منى مكرم عبيد تجمد عضويتها في حزب الوفد الليبرالي

احتجاجا على نشر جريدته تحقيقا اعتبرته يؤجج الفتنة الطائفية

منى مكرم
TT

أعلنت الدكتورة منى مكرم عبيد، الناشطة السياسية القبطية، عن تجميد عضويتها بحزب الوفد احتجاجا على نشر جريدة الحزب تحقيقا صحافيا، قبل أيام، مع فتاة تزعم اختطافها من قبل بعض المعتصمين الأقباط، وإجبارها على رسم الصليب على يدها، وهو ما وصفته عبيد بأنه يؤجج الفتنة الطائفية في توقيت دقيق تمر به مصر. ولفتت عبيد إلى أن «نشر التحقيق يشي بتناقض ما بين حزب الوفد، الذي يرفع شعارات المواطنة والوحدة الوطنية، وصحيفته التي تتبنى عكس هذه الشعارات النبيلة، وهو ما يهدد مصداقية هذه الشعارات والحزب معا». وقالت عبيد، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «لقد نشر ما يسيء إلى وحدة وعظمة هذا الشعب العظيم، وما يشعل نيران فتنة طائفية لن تدمر إلا أبناء هذا الوطن الغالي، وبالتالي إنني لا أجد مع هذا الموقف المسيء في مثل هذا التوقيت الدقيق إلا تجميد عضويتي في الحزب لحين عودة الحزب مرة أخرى إلى المسار التاريخي والطبيعي الذي يحمل قيمه ومبادئه التي أرساها مؤسسوه الأوائل». وتابعت عبيد: «معالجة الموضوع بتلك الطريقة صدمتني».. وأشارت إلى أنه كان يمكن معالجة الموضوع بطريقة غير استعراضية، كما فعلت الجريدة باستخدام اللون الأحمر في بروزة العناوين المثيرة، كأنها تتعمد تأجيج الفتنة الطائفية، وقالت: «كان يمكن الاكتفاء بالإشارة للخبر كحادث فردي في سياق صفحة الحوادث»، كاشفة عن تلقيها اتصالات تليفونية من الكثير من المصريين بالخارج يعبرون عن استيائهم وخيبة آمالهم من الحزب الليبرالي الذي يعولون عليه الكثير كمنبر لليبرالية في مصر.

من جهته، قال محمد مصطفى شردي، المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد، لـ«الشرق الأوسط»: «الحزب يحترم الدكتورة منى كقيمة سياسية كبيرة، ولكن ما كان يجب عليها أن يدفعها موقفها هذا إلى اتخاذ تلك الخطوة في حق الحزب». وأشار شردي إلى أنه شخصيا لديه تحفظات على الطريقة والحيز اللذين نشر بهما الموضوع، لكن هذا «ليس معناه تعليق عضويتي، خاصة أننا وصلنا إلى مرحلة يجب أن نعترف فيها بأن التطرف والاضطهاد يأتيان من الجانبين».

وقال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: إن رد فعل منى مكرم عبيد جاء متسرعا، مشيرا إلى أنها تدرك أن هناك فصلا بين الحزب والجريدة وأن «قيادات الحزب تطلع على الجريدة كأي قارئ عادي».

وأوضح حسان أن الحزب شهد انقساما في الآراء بشأن الموضوع المنشور، وأن كثيرا من الأعضاء أعربوا عن سخطهم البالغ لرئيس الحزب. وكشف حسان لـ«الشرق الأوسط» عن أن هناك قرارا غير معلن بشأن طرح جميع الأخبار المتعلقة بالملف القبطي وأخبار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على المكتب التنفيذي للحزب قبل نشرها في الجريدة.