4 دول في الساحل الأفريقي تشكل قوة من 75 ألف عسكري لمواجهة «القاعدة»

خلال اجتماع عقد في باماكو وضم وزراء خارجية مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر

صورة تظهر قاربا مالطيا يحمل 347 من المهاجرين غير الشرعيين كان الأسطول المالطي قد انقذهم قبل أن يصلوا إلى الشاطئ أمس (أ.ف.ب)
TT

عقد وزراء خارجية مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر في باماكو أمس اجتماعا ناقشوا فيه موضوع «الإرهاب والجريمة العابرة للحدود» في منطقة الساحل التي تهددها «القاعدة في المغرب الإسلامي». وقال وزير الخارجية المالي سوميلو بوبيي مايغا لدى افتتاح الاجتماع الذي استمر يوما واحدا: «أكثر من أي وقت مضى، تتعرض شعوبنا وبلداننا للتهديد الإرهابي، ووجود الأسلحة الثقيلة المتنقلة واستمرار تجارة المخدرات واللجوء إلى خطف الرهائن». وشدد على «ضرورة» أن تقوم بلدان منطقة الساحل هذه بـ«تحرك منسق» ضد «الإرهاب».

وكشف الوزير المالي عن أن البلدان الأربعة ستشكل قوة مشتركة يصل قوامها إلى 75 ألف جندي لتأمين منطقة الساحل والصحراء التي تمتد عبر حدودها. وقال مايغا إن «على بلداننا أن تدرب وتجند في الأشهر الثمانية عشر المقبلة من 25 ألفا إلى 75 ألف رجل لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود»، معربا عن أمله بـ«مزيد من الوحدة والفعالية» في مكافحة الإرهاب.

بدوره، قال الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغربية والأفريقية عبد القادر مساهل، إن «التحديات التي تواجهنا تفرض علينا تخطيطا يتسم بمزيد من الدقة وتنسيق تحركاتنا بمزيد من الفعالية». وأضاف «يتعين علينا تقويم التطورات الخطرة والبعد الجديد الذي يأخذه التهديد الإرهابي وتشعباته الكثيرة». من جانبه، طرح وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي، الوضع في ليبيا، وقال «إذا كان النزاع في ساحل العاج قد انتهى بطريقة سلمية، فإن نزاعا آخر قد اندلع في ليبيا، مع انتشار الأسلحة على نطاق واسع، وهذا ما يقلقنا». أما وزير الخارجية النيجري محمد بازوم، فانتقد «دفع الفدية الذي يساعد الإرهابيين على قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، معربا عن الأمل بمشاركة بلدان أخرى غير تلك الممثلة في باماكو، في التصدي للإرهاب بالساحل.

وكانت الجزائر ومالي اتفقتا قبل عامين على تشكيل دوريات عسكرية مشتركة، مهمتها مطاردة عناصر تنظيم القاعدة في الحدود بين البلدين حيث أقام السلفيون المسلحون معاقل. وتم الاتفاق في وقت لاحق على أن ينخرط الطوارق المسلحون في الدوريات الأمنية بناء على تعهد منهم، على سبيل إبعاد تهمة «التواطؤ مع الإرهاب» عنهم.

وجاء اجتماع أمس تكملة لسلسلة من الاجتماعات على مستوى عسكري عال، عقدها رؤساء أركان جيوش البلدان الأربعة. والجزائر هي صاحبة فكرة التنسيق الأمني المشتركة بين بلدان الساحل، وفي جنوبها أنشأت البلدان الأربعة «مركز قيادة مشتركا للعمليات» في أبريل (نيسان) 2010.