت وتيرة الهجرة إلى بريطانيا على هذا النحو فقد يصل عدد السكان في البلاد إلى 70 مليون نسمة خلال 20 سنة قادمة، والنسبة الأكبر منهم ستكون من المهاجرين. وأضاف أن بريطانيا تعاني اليوم من نقص في المدارس والمستشفيات، وقال غرين إن هذه الأرقام من شأنها تغيير صورة بريطانيا من دون شك، وإلى الأبد.

الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات الإثنية في بريطانيا تنشر للعام الثالث على التوالي، وهي تستند إلى مستوى الإنجاب والوفيات والهجرة. وهذه الأرقام لا تشمل اسكوتلندا وآيرلندا الشمالية، لأن هذين البلدين لديهما مكاتب خاصة بهما للإحصائيات الإثنية.