الفلسطينيون يعلنون الخامس من يونيو «ثورة النكسة» ويدعون للزحف إلى فلسطين

إسرائيل تغلق أراضي الجولان وتحشد قوات ضخمة لمنع مسيرات اللاجئين الفلسطينيين

فلسطينيان مقنعان يقذفان حجارة على جنود اسرائيليين في برج مراقبة بقلنديا أمس (أ.ب)
TT

حشد الجيش الإسرائيلي الآلاف من جنوده ودباباته ومنجزراته، على الحدود مع سوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، في محاولة لمنع تكرار مسيرات الزحف نحو حدود إسرائيل. وفي الوقت نفسه، بدأت قواته تستعد لمواجهة قرار «إدارة موقع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة»، تنفيذ مسيرات الزحف في يوم الخامس من يونيو (حزيران)، الذي يصادف ذكرى احتلال الأراضي العربية سنة 1967.

وقد أعلن قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، اللواء جادي آيزنكوت، عن قرية مجدل شمس وكافة القرى والمستوطنات في شمالي شرق هضبة الجولان المحتلة، منطقة عسكرية مغلقة، تحسبا من تكرار محاولة تخطي متظاهرين للحدود من سوريا مثلما حدث في ذكرى النكبة، يوم الأحد الماضي. وبموجب هذا الإعلان، حظر على المواطنين الإسرائيليين دخول المنطقة.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه تم اتخاذ القرار بإغلاق هذه المنطقة، ليس فقط في إطار الاستعداد لاحتمال أن يحاول متظاهرون ينطلقون من سوريا تخطي الحدود، بل أيضا تحسبا لوصول متظاهرين من قوى اليسار الإسرائيلي الذين يؤيدون مسيرات العودة للضغط على الحكومة الإسرائيلية حتى تستأنف مفاوضات السلام.

وفي الوقت نفسه، اتخذ الجيش والشرطة والمخابرات الإسرائيلية احتياطات شبيهة على الحدود مع لبنان وكذلك مع قطاع غزة وحول الضفة الغربية. وقد اعتبرت هذه الإجراءات بمثابة «إعلان حالة تأهب بدرجة واحدة أقل من درجة إعلان الحرب»، خصوصا بعد الدعوة التي ظهرت أمس على صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» على الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» إلى «جمعة رد الاعتبار للشهداء»، الذين قتلوا في ذكرى النكبة بنيران الجيش الإسرائيلي في الجولان وقرية مارون الراس اللبنانية والبالغ عددهم 20 قتيلا. وبرزت في القدس حشودات غير عادية، أمس، خصوصا في البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية المحيطة بها تحسبا من حدوث مواجهات تعقب صلاة الجمعة.

وكان أصحاب موقع «الانتفاضة الثالثة»، قد دعوا أمس إلى «ثورة النكسة»، و«ثورة زهرة المدائن»، و«يوم البيعة للقدس»، وكلها أسماء لـ«ثورة جديدة» دعوا لإطلاقها في ذكرى احتلال مدينة القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، الذي يوافق الخامس من يونيو (حزيران) 1967. وحددت السابع من يونيو القادم لانطلاقها، لمناسبة الذكرى السنوية للنكسة العربية (هزيمة 1967). وتوقع أصحاب الموقع أن تزداد المشاركة في الفعاليات والمناسبات القادمة، على الرغم من التهديدات الإسرائيلية بالرد على المسيرات باستخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين.

وأعلنت إدارة موقع الانتفاضة الثالثة، في بيان لها، أن السابع من يونيو القادم «يصادف ذكرى اغتصاب الصهاينة للقدس، زهرة المدائن، وعليه سيكون يوم البيعة للقدس في كل دول العالم». وأضاف بيان النشطاء: «مثلما أحيينا ذكرى النكبة، وتمكنا من مسح هذا المصطلح، سنحيي ذكرى النكسة، ونجعلها نكسة على الكيان المحتل»، وأعلنوا أنهم سينشرون لاحقا خطة التحرك والفعاليات المقترحة خلال الأيام القادمة.

وقد اتضح من مراجعة هذا النشاط، أنه خلال أيام فقط، تأسست مجموعة من الصفحات الإلكترونية بأسماء مختلفة، تحمل المضمون نفسه، وهو الدعوة للثورة في الخامس والسابع من يونيو المقبل، وقوبلت الدعوة بتفاعل كبير في الأيام الأولى لإطلاقها، وشارك مئات المتصفحين في تعليقات داعمة للخطوة. وتقول الصحافية والناشطة الإلكترونية، لمى خاطر، إن أهمية الدعوة الجديدة «تكمن في كونها تأتي في سياق الدعوة لانتفاضة ثالثة، وليس فقط لإحياء يوم من ذاكرة القضية الفلسطينية»، مضيفة: «المناسبة تعيد تأكيد المعاني الوطنية حول مفهوم الصراع مع الاحتلال في ذهن الأجيال الفلسطينية الشابة». وقالت إن حجم التفاعل مع الدعوة الجديدة يفوق التفاعل مع فعاليات إحياء النكبة، معللة ذلك بما شهدته الحدود السورية واللبنانية مع فلسطين، على وجه الخصوص، من مشاهد ومواجهة مع الاحتلال، الأمر الذي «حفز الكثير من الهمم التي كانت مترددة في المشاركة».

وتابعت خاطر أن ما حصل في 15 مايو (أيار)، لم يكن بحجم ما خطط له، لكن العشرات والمئات الذين ذهبوا باتجاه السياج «أثبتوا أن حدود إسرائيل هشة وفرضوا معادلة»، وتوقعت أن يلبي دعوة 5 يونيو عدد أكبر من المشاركين. وشددت على أن الموضوع الأساسي، هو أن الباب فتح، وأن المناسبات كثيرة، والشعب الفلسطيني في الخارج خرج، وأن المارد سيقول كلمته، وسيكون تأثيره كبيرا بالنظر إلى «المعنويات العالية التي رافقت مسيرات النكبة».